دراسة: 35% نسبة الجامعيين السوريين المهاجرين
النظام التعليمي في سوريا غير قادر على المدى القريب على تعوضيهم، وهم حاجة ماسة للبلاد
سناك سوري – متابعات
كشفت دراسة صادرة عن مركز “دمشق” للدراسات والأبحاث “مداد” أن الحرب التي مرت بالبلاد أجبرت النخب الفكرية والعلمية والفنية السورية في المناطق التي شهدت نزاعات مسلحة على الخروج من مدنها ومناطقها، سواء باتجاه المحافظات الأخرى أم خارج البلاد، وقد تم استهداف وتصفية بعض منها علناً.
وتبين الدراسة التي أعدها الدكتور “كريم أبو حلاوة” رئيس قسم الدراسات الاجتماعية في المركز بعنوان: “هِجْرَةُ الكفاءاتِ والعُقُولِ السوريّةِ نزيفٌ تنمويٌّ مستمرٌ” أن الأعوام 2015-2016، شهدت حالات هجرة ولجوء عبر المتوسط ودول الجوار باتجاه “أوروبا” عامّة، ونحو “ألمانيا” بشكل خاص، واللافت أن هذه الموجة الكبيرة من الهجرة واللجوء شملت لأول مرة شباباً وأطباء ومهندسين وعلماء وفنانين وأساتذة جامعات ومهنيين من مختلف المناطق.
هجرة الكفاءات شكلت إحدى خصائص الهجرة الخارجية في “سوريا” التي تعمقت خلال الحرب وزادت حدتها في ظل اشتداد المنافسة الدولية، على استقطاب الكفاءات ورأس المال البشري المؤهل حيث أشارت دراسات إلى أن نسبة السوريين المهاجرين الحاصلين على شهادة التعليم الجامعيّ العالي تتجاوز 35 بالمئة من إجمالي المهاجرين الذين تحتاج إليهم “سوريا” في مرحلة ما بعد الحرب. وهؤلاء ثروة وطنية فتية، يصعب على النظام التعليمي السوري تعويض وتأهيل كوادر مماثلة في مدّة قصيرة.
ولم تغفل الدراسة عدد الموفدين السوريين إلى الجامعات العالمية للحصول على درجات الماجستير والدكتوراه والذين من المتوقع أن نحو 70 بالمئة منهم لا يعودون إلى “سوريا” في حين لاتزال أرقام كفاءات القطاع المهني الذي يضم المهن الحرة والأعمال اليدوية الماهرة وكبار الحرفيين في مختلف مجالات العمل والإبداع كالعمارة والفنون البصرية والأعمال اليدوية الماهرة ماتزال غير معروفة وهي بالتالي تحتاج إلى دراسة ميدانية مستقلة لمعرفة أعداد وتوزع ومهن العاملين فيها، ونسبة الفاقد في كل مهنة، لأننا في مرحلة إعادة الإعمار القادمة سوف نفتقد وجودهم وخبراتهم.
وحذرت الدراسة في ختامها من عدم استثمار “سوريا” في مغتربيها ومن عدم بناء صلات وروابط دائمة معهم، إذ اقتصر الاهتمام بهم على قيام وزارة المغتربين على التواصل معهم وإقامة مؤتمرين لهم أسفرا عن تسهيل زيارة المغتربين لوطنهم وحل بعض مشكلاتهم، لكن هذه الجهود لم تصل إلى بناء قاعدة بيانات عنهم، ولا عن تصور أو خطة للاستفادة من إمكانياتهم، رغم وجود منظمة “نوستيا” التي أقامها العلماء والفنيون السوريون للاهتمام بشؤونهم في بلدان الاغتراب.
اقرأ أيضاالمدرسون والأطباء السوريون أول الحاصلين على الجنسية التركية