رئيسة مركز تتهم المدير… والصحيفة لاتذكر رده… والمسؤولون يتقاذفون المسؤولية والمحصول “تايه”
سناك سوري – متابعات
أكدت “شيراز العلي” أن قرار إقالتها من رئاسة مركز أعلاف “السلمية” جاء من دون أي تحقيق أو مساءلة عن آلية استلام محصول الشعير والتجاوزات في الدور، ما عدا سؤال الرقابة المرسلة من قبل المدير “عن كرت القبان الذي ورد فيه تشطيب وبعض التجاوزات في الدور”، مبينة أن عمليات تنظيم الدور في المركز كانت تتم وفق توجيهات المدير نفسه، دون وجود إمكانية لمخالفة تلك التوجيهات.
وكانت قرار الإقالة الصادر عن مدير مديرية أعلاف “حماة” بتاريخ 18/6/2019 أثار تساؤلات عديدة بسبب سرعة اتخاذه، خلال 48 ساعة، وعدم وجود دليل على ارتكاب المديرة أية اخطاء، فيما نقلت مصادر وصفتها صحيفة “الفداء” بالمطلعة والموثوقة، أن القرار جاء على خلفية رفض “العلي” لتعليمات مدير أعلاف “حماة” بتجاوز الدور ورفض استلام 5000 طن شعير لمجموعة تجار مرسلين من قبل المدير ذاته، ليتم تكليف شخص آخر غيرها من أجل تمرير الصفقة، مع ما سببه ذلك من إيقاف التسويق، وزيادة الفوضى الموجودة أصلاً.
الصحيفة كانت قد أشارت لمشاكل الازدحام، ومخالفات الدور منذ اليوم الأول لبدء التسويق، ما استدعى حضور المدير العام لمؤسسة الأعلاف بتاريخ 9/6/2019 إلى المركز، ليقوم يومها بإيقاف استلام الشعير لأكثر من ثلاث ساعات، ما زاد الطين بلة، وتضاعفت معاناة الفلاحين، الذين اشتكوا من قلة عدد الأكياس، كما حصل مع الفلاحين “جدوع ديبو “ـ و “جمال جركس” و”يوسف جركس”.
سياسة التطفيش لأحضان التجار
الفلاحون الثلاثة اشتكوا عدم حصولهم على الأكياس حتى الآن بالرغم من تسجيلهم منذ 23/ 5، متذمرين من أسلوب تعامل مؤسسة الأعلاف ومدير فرعها في “حماة” الذي يدفعهم لبيع محاصيلهم للتجار بدلاً من تسليمه للمركز، خاصة لجهة مطالبتهم بدفع مبلغ مالي مقابل دور للحصول على الأكياس وعدم حصولهم على دور لتسليم المحاصيل، وهو أمر تكرر مع فلاحين آخرين، لم ينتظروا أكياس المؤسسة بل اشتروها من السوق بمبلغ 550 ليرة، دون فائدة.( يعني الأولوية للتجار عينك كنت عينك، ويا عيني ع قرارات الحكومة).
إضافة لمشكلة الأكياس فقد تحدث مزارعون آخرون ومنهم المهندس “جلال الجرعتلي” والمهندس “نزار عيسي” عن الفشل الكبير في خطة مؤسسة الأعلاف، ما أفسد واحداً من أفضل مواسم الشعير، مثل التأخر في موعد تسليم شهادات المنشأ، حتى 23 أيار بينما بدأ الحصاد من 15 أيار، ما أجبر بعض المزارعين على البيع للتجار بأسعار منخفضة، الأمر الذي اعتبروه بمثابة سرقة تعرض لها المزارعون الذين صرف بعضهم ثمن محصوله قبل تسليمه، على شراء الأكياس، وأجور النقل والعتالة.( يعني حتى لما تاخد الحكومة قرار منيح، بيطلع التطبيق قبيح).
اقرأ أيضاً : “حماة”.. تأخر تنفيذ المشاريع يحرم الفلاحين من استثمار أراضيهم!
