الرئيسيةسناك كورونا

حجر صحي بالشاطئ الأزرق.. أتمنى أن يكون لدي أعراض كورونا

ارتفعت حرارتنا وبظوا عيوننا وعمنعاني جفاف الحلق أعراض الكورونا دي ولا مش أعراض الكورونا… خدونا عالفندق؟

سناك سوري-رحاب تامر

سيحظى العائدون إلى البلاد في الوقت الراهن بإقامة خمس نجوم لمدة 14 يوماً، سواء في فندقي لاميرا والشاطئ الأزرق في مدينة اللاذقية، أو في فندق مطار “دمشق” الدولي، الذي وبخلاف مركز الحجر السابق في الدوير بريف “دمشق”، حرصت صفحة وزارة الصحة الرسمية بالفيسبوك على إظهار صوره توضح مكان الإقامة في الفندق للعائدين اليوم الأربعاء من أرمينيا.

في الحقيقة إنه ترف كبير لم يكن معظم العائدين ليحلموا به، أن يمكثوا في فندق خمس نجوم لمدة 14 يوماً هي المدة المحددة للحجر الصحي، لاسيما بعد أن وضع فندقي لاميرا والشاطئ الأزرق في مدينة اللاذقية تحت تصرف مديرية الصحة في المحافظة كأماكن للحجر الصحي.

من مركز الحجر الصحي في فندق مطار دمشق الدولي-صفحة وزارة الصحة بالفيسبوك

تلك الأماكن لم يكن ليحلم بالمكوث فيها ولا ليلة واحدة أي مواطن من الدرجة العادية ذلك الذي لا يتجاوز حلمه كيلو بندورة وكيلو بصل بآخر أيام الشهر، بعد أن وصلت تكلفة الليلة الواحدة فيهما عشرات الآلاف من الليرات، أكثر من راتب موظف فئة أولى حتى.

وكأي مواطن سوري يلجأ للخيال عند اشتداد المصائب، كوسيلة لإفراغ همومه وطريقة للبقاء على قيد الأمل، وسط جنون أيامنا، سرح خيالي يحلم، لو أن أحدا يبلغ عني، فأنا قد عدت من لبنان قبل عدة أشهر، وأكاد أقسم أني أشعر بعوارض الكورونا اليوم، ربما هذا الفايروس المصلحجي بقي في فترة الحضانة مدة طويلة، والآن أحب أن يظهر، إنو بتصير، ليش حتى ما تصير؟.

اقرأ أيضاً: حتى في أزمة الكورونا.. نحلم أن ينالنا رذاذ عطسة الحكومة

الإقامة اليوم في أحد الفنادق المذكورة، ستريح أي مواطن، من عناء التفكير بماذا سيأكل، وماذا سيطبخ لأسرته، فالبراد يصفر والجيبة خاوية، وهناك سيجد من الدلال الشيء الكثير، وسيجد من يقدم الطعام له، حتى دون أن يضطر لجلي صحن واحد.

المواطن، وفي حال جرب ترف الحظر في أحد هذين الفندقين، سيتوقف لأخذ نفس طويل، يشحن فيه نفسه بإيجابية الترف، ليتمكن لاحقاً من مواجهة مصائبه بعد انتهاء مدة الحجر التي غالباً ما تكون 14 يوماً.

أستفيق من حلمي لأدرك، أن المواطن القابع في البلاد، ربما وفي حال اشتباه إصابته بالكورونا، سيوضع في حجر مشابه لحجر الدوير سيء السيط، فمستوى الخدمات فيه تتناسب مع مستوى الحياة التي يكابدها كل يوم، لن يجرؤ أحد على وضعه باللاميرا أو الشاطئ الأزرق فيتعود على نمط حياة، لن تكون الحكومة قادرة على تأمينها له، بخلاف أولئك العائدين الذين يعيش بعضهم من غير الطلاب الترف إلى حد ما في بلدان اغترابهم غير الخاضعة للحرب والعقوبات وأشياء تانية مش رح قولها.

هامش: كل السلامة لكل العائدين والخارجين، هذه المادة نوع من الكوميديا السوداء ليس إلا.

اقرأ أيضاً: القادمون من أرمينيا أول العائدين وسيقيمون في فندق المطار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى