الرئيسيةشخصيات سورية

حيدر حيدر … السوري الذي قدّم إبداعه وليمةً لأعشاب البحر

قاوم مع الفلسطينيين في بيروت وحاربه إسلاميو مصر وعاد إلى حصين البحر

متواضع كالرمل، صاخب كالبحر، عالٍ كالسماء، حر كالريح، هكذا يعرّف “حيدر حيدر” عن نفسه وقد أوصى أن تكون هذه العبارة شاهدة على قبره.

سناك سوري _ دمشق

يعود التاريخ إلى عام 1936، تحديداً إلى بلدة “حصين البحر” بريف “طرطوس” حين سيولد “حيدر حيدر” وينشأ في حضن الطبيعة التي تحظى بها بلدته، ومن مدارسها انتقل إلى “حلب” حيث درس في معهد المعلمين ونشر أولى قصصه في مجلاتها المحلية.

وبعد أن عمل “حيدر” في التدريس بـ”حلب” لمدة عقد من الزمن، توجّه إلى “دمشق” التي كانت قبلة الكتّاب والمبدعين، إلا أن حواراته مع المثقفين في “دمشق” بحسب قوله كانت تؤول إلى صدام حول الحلول الوسطى حيث كانوا يسمونه بالثوري الرومانسي الحالم.

ومع حلول العام 1968 انضم “حيدر” إلى ثلة من الكتّاب بينهم “زكريا تامر” و”سليمان الخش”و “صدقي إسماعيل” وغيرهم ليكونوا من أوائل مؤسسي اتحاد الكتّاب العرب، ليصدر بالتزامن مع ذلك مجموعته القصصية الأولى “حكايا النورس المهاجر” ليصبح (متورطاً بالكتابة) وفق تعبيره.

من “دمشق” اتجه “حيدر” إلى “عنّابة” الجزائرية ليساهم في ثورة التعريب بعد عهود الفرنسية في بلد “المليون شهيد”، ومن هناك عاد إلى “لبنان” منضماً إلى المقاومة الفلسطينية في إعلامها الموحّد وفي السبعينيات بينما كانت “بيروت” تشتعل حرباً، شرع “حيدر” يصدر رواياته من “الزمن الموحش” إلى “التموجات” و”الوعول”.

بحلول الثمانينيات غادر “حيدر” إلى “قبرص” مع الفلسطينيين وعمل محرراً في مجلة “الموقف العربي”، قبل أن يحمل العام 1984 معه مفاجأة للكاتب السوري تنبع من أحرفه التي كتبها تحت عنوان “وليمة لأعشاب البحر”.

الرواية التي تحكي قصة شيوعي سافر إلى “الجزائر” فجّرت جدلاً امتد صداه إلى العالم العربي بما فيه شيوخ “الأزهر” في “مصر” الذين اتهموا “حيدر” باستخدام عبارات “كافرة” في روايته، ما جعل من الرواية محظورة في عدة دول عربية.

في حديثه مع القاص “هشام البستاني” يؤكد “حيدر” أن جميع كتبه عدا ثلاث منعت من التداول من الرقابة السورية، وأن “وليمة لأعشاب البحر” بقيت ممنوعة مدة 12 سنة، كما منع شخصياً من دخول البلاد 10 سنوات حتى 1985 لأسباب سياسية.

ويشرح “حيدر” أنه خسر فرصته لنيل أي جائزة أدبية بسبب حملة الإسلاميين على روايته بعد طبعها في “مصر” عام 2000 وخرجوا في مظاهرات أحرقوا خلالها نسخ الرواية وطالبوا بمصادرتها إلا أن الكاتب يؤكد أنه غير آسف على ذلك.

صاحب “مرايا النار” و”شموس الغجر” عاد إلى “سوريا” متفرغاً للعمل الأدبي واستعاد موقعه في “حصين البحر” ليكون واحداً من أبرز أسماء الروائيين السوريين، والذي صنع علامة فارقة في تاريخ الرواية السورية عبر تكثيفه للغة والحكاية ونطقه لما يدور في مخيلته بحرية دون خوف من رقيب ولا من حسيب.

اقرأ أيضاً:“رياض الصالح الحسين”.. الشاعر الذي انتظر الثورة!

 

زر الذهاب إلى الأعلى