دور النشر السورية في معرض الشارقة للكتاب مشاركة لافتة وإقبال ضعيف
70 دار نشر سورية تشارك في معرض الكتاب بالشارقة.. والاهتمام بكتب التنمية يتصدر المشهد
وسط بحر من الكتب المصطفة فوق الرفوف على مساحة شاسعة على أرض معرض الشارقة للكتاب. تحجز (70) دار نشر سورية مكانها بين عدد كبير لدور النشر المشاركة من مختلف البلدان.
سناك سوري_ميس الريم شحرور
كتب تاريخية ودينية وأخرى علمية وروايات من مختلف ضروب الأدب العالمي والعربي. إضافة إلى التراجم والمخطوطات والدواوين تجد طريقاً إليها عبر هذا المكان. في مشهد يعيد إلى الأذهان سطوة الكتاب الورقي. قبل الانتقال إلى عالم الكتب الإلكترونية.
التاريخ لا يغيب
كما تعنى معظم دور النشر السورية المتواجدة بنقل التراث اللامادي للمدن السورية. كذلك تركّز على التاريخ بصفته الأجدر بتسليط الضوء عليه لا سيما في ظلّ المغالطات الحاصلة في نقله وتدوينه. هذا هو الحال مع “دار الملايين” للنشر والترجمة والتوزيع. التي تركّز على المعلومات التاريخية عبر الأحقاب المختلفة.
حالها حال دار “صفحات” التي يوضح صاحبها لموقع “سناك سوري” أنّ الدار تشارك في كافة المعارض العربية للكتب. مشيراً إلى أنّ منشورات الدار تركز على التاريخ والأديان والدراسات الفكرية.
أمّا عن تواجد الكتاب السوري في المعارض العربية يقول: «الكتاب السوري لم ينقطع حتى خلال سنوات الحرب. وهو موجود دائماً. لكن ما اختلف هو غزارة الإنتاج عن الفترة التي سبقت الحرب».
بعض دور النشر انتقلت إلى دول مجاورة ومارست نشاطها من الخارج. كما يقول ويؤكد أنه على مدى السنوات الاثنتي عشرة لم تنقطع دور النشر عن المشاركات وإن قلّ النشر. منوّهاً إلى أنّ المشاركة هذا العام في معرض الشارقة للكتاب.
إقبال على كتب التنمية وإدبار عن الثقافة
في القاعة رقم 2 الجناح C5 وبترتيب لافت تعرض “دار التكوين” التي تأسست عام 2000. أحدث الكتب المنشورة للكاتب العراقي “عبد الرزاق الجبران”. والسوري “د. رفيف المهنا”.
كما تحضر الأعمال الكاملة للمفكر “فراس السواح” على قائمة الكتب المعروضة والتي تعتبر من الأكثر طلباً من قبل القرّاء. إضافة إلى كتب المفكر السوري “أدونيس”. والشاعر العربي “سعد يوسف”.
تأتي هذه المشاركة السادسة عشرة في معرض الشارقة في إطار دعم الكتاب وإعادة إحياء الورق بعد سيطرة الكتب الإلكترونية وغزو كتب التنمية البشرية. إلّا أن الإقبال على الكتب العلمية والكتب الفكرية بحسب صاحب “دار التكوين” لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة على حساب الكتب الاستهلاكية. حسب تعبيره. كتلك التي تحمل عناوين رنانة من قبيل “كيف تصبح ثرياً” و “كيف تتعلم اللغة الألمانية في يومين” وغيرها من العناوين الاستهلاكية.
من جهتها تولي دار “نور حوران” للدراسات والنشر اهتماماً خاصّاً بالكتب التاريخية والتراثية. من منطلق تشجيع القراء على تخزين معلومات عن تاريخ المنطقة والصراعات الحاصلة فيها على مر العصور. باعتبار أن التاريخ منطلق لفهم الحاضر. كما يوضح الناشر.
تنوع وغنى، أين القارئ؟
تستقطب المهرجانات الثقافية ومعارض الكتب سنويّاً آلاف الزوار وسط تنوع وغنى في الكتب المعروضة والمقدّمة. لكنّ نصيب الكتب الورقية بين أيدي القراء يتراجع عاماً تلو الآخر. مع تحول المواقع لبيعها رقميّاً. فهل ستتحول دور النشر مستقبلاً إلى المهرجانات والمعارض الافتراضية؟! السؤال يبقى معلّقاً في الهواء في موجة الإدبار عن الورقيات اليوم.