الرئيسيةيوميات مواطن

حفل عرس يتحول إلى حمام دماء في سوريا

الموت المجاني يرافق الناس في ربوع الجزيرة!!

سناك سوري – آزاد عيسى

شهدت مدينة “الشدادي” أمس الجمعة حفل عرس كبير تحول إلى ساحة للقتال والدماء، نتج عنه ست إصابات اثنتان منها حرجة. وبدأت المعركة بعد محاولة جهاز الشرطة التابع للإدارة الذاتية منع إطلاق النار في العرس، ما أدى لشجار بينها وبين أقارب العريس بالأيدي، ما لبث أن تطور لإطلاق نار كثيف نتج عنه سيل من الدماء، محولاً عرس آل “العبوش” إلى مأتم.

ولم تكن هذه المعركة نادرة الحدوث في “الجزيرة”، فقد حصد انتشار السلاح بمختلف أنواعه حياة عشرات الأشخاص، دون أي توضيح لحالة المتعة التي تصيب حامل الموت بين يديه كونه في نهاية المطاف إما يسقط منتحراً بسلاحه، أو يعيش خلف القضبان بعد أن قتل غيره. والكارثة التي لا يدرك معناها إلا من وقع بها، تكمن في تلك الأرواح التي تسقط بلا أي ذنب سوى أنهم لعبوا مع الموت باكراً.

وكان اليافع “شادي مزكين” ابن مدينة “المالكية” فقد حياته خلال الأيام القليلة الماضية، ليكون القاتل والمقتول في آن واحد، فقد تعامل مع السلاح وكأنه صديق مقرب، وقاده عبثه لأن يقتل روحه، وهو لن يكون خاتمة أحزان العبث بالسلاح، طالما الظاهرة تفرض نفسها، ومنتشرة بكثرة.

في حي الكورنيش بمدينة “القامشلي”، نفّذ عدد كبير من الأطفال نشاطاً حربياً بحماسة غريبة، وكأنهم في حرب حقيقية، والأكثر غرابة أن حشداً من الحضور تابع المعركة بدقة واهتمام، مترقباً النتائج. وهو ما لخصه الحاج “سليم نوري” لـ سناك سوري عن تلك الصور بالقول: «من يبستم لهذه الظاهرة اليوم، سيبكي دمعاً في قادم الأيام. هذه أخطر ظاهرة نعيشها، أطفال كثر يعبثون بالأسلحة الموجودة داخل منازلهم، وكل فترة نسمع عن قصة أليمة، يقتل فيها طفل نفسه بالخطأ، وكثير من الأطفال ينتظرون بشغف اللعب مع السلاح الحقيقي بغياب الأهل، فتقع المصيبة كما حصل مع الطفل “محمد علي” في حي “حلكو”».

اقرأ أيضاً: في القامشلي: “باسم الطفولة نريد السلام”

ثلاث حالات وصلت إلى المشفى الوطني في “القامشلي” نتيجة العبث بالسلاح العشوائي خلال شهرين. أمّا في المشافي الخاصة، فقد ظهرت حالات متفاوتة بين مشفى وآخر، أكثرها في المشافي التي تقع على مداخل المدينة، كونها أقرب للمسعف، حسب تأكيدات النقاط الطبية التي زرناها، وبالمحصلة هناك عشرين ضحية من ضحايا العبث بالسلاح خلال الأشهر القليلة الماضية، بعضها لم تشفع له جميع الإسعافات الطبية، وفارقوا الحياة، ومن نجا يعيش بصورة غير سليمة.

تقول “سعدة الشاهر” من أهالي بلدة “تل حميس”، التي تعالج طفلها المصاب بطلق ناري: «كنا في حفلة عرس، وعند وصول العروسين، وإذا بالرصاص ينزل مثل الماء فوق الرؤوس، والمصيبة أن هناك آباء وضعوا أسلحتهم في أيدي أبنائهم، وجراء ذلك تلقى ابني رصاصة في رجله، ومنذ أشهر أعالجه، على الرغم من أنها لن تعود كما كانت، ولن يسير عليها بشكل طبيعي».

عدد كبير من الأهالي أشاروا إلى ظاهرة إطلاق الرصاص وحمل السلاح لأدنى مناسبة، خاصة في الريف والبلدات البعيدة عن المركز، ورغم وجود ضحايا بشكل دائم، لكن العبرة غائبة، ولا شيء يردع هؤلاء .. حتى الموت.

اقرأ أيضا : 220 ألف قطعة سلاح في محافظة واحدة … السلاح العشوائي بين المدنيين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى