شاب سوري يخسر حياته و لاجئة تهدم خيمتها .. التحريض العنصري يتصاعد ضد السوريين !
سناك سوري _ دمشق
أثارت حادثة إطلاق الرصاص على شاب سوري يبلغ 20 عاماً من عمره و يعمل في أحد مقاهي “لبنان” جدلاً واسعاً بين السوريين و الناشطين ,الحقوقيين .
الحادثة التي وقعت قبل أيام في “صيدا” أسفرت عن مفارقة الشاب “زكريا طه” الحياة بعد أن تعرّض لإطلاق نار إثر مشادة كلامية حدثت بينه و بين زبونين طلبا فنجاناً من القهوة و تأخر “طه” في إحضاره ليقوم أحدهم بإطلاق الرصاص عليه ما أدى إلى وفاته على الفور .
تأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة من حوادث العنف و الاضطهاد التي يتعرض لها اللاجئون السوريون في “لبنان” بشكل متزايد مؤخراً ، كالمقطع المصور الذي انتشر على وسائل التواصل للاجئة سورية أجبرت على هدم خيمتها بيدها و البقاء دون مأوى، و الهجمات التي تعرّض لها اللاجئون في مخيم “الكاريتاس” بمنطقة “دير الأحمر” و التي أدت إلى إجبارهم على إخلاء المخيم .
حملة علنية أخرى قادها “التيار الوطني الحر” للتحريض ضد اللاجئين و حثّ أصحاب المحلات على رفض توظيف السوريين ، إضافة إلى توزيع منشورات تطلب التبليغ عن السوريين العاملين في “لبنان” لطردهم من العمل و إجبارهم على العودة !
تشكّل هذه السلسلة من الحوادث انعكاساً لخطاب عامٍ يتبنّاه مسؤولون حكوميون في “لبنان” ضد اللاجئين السوريين ، إلى جانب ضخّ إعلامي محرِّض على اللاجئين يندرج تحت ما يسمّى “خطاب الكراهية” الذي سبق و تجلّى بوضوح عبر وسائل الإعلام و التصريحات الرسمية و وجد خلال السنوات السابقة ترجمة فعلية له عبر حوادث اضطهاد و جرائم قتل و تعذيب كان الأطفال السوريون أبرز ضحاياها .
تنص المادة 20 من “العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية و السياسية” الذي وقّع عليه “لبنان” منذ العام 1972 على أنْ يحظر القانون أية دعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية تشكّل تحريضاً على التمييز أو العداوة أو العنف .
إلا أنّ حملات التحريض الممنهج استمرت و لم يكن آخرها تصريحات وزير الخارجية اللبناني “جبران باسيل” التي وصفها متابعون بالفاشية و العنصرية ، و نظّم على إثرها ناشطون وقفة احتجاجية في العاصمة اللبنانية رفعت شعار “ضد خطاب الكراهية” الذي تحوّل أيضاً لشعار حملة على وسائل التواصل الاجتماعي حذّر خلاله الناشطون من خطورة استعمال هذا الخطاب و أثره على السلم الأهلي و التماسك المجتمعي .
الصحفية اللبنانية “ديانا مقلّد” أكّدت خلال حديثها لقناة “سكاي نيوز عربية” أن التحريض ضد اللاجئين يقوم على معلومات خاطئة يستعملها سياسيون لتضليل الرأي العام و قيادته نحو مواجهات عنصرية ضد اللاجئين مشيرةً إلى أن هذا الخطاب يؤثّر على اللبنانيين أيضاً و ليس فقط على السوريين .
اقرأ أيضاً :“لبنان”.. سائق سيارة يدهس خيمة تحوي أطفال سوريين في أحد المخيمات
الناشط اللبناني في مجال اللا عنف “ناجي سعيد” قال في حديثه لـ سناك سوري إن غياب الهوية الوطنية في “لبنان” سبب رئيسي لظهور العنصرية و التمييز و الكراهية في المجتمع الذي تشرّبَت شرائح واسعة منه قيماً تتعلق بالتمييز و العنصرية انعكست على أفعالها دون الحاجة إلى حملات توجيه منظمة لتحريضها على الكراهية .
من جهة أخرى أكّد “سعيد” أنّ العنصرية التي تُمارَس في “لبنان” انعكست على جميع المقيمين فيه ، مشيراً إلى أن الإنسان الذي يتعرّض للظلم يتحوّل إلى ظالم و مَن تُمارَس عليه العنصرية سيمارسها ضد غيره .
كما أوضح “سعيد” أن العنصرية و التمييز أصبحت جزءاً من الخطاب اليومي و التواصل الدائم بين الأفراد كإطلاق أحكام جاهزة على فئة من الناس و تعميمها في وصفهم ، كوصف كل فقير بأنه سوري بالضرورة.
“سعيد” انتقد هذا الواقع ورأى أنه مؤشر خطير ويجب التعامل معه بمسؤولية لمنع تدهور الأمور نحو مزيد من العنف والضحايا الأبرياء.
يرى كثر أن خطاب الكراهية و التحريض ينجح في توليد المزيد من العنف و الجرائم ذات الدوافع العنصرية التي تأثّر مرتكبوها بالحملات التي تنظمها أطراف سياسية ضد اللاجئين و الخطاب الإعلامي السائد المروّج للعنصرية ضد اللاجئين على أنها الطريق إلى حل أزمة اللجوء و عودة السوريين إلى بلادهم .
اقرأ أيضاً :تقرير : عنف جسدي و لفظي ضد الطلاب السوريين في “لبنان” بسبب جنسيتهم !