تغييب التنظيم الفلاحي عن عمليات التسويق
لم تقتصر الانهامات الموجهة لمدير فرع “حماة” على المحسوبيات وتفضيل مصلحة التجار على المزارعين بل تعدتها لتصل إلى تغييب الرابطة الفلاحية عن العملية وعدم الرغبة بالتعامل مع الجمعيات علماً بأنها هي من كانت تسلم المؤسسة محصول الشعير في السنوات الماضية فيما كان الفلاحون يبيعون محصولهم بشكل فردي في السوق، بحسب ما نقل مراسل الصحيفة الزميل “حسان نعوس” عن “طلال المذري” رئيس الرابطة الفلاحية.
“المذري” انتقد آلية العمل القائمة في المركز، وعدم حصول الرابطة على الأكياس من مؤسسة الأعلاف بالرغم من وجود /30 / ألف طن من المتوقع أن تسلمها الرابطة، إضافة لغياب العدالة حيث من المقرر أن يتسلم المركز يومياً /50 / طناً من الجمعيات الفلاحية، مقابل /250 / طناً من الإفرادي، والإجابة كلها عند مدير أعلاف “حماة” الذي ذكرت الصحيفة أنه تعامل بشكل غير لائق مع ممثل الرابطة الفلاحية، “علي مقداد”، قائلاً له: «أرفض التعامل مع التنظيم الفلاحي ، ولا أعترف عليه»،(الشغلة إلها علاقة بالشرعية والاعتراف.. اتصلولنا مع الامم المتحدة لنناقش معترف فيه ولا مو معترف فيه)، قبل أن يتدخل “المذري” ويعمل على إصلاح الأمور وحل بعض المشكلات، ما سمح بحدوث تحسن في عمليات التسليم.
اقرأ أيضاً : “السلمية”.. الخلافات بين مجلس المدينة ولجان الأحياء تعيق تقديم الخدمات للمواطنين
طاسة سخنة طاسة باردة ..ضرب منية للفلاح بالسعر
وفيما يخص موضوع الأكياس، رمى “مصعب العوض” مدير عام مؤسسة الأعلاف، بالكرة إلى ملعب المؤسسة العامة للحبوب التي لم تنفذ تعهدها بتصنيع مليوني كيس، بسبب الحصار وظروف الحرب كما قال، مخلياً مسؤولية الأعلاف عن النقص بعد توزيع الأكياس الجديدة والمستعملة الموجودة، معتبراً أنه يتوجب على الفلاح تحمل جزء من أعباء الكيس المستعمل، خاصة أن السعر المحدد للكيلو غرام الواحد بلغ 130 ليرة وهو سعر داعم للفلاح ( بلش ضرب المنية).
من جهته، لاقى “يوسف قاسم” مدير المؤسسة العامة للحبوب زميله مدير الأعلاف في منتصف الطريق، حيث أقر بتنفيذ 50% فقط من المليوني كيس التي تمت إضافتها على العقد الخاص بتوريد 20 ألف بالة أكياس خيش جديدة، بسب ظروف الحرب ( الجواب السحري الصالح لكل زمان ومكان ومنصب)، مضيفاً بشيء من التذمر «من المفروض أن تقوم مؤسسة الأعلاف بتأمين حاجتها من أكياس الخيش» ( كل واحد يدبر حالو، ما دخلنا).
الغائب الأكبر في تحقيق صحيفة “الفداء” كان مدير أعلاف “حماة” الذي كان حاضراً في كل مفاصل التحقيق عبر تحميله مسؤولية كل التجاوزات، دون ان تورد الصحيفة رداً منه، أو تذكر حتى اسمه، ما اضطرنا للبحث عن اسمه لنتأكد أنه غير مذكور في المادة نهائياً، كما لم توضح إن كانت حاولت الاتصال به مثلاً، لتختم تحقيقها بسلسلة اتهامات أخرى حول قيام فرع “حماة” ببيع أكياس بأعدد هائلة لأشخاص متنفذين، ومنهم أولئك الذين أرسلهم ليسلموا محصولهم المعبأ بالقاطرات، و التي رفضت رئيسة المركز تجاوزهم للدور ، مع معرفتهم أن الأكياس المخصصة للفلاحين غير كافية، خاصة أن محصول الشعير في “سلمية” وريفها يشكل 70% من محصول المحافظة.
اقرأ أيضاً : “خميس”:الفلاحون سيقبضون ثمن محصولهم خلال 48 ساعة