الرئيسيةسناك ساخر

خلي عندكم شوية ثقة.. المسؤولون مارح يتركونا بهالظروف الصعبة

ما هو تعريف الظروف الصعبة بالنسبة للمسؤولين؟

لن يضعونا أو يتركونا عرضة لظروف صعبة أكثر من قدرتنا وطاقتنا على التحمل رغم كل ما تواجهه بلادنا، لا أكاد أصدق ما أقرأ، هل أقرأ مقالة للأديب المصري الساخر “جلال عامر”. أم أن أحدهم يريد ممازحتنا ليس إلا متقمصاً دور “كركوز وعيواظ”.

سناك سوري-رحاب تامر

أولئك الأشخاص يمتلكون حس دعابة فاق قدرتنا على التخيل، مرة يؤكد لنا أحدهم عن أهمية تعزيز ثقافة الشكوى. وآخر يخرج ليخبرنا أنهم لن يتركونا عرضة لظروف صعبة، ليست كل الشعوب تمتلك مسؤولين خفيفي الظل كمثلنا.

ما هو تعريف الظروف الصعبة انطلاقاً من مفهوم البعض؟.

هل يمكن ألا يكفيك راتبك طعام أكثر من يومين مع تقتير كبير، أن يكون ظرفاً صعباً. هل أن تدفع نصف راتبك أجور مواصلات وتخسر طعام يوم من اليومين الذين تأكل بهما من راتبك الشهري يعتبر ظرفاً صعباً؟.

هل أن تتدافع على باب الميكروباص لتحشر نفسك في مساحة تحرمك من التنفس يعتبر ظرفاً صعباً؟، هل عجزك عن شراء دوائك يعتبر ظرفاً صعباً؟.

هل البقاء في الظلام وعدم القدرة على الاستحمام بمياه ساخنة، أو العجز عن الحصول على الدفء لك ولأطفالك يعتبر أمراً صعباً؟.

هل البحث عن فرصة عمل براتب لائق يكفي فقط الطعام المتوسط، دون أمل بإيجاده يعتبر ظرفاً صعباً؟.

تطول قائمة الـ”هل” تلك، والمادة التي عزمت على جعلها ساخرة تتخذ مساراً تراجيدياً كبيراً ربما يرفضه مدير التحرير الباحث عن ابتسامة ما من رحم الوجع.

إن كان كل ما سبق لا يعني ظروفاً صعبة، وإن كان غياب الغاز وحتى قهوة الضيافة أو الخبز اللازم لإطعام ضيوف حلّوا فجأة، أو أو أو، إن كان كل هذا لا يعتبر ظرفاً صعباً فما هو الظرف الصعب انطلاقاً من تعريف المسؤولين عن خدماتنا.

لن يدركوا ظروفنا الصعبة إن لم يعيشوها، وتلك إحدى المستحيلات التسعة بعد السبع المشهورة والثامنة في إزاحتهم عن كراسيهم. أو إن لم يرونا حيث لا نريد ولا يريدون، ربما حينها فقط يدركون ظروفنا الصعبة ويدركون كيف أننا لم نتأقلم، كلا لن نتأقلم لا تفيدهم كل تلك الهزلية سواء بامتلاك سيفي قوي للعمل مثل “كركوز وعيواظ” حيث يجب أن يكون مكانهم الحقيقي فعلاً لا حيث هم الآن.

اقرأ أيضاً: رغم جميع أزماتها .. لماذا لا يحاسب أحد في سوريا؟

زر الذهاب إلى الأعلى