حملات مسيئة تنال من اللاعب أحمد الصالح..بذاءة بغلاف رياضي زائف
هل تتحرك أجهزة مكافحة الجرائم الإلكترونية لإيقاف تلك الإساءات؟
شنّ عدد من متابعي المنتخب السوري حملة مسيئة مستمرة منذ يوم أمس على صفحات “فايسبوك” سورية وضمن التعليقات تستهدف قلب دفاع منتخب “سوريا” الكروي “أحمد الصالح” بأقذر الكلمات ولا تستثني عائلته وأهل بيته وزوجته الفنانة السورية “شهد برمدا” تحت عناوين وحجج واهية.
سناك سبورت – دمشق
هي موجة “ركوب ترند” تريد أن تجعل من “الصالح” كبش فداء لخسارات المنتخب المتتالية رغم كون لقاء أمس أمام “سلطنة عمان” أول مباراة يخوضها اللاعب منذ زمن طويل مع المنتخب السوري، والحجة الواهية حاضرة بأنه تسبب بهدف المنتخب العماني الأول.
لن ندخل في جدال من يتحمل مسؤولية الهدف ولا في ماهية المباراة الودية لمنتخب الصف الثاني السوري ولا في أحقية تواجد “الصالح” مع المنتخب، لأن مايتعرض له اللاعب بعيد كل البعد عن الرياضة ومفهوم الانتقاد فيها.
كل ما سبق يؤخذ منه ويرد، كله يحتمل التقييم والانتقاد والقراءة الفنية، لكن ما لايقبل هو أن تتحول عائلة اللاعب وخصوصيته إلى مادة يتناولها سفهاء الناس خلقا بالإساءة والتنمر وخلط حياة الناس الشخصية بالحديث الرياضي هذا إن كان أصلا في حديثهم شيء من الرياضة.
هو زمن استسهال الكلام وخلط المفاهيم، كثير من المسيئين “للصالح” وعائلته يحاججون بأنهم في حالة غضب من نتائج المنتخب، ولكنه العذر الأقبح من الذنب، فمنذ متى كان الغضب مبررا للخوض في الحياة الخاصة للاعبين أو التنمر على أشكالهم أو الإساءة لأفراد أسرهم؟.
حدود أحقية الناس في الخوض بشؤون اللاعبين لا تتعدى الملاعب وأداءهم فيها، وحتى هذه تستحق من المعلقين ابداء الرأي بناءً على قراءة صحيحة وفهم للمواقف، وليس الانشغال بما هو خارج الملعب وما يقوم به اللاعبون في حياتهم الخاصة، والتعبير عن أمراض وأحقاد تحت مسمى “فشة خلق”.
اليوم “أحمد الصالح” الذي لم تكن هذه أولى حملات الإساءة بحقه، وقبله “ثائر كروما” وقبله “عمر السومة” حملات وشتائم وخوض بالخصوصيات وشخصنة للأمور، الأمر الذي قد يفسر السبب في الفارق بين أداء اللاعب مع ناديه وأدائه مع المنتخب حيث يلعب تحت ضغط التعرض لحملات الإساءة تلك.
نذكر في هذا السياق أن مشجعاً انكليزياً أساء ذات يوم للمهاجم المصري “محمد صلاح” بعبارة كتبها على لافتة وحملها في الملعب، ليستنفر النادي الذي يدعمه هذا المشجع ويمنعه من دخول الملاعب وينشر بيانات الإدانة والاعتذار عن مثل هذا التصرف.
نذكر ذلك ونستذكر أيضا أن هنالك قانوناً سورياً للجرائم الإلكترونية “ذاع صيته” يفترض أن يأخذ مجراه في مثل تلك الأمور ليعرف كل معلق عبر “فايسبوك” أن ما يكتبه مسؤول عنه، وأن المسألة ليست مجرد “كبسة زر” وأن الكلام كغيره من الأفعال البشرية “عليه جمرك” وله ضوابط وأصول وليس مجرد “صف حكي”.
هكذا تصبح خصوصيات البشر ومشاعرهم مادة سائغة لمسؤولي صفحات لا هدف لهم سوى التفاعل وزيادة الوصول، ولمعلقين يتنافسون فيما بينهم من “سيستظرف” أكثر، وهكذا نفشل حتى في خلق رأي عام ناقد للمنتخب ومشاكله وما أكثرها، مقابل موجات من الإساءة وخطاب الكراهية يتحول أصحابها لمحامين فاشلين لقضية محقة.
ربما على “أحمد الصالح” مواجهة ذلك الأمر بحزم كقائد للمنتخب وتقديم شكوى بحق المسيئين وفقا لقانون الجرائم المعلوماتية ليكونوا عبرة لغيرهم وليفكر الآخرون ألف مرة قبل المشاركة في حملات الإساءة بحق الناس، ربما تلك المبادرة تسهم في التخفيف تدريجيا من تدني الخطاب العام عبر “السوشال ميديا”.
ها هو “كينغسلي كومان” مهاجم منتخب “فرنسا” يتعرض لحملة عنصرية بسبب إهداره ركلة جزاء في نهائي المونديال فتستنفر الدنيا لدعمه ولمناهضة خطاب العنصرية والكراهية، هذا في العالم، أفلا يكفي مافي رياضتنا من مصائب حتى نضيف لها تلك الحملات المشينة؟.
ختاما، يمكن لكل المتابعين إبداء آرائهم وانتقاداتهم وتحليلاتهم، مع الحفاظ على ضوابط وحدود التعامل الأخلاقي والتأدب مع الأشخاص وتجنب الإساءة الشخصية أو الخوض في الخصوصيات.
اقرأ أيضاً :انتقادات مسيئة تطال أحمد الصالح إثر إهداره ضربة جزاء