الرئيسيةرأي وتحليل

حصتنا بالجنة.. الذكورية بالإدارة الإعلامية لا جندر ولا عدالة

تغييب النساء عن التعيينات الجديدة الإعلام ..

سناك سوري – لينا ديوب

لو قمنا بعملية جرد للمراتب الإدارية للنساء في المؤسسات الإعلامية، لن نجد حضوراً يوازي عدد النساء العاملات في الإعلام، مقابل ذلك نجد مختلف المراتب الإدارية من رئيس تحرير إلى مدير تحرير ومن ثم أمين تحرير هي للصحفيين أو الموظفين الذكور.

مرة جديدة يصدر قرار بتعيينات جديدة في مؤسسة إعلامية، وتغيب النساء عن تلك التعيينات، حيث تم يوم أمس السبت تسمية رئيس تحرير جديد لجريدة الثورة الرسمية، مترافقا مع تسمية، مدير وأمين تحرير للشؤون السياسية، أي أن لا مكان للزميلات النساء في التعديلات الجديدة، علماً أن أقسام التحرير تفيض بالصحفيات والمحررات، اللواتي يشهد لهن عملهن كفاءة مهنية عالية، وحضوراً لا يقل فاعلية عن أي زميل ذكر.

مقالات ذات صلة

وإذا راجعنا أعلى مرتبة إدارية وصلت إليها الصحفيات الإناث نجدها رئيسة دائرة، مما يدفعنا للسؤال عن العدالة الوظيفية قبل الجندرية في الإدارة؟! ويدفعنا أكثر للتساؤل أننا بلد خصصت جزءاً كبيراً من سياساتها لإشراك المرأة في الحياة العامة، وخصصت ميزانيات لتمكين النساء في مختلف المجالات، وزارة الاعلام نفسها تضم مديرية اسمها مديرية الاعلام التنموي تخصص جزء كبير من عملها لتمكين المرأة صحياً واقتصادياً ومهنياً، فكيف يغيب عن القائمين على التغيير في الوزارة تغييب المرأة؟ علما” أن الخطاب الإعلامي يتباهى بالمكانة التي وصلت إليها النساء السوريات؟!!.

أليس غريباً أن تغيب النساء عن الإدارة في حقل مهني تكاد تفوق العاملات فيه من النساء، عدد الرجال، ولم يأتين إلى العمل بسبب الواسطة أو المحسوبية، بل لأن غالبيتهن درسن الإعلام بنفس الجامعة التي درس فيها زملائهم الذكور، وهي جامعة “دمشق”، ووصلن إلى وظائفهن بمسابقات. وكما قلنا أثبتن جدارة وحضوراً، في مختلف الأعمال التي خبرنها.

في جريدة الثورة نفسها لا نجد مدير تحرير سيدة، ولا أمين تحرير سيدة، فهل هذه سهوة، أم أمر متعمد يعكس عقلية ذكورية في الإدارة غاب عنها حق العاملة بالإدارة كما حق العامل؟.

اقرأ أيضاً: إلى متى نسمح للأعراف بالتحكم بحياة النساء؟ – لينا ديوب

إن الإشارة إلى تدني وصول النساء إلى المناصب القيادية في المؤسسات الإعلامية، رغم معرفتنا بالاعتماد على المصالح المشتركة للتعيين والترفيع لا على أساس الكفاءة والقدرات، هو سؤال عن الاستهانة بقدرات المرأة وتحييدها عن مواقع صنع القرار، والاستخفاف بالسياسات وبرامج التمكين الخاصة بالمرأة التي تنفق عليها الحكومة، وسؤال عن مبدأ تكافؤ الفرص الذي كفله الدستور السوري لنا جميعاً نساء ورجال.

سألت في إحدى المرات أحد رؤساء التحرير: «لماذا يغيب عن وظيفة أمين التحرير ومدير التحرير الزميلات النساء، وكانت الاجابة أنها تغيب وتنشغل بأمور أسرتها، ولم يتحدث عن تقصيرها في حجم العمل، أو نوعية العمل، وأنا أعرف رؤساء أقسام ذكور يتغيبون عشرة أيام وفي محافظة أخرى للاهتمام ببيوتهم».

اقرأ أيضاً: لا تلوموا المراسل … لينا ديوب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى