الرئيسيةرأي وتحليل

صباحو يا حكومة.. هل تدركين اليوم حجم خطأ عدم زيادة الرواتب؟

قرض الترميم يحتاج لراتب 750 ألف.. لهذا السبب على الحكومة ترميم المنازل مجاناً

يصادف اليوم الإثنين، ذكرى مرور أسبوعين على الزلزال، الذي لم نعد نذكر منه سوى الاهتزاز، وبقايا منازلنا المدمرة، وأولادنا وآبائنا والضحايا من أقربائنا. ربما يكفي هذا القدر من الوجع، قبل أن يطل الفقر برأسه من جميع شقوق منازلنا المنكوبة.

سناك سوري-شخص ما

أمس الأحد، قال وزير الأشغال العامة والإسكان، “سهيل عبد اللطيف”، في تصريحات لصحيفة الوطن، إن عدد الأبنية المتضررة في اللاذقية، بلغ 336 بناء متضرر بنسبة 100 بالمئة، و1697 بناء يحتاج لتدعيم ونسبة الضرر فيها 60 بالمئة. إضافة إلى تضرر 5819 بناء بشكل بسيط وهي تحتاج لصيانة، بينما بلغ عدد المباني السليمة 3876.

وأضاف أن عدد الأبنية المتضررة في “حلب” بلغ 198 بناءً متضرر بالكامل، و1093 بحاجة لتدعيم، بينما بلغ عدد الأبنية السليمة، 5138.

فاتورة تصل للمليارات

بالنظر إلى حجم الدمار الذي خلفه الزلزال، فإن فاتورة البناء والترميم، ربما تصل لمليارات الليرات، التي لا تعد ولا تحصى، فكيف لـ”سوريا”. التي تعاني من خسائر اقتصادية هائلة جراء الحرب، أن تساعد المتضررين وتبني لهم بيوتاً أو ترممها؟.

هذا السؤال الذي يشغل بال من خسروا منازلهم وباتوا مشردين في مراكز الإيواء اليوم، كذلك على الأرجح أنه يشغل بال الحكومة. التي لا تمتلك حتى ثمن فاتورة المشتقات النفطية بما يكفي حاجة البلاد.

في غضون ذلك، أطلق مصرف الوطنية للتمويل الأصغر قرض ساند لمساعدة الأهالي على ترميم منازلهم، ليكون بقيمة 18 مليون ليرة. دون عمولة أو فوائد، وعلى مدى 6 سنوات.

أي بقسط شهري 250 ألف ليرة، بمعنى آخر أن من يريد الحصول على القرض يجب أن يكون راتبه الشهري 3 أضعاف قيمة القرض. أي 750 ألف ليرة سورية.

لكن من هو الموظف في سوريا كلها الذي يحصل على راتب شهري 750 ألف ليرة؟، والحكومة كانت قد أصرت صم أذنها عن زيادة رواتب العاملين بالقطاع العام. وتركتهم براتب 100 ألف لا يشتري به الفرد حتى قوت يومه.

صحيح أن التحديات كبيرة والمتطلبات اليوم أكبر، لكن أن تقوم الحكومة بتلك الخطوة وتزيد الراتب، فإن هذا يزيح عن كاهلها قليلاً مغبة الترميم. وبالتأكيد فإن أي موظف يمتلك مثل هذا الراتب ويستطيع الحصول على القرض، لن يقف بانتظار دوره بالترميم. وسيبادر لينهي تأهيل منزله والعودة إليه.

وإلا فإن على الحكومة أن تسير بعمليات الترميم بالتوازي مع عمليات بناء المنازل المدمرة، فهذا الحدث ليس كأي شيء عابر، والمواطن الذي يموت في اليوم الواحد ألف “موتة”. من حقه أن يعيش ولو قليلاً، قليلاً فقط بطريقة منطقية.

اقرأ أيضاً: قرض الترميم يشغل بال من فقدوا منازلهم ولا يملكون رواتب تُغطي القسط الشهري

زر الذهاب إلى الأعلى