رأي وتحليل

دفاعاً عن سيدات سوريا بوجه التحرش والتنميط

تعليقات ذكورية تسيء إلى نساءٍ يرفعن اسم البلاد

سناك سوري _ زياد محسن

تعرّضت لاعبات المنتخب السوري لكرة السلة لمجموعة تعليقات مسيئة بعد التقاطهن صوراً جماعية ومقطعاً مصوراً خلال التحضير للمشاركة بكأس آسيا.

وبدا لافتاً حجم الإساءة في العديد من التعليقات التي حملت نوعاً من التحرش والتنميط للاعبات والتوجه بكلام مسيء حول أشكالهن إما من بوابة التحرش أو من بوابة انتقاد الشكل الخارجي.

وتبدو الحالة مناسبة مثيرة للاهتمام للحديث عن معايير النظام الأبوي للجمال، أي أن المجتمعات الذكورية التي يستولي الرجال فيها على سلطات المجتمع، تنشئ معايير جمالية للنساء تناسب مقاييس الرجل بعيداً عن إرادة المرأة.

ووسط هذه المعادلة تدفع النساء ثمن المعاناة للظهور بالشكل الذي يرضي “الذكور” أصحاب السلطة الاجتماعية عليهنّ، فتتجنّب أن تكون لاعبة كرة قدم أو كرة سلة أو ألعاب قوى كي لا تتعرض لإهانة السلطة الغالبة وتعليقاتها المسيئة.

في المقابل باتت وسائل التواصل الاجتماعي تتيح للجميع التعليق على الصور والأخبار، علماً أن تلك التعليقات هي ما كانت الأنثى تسمعها في حياتها الواقعية إذا تجرأت وخالفت معايير الجمال الذكورية.

أصحاب تلك التعليقات الذين يحاولون أن يبدو كلامهم طريفاً على غرار من يقول «مكانهن المطبخ» أو «رح تابع المباراة كرمالكن» ليسوا إلا متحرشين يكرسون النظرة الذكورية للنساء، ويتجاهلون أن كل لاعبة تعبت لسنوات من أجل إنجاز سجلها الخاص في اللعبة والوصول إلى المنتخب وإيصاله للمنافسة القارية، يتجاهلون تعبهنّ وإصرارهنّ وتحدياتهنّ بوجه المصاعب اليومية مع ما تمر به البلاد ولا يتذكرون إلا إلقاء ما لديهن من تحرش وتنميط أمام سيدات سيرفعن اسم البلاد أمام العالم.

اقرأ أيضاً:بعد 35 عاماً … سيدات سوريا في كأس آسيا لكرة السلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى