حمود الخلف القاسم بنى الرقة فكافأه القدر!

رغم دراسته للمحاماة في كلية الحقوق إلا أن رغبة “حمود الخلف القاسم” في تطوير مدينته الرقة جعله يوافق على اقتراح وزير الشؤون البلدية والقروية بأن يكون رئيس بلدية الرقة في ستينيات القرن الماضي، ليصبح بعدها أحد أشهر رؤساء البلديات الذين تعاقبوا على المدينة.
سناك سوري – أعلام الرقة
وبشهادة العديد من الباحثين قد تمكن القاسم من تحويل مدينة الرقة التي يحب إلى مدينة حضارية كبيرة. حيث الشوارع المنظمة والحدائق المتميزة. كان مثابراً نشيطاً يحاول ترك بصمة لم يعش ليراها تمحى بفعل الحرب والجهل والتعصب.
حين أيقن القاسم من انتهاء مهمته في إعمار الرقة وتحويلها إلى مدينة حضارية. لم يشأ أن يهرم على كرسي المسؤولية فهو قد أدى مهمته وحان الوقت للإنصراف إلى عمله الأساسي كمحامي فقدم استقالته وقدم معها كتاباً بعنوان “الرقة وبلديتها في سني الثورة” حيث يضم الكتاب كافة الأعمال التي قام بها كرئيس لبلدية الرقة. تلك ظاهرة لم يعتدها الجيل الحديث في سوريا حيث يتمسك المسؤول بكرسيه حتى يبعد عنه قسراً أو موتاً دونما أي إنجازات تستحق الذكر.
تمتد جذور حمود الخلف القاسم إلى أوائل الأسر التي سكنت الرقة. حيث درس فيها الابتدائية لينتقل بعدها إلى حلب ويتابع دراسة الاعدادية والثانوية. وكان أحد الطلبة المتميزين دراسياً وثقافياً. حيث تولى رئاسة اتحاد طلبة حلب. وتحرير مجلة رسالة معهد جمال عبد الناصر.
اقرأ أيضاً: محاكمة ضابط أمن سهَّل سيطرة فصائل المعارضة على الرقة وتعاون مع إسرائيل
يحسب للقاسم النشاطات الطلابية المتميزة التي كان يقوم بها. ليتمكن في عام 1957 من زيارة مصر على رأس وفد طلابي التقى بالرئيس عبد الناصر. لتتكرر الزيارات بعد ذلك. لقد كان مثالاً عن الشباب الرقاوي الذي يطمح بمستقبل أفضل سرقته الحرب اليوم قبل أن يبدأ.
عاد إلى مدينته الرقة بعد أن تخرج من كلية الحقوق في جامعة حلب. واضعاً نصب عينيه افتتاح إعدادية فيها لمساعدة الطلاب على متابعة تحصيلهم العلمي دون الاضطرار للسفر إلى حلب كما حدث معه. فالتحصيل العلمي كان هاجس أهالي مدينة الرقة في ذاك الزمن البعيد. وبالفعل تحقق له ما أراد وساهم مع أصدقائه في افتتاح إعدادية “خالد بن الوليد” الخاصة. وعمل بها مدرساً ومربياً.
لم يخذله القدر بالسماح له بالحياة ليرى ماذا فعلت داعش بالمدينة التي أحبها فأعطاها من روحه وقلبه ومسؤوليته. بل على العكس كافأه بالموت قبل أن تبدأ الحرب بعدة سنوات. توفي في 23-12-2002 عن 64 عاما.