“خالد بلان” سوري بيد واحدة يصلح أصعب أعطال السيارات
رغم الشلل الذي أصاب يده اليمنى فإن “بلان” يتابع عمله كواحد من أفضل “ميكانيكي السيارات” في السويداء
سناك سوري-رهان حبيب
الهواية التي شغلته عن الدراسة، منحته القوة ليعمل بيد واحدة بعد تعرضه لحادث شلّ يده اليمنى، فالسيد “خالد بلان” يؤكد أن عشقه للميكانيك والدوزان يجاوز كل حد، ولا يثنيه عنه أي طارئ.
عن تجربته وعشقه وهوايته تحدث لـ “سناك سوري” وقال: «عشقت الميكانيك والدوزان بعمر الرابعة عشرة، واستغنيت عن التعليم لأمارس هذه المهنة، ولم أعلم أن هناك حادث ينتظرني عام 2004، تسبب لي بشلل في يدي اليمنى وأدخلني في دوامة المرض والعلاج الفيزيائي، وفرض علي رحلة طويلة للحصول على وظيفة في الدولة يعينني راتبها على متابعة حياتي».
وبعد معاناة طويلة حصل “بلان” على وظيفة براتب محدود في مؤسسة مياه “السويداء”، لم يلبث أن عاد بعدها إلى هوايته السابقة التي مابارحت تفكيره، بحسب ما قال وأضاف: «عدت لهوايتي كميكانيكي سيارات أعمل مع رفاقي بيد واحدة أفك وأركب قطع الغيار وأقدم كل ما بإمكاني لإصلاح السيارات، والحمد لله حققت حلمي بعمل يعتبر نوعاً ما أكبر من قدرتي الجسدية على التحمل في ظل وضعي الصحي، لكنني أجد في نفسي القدرة على متابعته».
اقرأ أيضاً: “ملك الأناقة” التسعيني الذي يحتفظ بأكثر من 500 ربطة عنق
يقول “بلان” إن التعامل مع السيارات يحتاج لقوة عضلية كبيرة، ورغم أن يده اليمنى لا تساعده أبداً لكونها مشلولة إلا أنه لم يرغب بالتفريط بخبرة طويلة بناها خطوة بخطوة، ويضيف: «رغم المعاناة والتعب فإن هذا العمل مصدر دخل جيد يدعم راتبي البسيط، أنا اليوم لا أشعر بتعطل يدي اليمنى أتحكم بالمعدات وأصلح ما أرغب بيدي اليسرى، أفك الدولاب بمساعدة قدمي وأثبت القطع الكبيرة بها، وأستخدم كل ما قد يخطر على البال».
اقرأ أيضاً: العامل في السويداء يعمل عن 4 عمال “مابو غير خلف بالجبهة”
الحادث الذي غير الحالة الجسدية لـ “بلان”، لم يفقده الثقة التي تؤهله لقيادة سيارة، يضيف “بلان” وهو من مواليد عام 1977 متزوج ولديه ولدين: «أضحك كثيراً عندما يساعدني أحد طلاب الميكانيك فأنا تعلمت في مدرستي الخاصة وبت مدربا لطلاب كثر بالفطرة، مع أنني تمنيت لو أنني خضت تجربة التعليم فقراءة رموز المحرك باللغتين العربية والإنكليزية، كانت ستسهل عملي أكثر، لكنني راضٍ عما وصلت إليه فقد اجتزت كل تلك المراحل أتعامل مع كل أنواع السيارات الحديثة والقديمة على حد سواء وأشعر أنني قادر على تلبية كل احتياجاتي وهذا بالنسبة لي مصدر راحة».
يضيف “بلان”: «أسلم بالقدر ومصر أن أبقى الدوزنجي النشيط أرسم حلمي بقسوة معداتي لعل القادم يلطف قسوة الأيام قليلاً».
“الدوزنجي” الذي يثق به الجميع
“باسل جمال” زميله في مؤسسة المياه أكد أن “بلان” هو “الدوزنجي” الوحيد الذي يثق به، وأضاف لـ “سناك سوري”: «هذا الشاب يبث طاقة جميلة في نفوس كل من حوله، حمل هم مرضه وأسرته، وبقي صاحب ابتسامة توحي بالثقة والعزيمة، كثر يستغربون حالته لكن يكفي أن تشاهده يعمل مرة واحدة لتدرك أن يداً واحدة تفعل المستحيل، صاحب نكتة، لا يخفى عليك حضوره اللطيف لكن الأجمل أنه يتعامل مع الزبائن بوفاء لا يشوبه غرور، يتقاضى أسعار معتدلة ونحن نعلم جميعاً أنه يبذل جهداً كبيراً تبعاً لظرفه الصحي».