رياضة

ذكرى اللقب السوري الأول قارياً .. الجيش بطل الاتحاد الآسيوي 2004

نهائي سوري بامتياز للنسخة الأولى من البطولة

سناك سوري _ غرام زينو 

لا يزال عام 2004 يشكّل علامة فارقة في تاريخ أندية كرة القدم السورية لا سيما نادي “الجيش” الذي سجّل إنجازاً تاريخياً فتح خلاله الباب أمام الأندية المحلية للدخول إلى عالم الألقاب القارية.

حلَّ “الجيش” في بداية بطولة كأس الاتحاد الآسيوي في نسختها الأولى، ضمن المجموعة الثالثة إلى جانب “طرابلس الرياضي” اللبناني و “نيبيتشي” التركمانستاني، وأنهى الدور الأول لمجموعته بعد أن تعادل سلباً مع الفريقين خارج أرضه، وفاز على أرضه بسداسية نظيفة ضد الفريق التركمانستاني كانت أعلى نتيجة يحققها في مشاركاته بالبطولة، وبهدفين مقابل لاشيء أمام “طرابلس”.

لكن تلك الفترة تزامنت مع بعض الهزّات داخل الفريق، حين قام المدرب “منصور حاج سعيد” باستبعاد قائد الفريق “طارق جبّان” بعد تحميله مسؤولية الخسارة أمام “تشرين” في الدوري السوري، لتذهب بعثة نادي “الجيش” إلى “تركمانستان” بـ 17 لاعباً فقط وتخرج من المباراة بتعادل سلبي أمام فريق هزمته ذهاباً بسداسية.

في ربع النهائي كان “الجيش” على موعد لملاقاة “إيست بنغال” الهندي، والذي تعادل معه ذهاباً بدون أهداف، فيما كانت مباراة الإياب في “دمشق” تشهد تفوّق “الجيش” بثلاثية نظيفة أهّلت الفريق السوري لنصف النهائي.

وتابع “الجيش” انتصاراته على أرضه في نصف النهائي، حيث هزم “هوم يونايتد” السنغافوري برباعية نظيفة ذهاباً بأقدام “محمد زينو” و “إياد عبد الكريم” وهدفي “فراس إسماعيل”.

مفاجأة البطولة كانت ما حققه نادي “الوحدة” الدمشقي من انتصارات بموازاة تفوق “الجيش” ليلتقي فريقا العاصمة السورية في نهائي البطولة القارية وتضرب “دمشق” موعداً مع ديربي محلي بنكهة آسيوية.

على وقعِ جماهير العاصمة المنقسمين بين “الزعيم” الأحمر والعريق “البرتقالي”، كان لاعبو “الجيش” و”الوحدة” يدخلون ملعب “العباسيين” بـ”دمشق” في أجواء ماطرة تلهبها حدة المنافسة على اللقب القارّي الغالي في نهائي يلعب بنظام الذهاب والإياب.

لم ينتظر “زياد شعبو” طويلاً، فافتتح التسجيل لـ”الجيش” في الدقيقة الثالثة من لقاء الذهاب، فيما ضاعف “فراس إسماعيل” النتيجة في الدقيقة 31، لكن “الوحدة” لم يستسلم أمام جاره اللدود فقلّص “ضرار رداوي” الفارق عند الدقيقة 49، في حين وسّعت ضربة الجزاء في الدقيقة 57 الفارق لـ”الجيش” بعد أن ترجمها “عامر الأبطح” هدفاً ثالثاً، في حين واصل “الوحدة” عناده حتى الدقائق الأخيرة ونجح “عمر العاقل” في الدقيقة 93 بتسجيل ثاني أهداف البرتقالي في مباراة اتسمت بالخشونة ورفعت فيها البطاقة الصفراء في 9 مناسبات للاعبي الفريقين.

اقرأ أيضاً: آخر الألقاب السورية قارياً … حين توّج الاتحاد بطلاً لآسيا

على أرض “الجيش” إياباً كان “الوحدة” بحاجة هدفين لينال اللقب، فالتعادل بمجموع الأهداف سيصبّ لصالح “الجيش” نظراً لتسجيله 3 أهداف خارج أرضه، وبعد محاولات عديدة من “الوحدة” إصراراً على التسجيل نجح “نبيل الشحمة” في هز شباك “الجيش” عند الدقيقة 73 بهدف لم يكن كافياً لحسم الأمور وانتهت المباراة بخسارة “الجيش” بهدف نظيف، ليصبح مجموع المباراتين التعادل بثلاثة أهداف لكل فريق، مع احتساب أهداف “الجيش” خارج أرضه مضاعفة ما أوصله إلى حمل اللقب.

أصبح “الجيش” أول نادٍ سوري يفوز بلقب قاري وأول حامل لقب لبطولة كأس الاتحاد الآسيوي، وانتظرت الأندية السورية حتى عام 2010 حين عاد “الاتحاد” ونال اللقب كثاني أندية “سوريا” في البطولة.

نسخة 2004 التي حملت اللقب القاري شهدت فوز “الجيش” في 6 مباريات وتعادله في 3 وخسارته بمباراة وحيدة في النهائي أمام “الوحدة”

وفي الإياب مباراة الحسم وتحديد اللقب استطاع “الجيش” من خطف اللقب على الرغم من خسارته أمام “الوحدة” بهدف نظيف، حيث كان يحتاج “الوحدة” هدفين لحسم اللقب لصالحه، ليعتلي “الجيش” منصة التتويج بعدها كبطل لمسابقة كأس الاتحاد الآسيوي 2004.

خاض “الجيش” في البطولة 10 مباريات حقق الفوز في 6 وتعادل في 3 وخسر في واحدة، سجّل “الزعيم” 20 هدفاً خلال منافسات البطولة، وجاء في صدارة هدافي الفريق خلال البطولة “زياد شعبو” و “فراس إسماعيل” بأربعة أهداف لكل منهما، فيما سجّل “محمد زينو” 3 أهداف، أما “أحمد العميّر” و”يوسف ربيع الحسن” فسجّل كل منهما هدفين، فيما أكمل أهداف الجيش “رغدان شحادة” و”جومرد موسى” و”عادل عبد الله” و “عامر الأبطح” و”إياد عبد الكريم”.

تشكيلة “الجيش” الفائزة باللقب آنذاك ضمّت أسماء لامعة في تاريخ الكرة السورية كالحارسين “محمد بيروتي” و “رضوان الأزهر” واللاعبين “طارق جبان” و “علي دياب” و “باسل الشعار” و”ماجد الحاجي” و “أحمد عزام” وغيرهم.

لم يعد “الجيش” منذ ذلك الحين إلى منصات التتويج في كأس الاتحاد الآسيوي وبقي ذلك الإنجاز لقبه القاري الوحيد، فيما حقق “الكرامة” مركز الوصيف عام 2009، ونال “الاتحاد” البطولة في 2010، في حين يشارك “تشرين” و “الوحدة” هذا العام في البطولة لتمثيل الأندية السورية قارياً وتأمل جماهير الكرة السورية أن يعيد الفريقان تقديم صورة مشرّفة لأندية كرة القدم السورية.

اقرأ أيضاً: اللقب الأول لنسور قاسيون بغرب آسيا .. ذكرى منصات التتويج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى