
ماذا لو كنت صحفية أو صحفيا، أخذت على عاتقك الدفاع عن حقوق النساء؟، قصصك الصحفية برمتها عن التمييز والانتهاكات التي تتعرض لها النساء والفتيات، تقاريرك تقول إن العنف المنزلي هو فقط ضد النساء، جزء كبير من عملك على كسر القوالب والصور النمطية، التي يضع المجتمع النساء ضمنها. يخطر في البال السؤال: ألم تقع في النمطية عندما تبقى أو تبقين في دائرة المعالجة الصحفية هذه.
سناك سوري-لينا ديوب
طيلة فترة محاكمة الممثل جوني ديب، وكلما أدان القضاء ممارسات زوجته العنيفة ضده، ازدادت تعليقات الرجال المنددة بالنسوية ومنهم مثقفون وكتاب، على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ليست الغربية فقط وانما صفحاتنا نحن أيضا، حتى بدت تلك التعليقات وكأنها نتيجة مواقف مبيتة ضد النساء والنسوية، وكأن لسان حالهم يريد القول العدالة ليست نسوية، نحن معشر الرجال نعاني من عنف الزوجات والشريكات وظلم المجتمع، لكن الاعلام لا يسلط الضوء على معاناتنا.
تحبني بسبب ما أملك
قبل فترة نشرت هنا في سناك سوري مادة صحفية عن العنف ضد الرجال في مجتمعنا، استجابة لطلب رجال من محيطي الاجتماعي رفضوا ذكر أسمائهم، رغم رغبتهم بعرض معاناتهم، سواء ما يتعلق منها بمطالبتهم بعدم التوقف عن الانتاج وكسب المال، كأنه يريد القول أنا محبوب من زوجتي بسبب ما أملك، أو بسبب الانجاب دون رغبة الأب ليصبح الأبناء لاحقا سلاحا في معركة الحضانة.
لو وسعنا الدائرة أكثر وتوجهنا إلى أولئك المؤيدين لفكرة أن هناك عنف ضد الرجال، وأن الرجال اليوم يعيشون دوامة طاحنة لتأمين لقمة العيش للأسرة، وأن النسوية تعمل لإخراج المرأة من الأسرة لتعمل وتتخلى عن أمومتها وتتسبب في تفكيك الأسرة، وحتى أولئك الذين وجدوا في نشر محاكمة الممثل ديب وزوجته فرصة للنيل من النسوية، وطلبنا منهم طرح أفكارهم للنقاش على الطاولة ومع النسويات ومناصرات حقوق النساء.
اقرأ أيضاً: بعد قضية جوني ديب.. ناشطة سورية توجّه رسالة للرجال المعنَّفين
سيجد هؤلاء أمامهم القوانين والاجتهادات التمييزية التي تظلم النساء في البيوت وأماكن العمل، ولا تحميهم في الفضاء العام والنضال النسوي هو مطلب حق لإلغاء هذا التمييز، ان كانت النسوية انحرفت في نضالها أو تعثرت خاصة في فترة الحرب وتبعت الميول والاصطفافات السياسية، فهذا لا يعني أن القضية ليست عادلة وأن الاعلام حين يركز على قصص النساء منحاز لهن، قد يكون بحاجة لتدوير زاوية السرد وتغيير العين نحو الأدوار التي يفرضها المجتمع على الرجال ولا يفضلونها، وأنهم ضحايا الفقر والتردي المعيشي ومتمسكين حتى اليوم بأدوارهم التقليدية.
إن كانت النسوية انحرفت في نضالها أو تعثرت خاصة في فترة الحرب وتبعت الميول والاصطفافات السياسية، فهذا لا يعني أن القضية ليست عادلة
مرونة
إن الظروف الصعبة التي نعيشها اليوم تدفعنا إلى المرونة، في الأدوار هي حيث يجب أن نتجه جميعاً رجال ونساء، وليس الوقوف في مواجهة وكأننا أعداء، إن استبعاد المرأة الطويل من التعليم والعمل والمشاركة المجتمعية والسياسية، وخروجها اليوم إلى هذه المجالات هو حق تستعيده، حرمها منه النظام البطركي الأبوي، على الرجال أن يدركوا أن النظام الاقتصادي الحالي هو من يظلمهم وليس خروج النساء إلى الفضاء العام.
اتفاقية حقوق الطفل عند تطبيق المواد القانونية، تقول على أن نأخذ بمصلحة الطفل الفضلى، اليوم علينا جميعا النظر إلى الأفضل لنا رجال ونساء دون الانتقاص مما نقوم به لاستعادة حقوقنا بتوجيه الاتهامات للنسوية.
اقرأ أيضاً: نداء إلى النسوية.. نساء مستعملة للبيع – شاهر جوهر