هل مازلتم تحتفظون بأشرطة الكاسيت القديمة؟
سناك سوري- نورس علي
يحتفظ “ظافر خالد زين” صاحب مكتبة “دار الألحان” الموسيقية في “طرطوس”، بمجموعات كاملة من الحفلات والتسجيلات الفنية النادرة الشعبية و الطربية، بنسخها الأصلية على أشرطة الكاسيت، التي كان من أوائل من أدخلوها إلى المدينة في خمسينيات القرن الماضي.
أشرطة الكاسيت التي لم يعد الجيل الشاب يستخدمها في الغالب، مع ثورة الاتصالات والانترنت وتوفيرهما لأغلب الموسيقا الطربية والشعبية بكبسة زر، تلقى رواجاً بين الباحثين عنها من فئة المعمرين وكبار السن، بحسب حديث “ظافر” لسناك سوري، وهو ما يدفعه للمحافظة على هذا الميراث من والده الذي يزور الدار بين الحين والآخر بعد تقدمه بالسن.
اقرأ أيضاً: أقدم فرن في طرطوس مهدد بالإغلاق بسبب ارتفاع الضريبة وعدم ملائمتها للدخل
وفر “دار الألحان” الحفلات والطربيات النادرة للسيدة أم كلثوم مثلاً، والسيدة فيروز وعبد الحليم حافظ وحفلات ومسابقات النجوم بداية الثمانينيات، حيث لم يكن التلفزيون متوفراً في غالبية المنازل وكان الاعتماد على مسجلة الكاسيت، وأصبح مقصد أبناء المحافظة المهتمين بالموسيقا والتسجيلات نقية الصوت، التي كان يحصل عليها بحرفية استخدامه للأسطوانات الأصلية التي كانت شركات الإنتاج توفرها له لإنتاج الكاسيت منها وتوزيعه مع علامته التجارية “دار الألحان”، بحسب “زين”.
واكب صاحب الدار التطور وحافظ على أشرطة الكاسيت بين رفوفه الخشبية العتيقة المصممة بأسلوب يسهل على الباحث العثور على أي شريط كاسيت يريده، نتيجة عملية ترتيب وأرشفة دقيقة ومميزها اعتمدها صاحب الدار، “خالد” واستمر عليها ابنه “ظافر”، الذي أدخل تراثيات الصوتيات كأول نوع من مسجلة الكاسيت، وقارئة الأسطوانة “بيك آب” ومسجلة شريط البكرة، وحتى الكاميرات.
زبائن الدار محدودين حسب صاحبها وهم فقط مجموعة من الناس الباحثين عن التراث، الذين يشترون أجهزة الراديو والمسجلات القديمة والكاسيتات التقليدية للاحتفاظ بها كنوع من التراث، لكنه يؤكد أن الدار مستمر من موقعه وسط مدينة “طرطوس” بأرشفة ذكريات شريط الكاسيت.
اقرأ أيضاً: ياسر أمين.. شغفَ بالأنتيكا فحوّل منزله إلى متحف تراثي