الرئيسيةيوميات مواطن

حادثة الطفل ريان تتكرر في سوريا… وبطلها عبد السلام دباغ

فوج الإنقاذ أنجزنا مهمتنا في 55 دقيقة.. لكن ريان السوري توفي

شهدت سوريا أول أمس الأربعاء حادثة سقوط في بئر تشبه تلك التي انشغل فيها العالم خلال الأسبوع الماضي في المغرب وكان بطلها الطفل الضحية “ريان” والذي عجزت كل محاولات إنقاذه في نهاية الأمر وحصدت قضيته تفاعلاً عالميا.

سناك سوري – حلب

حادثة حلب لم تحظ بذلك الاهتمام العالمي ولا المحلي لكنها كانت محط اهتمام فوج الإطفاء وفرقته للإنقاذ عندما تبلغ يوم الأربعاء الماضي بحادثة سقوط فتى في الـ 16 من عمره في أحد الآبار.

وفي التفاصيل التي رواها الفوج في بيانه الرسمي فإنه بدأ بالمقارنة بين ماحدث في المغرب وما حدث في سوريا وقال: «عندما نقارن إنجاز رجالنا الأسطوري و بزمن قياسي (55 دقيقة) بما حدث في حادثة المغرب و بظروف مشابهة منذ أيام قليلة ومدى الزخم الإعلامي لها والإمكانيات والآليات والعتاد والدعم اللوجستي المقدم نشعر بالغبن والحزن». موجها عتبه على الإعلام لقلة اهتمامه بانجازات وجهود العاملين في الفوج.

بيان الفوج قال:«بتاريخ ٩/٢/٢٠٢٢ عند الساعة السادسة مساءً تم إبلاغنا بسقوط طفل يبلغ من العمر ١٦ عام في منطقة الباب قرية لوريدا والتي تبعد عن مدينة حلب حوالي الأربعين كيلو متر،  على الفور توجهت فرقة الإنقاذ للمكان بمؤآزرة الإسعاف والدفاع المدني ودورية الشرطة والطبابة الشرعية، وعند وصول رجالنا تبين أن الفتى قد فُقد منذ أكثر من ثلاث ساعات و بعد البحث تم الشك بسقوطه في البئر و هو بعمق 63م».

اقرأ أيضاً: بعد أشهر على إخمادهم الحرائق.. مكافأة 10 آلاف لرجال الإطفاء

الإجراءات اللوجستية للانقاذ… وشجاعة عبد السلام

بطل هذه الحادثة هو عنصر فوج الإطفاء الغطاس “عبد السلام الدباغ” الذي تبرع بالغطس في مياه البئر بهذا العمق الكبير لكي يقوم بمحاولة الانقاذ بعد أن نصب زملائه المعدات اللوجستية اللازمة من “محالة-بكرات، حبال”.

بطولة “الدباغ” تكمن في أنه بحسب البيان يبلغ من العمر 52 سنة ومصاب بعدة إصابات فضلا أنه ممنوع من الغطس أو أي عمل مُجهد و بتقارير طبية منذ ثماني سنوات لإرتفاع ضغط عينيه جراء تكرار الغطس بهذه الأعماق و أصلا في علم الغطس و الغوص يمنع الغطاس من الغطس لعمق فوق العشرين متر عند بلوغه الأربعين من العمر وذلك لإنخفاض مرونة و لياقة الرئتين بعد هذا العمر .

شجاعة “الدباغ” لم تكتمل بنجاح المهمة حيث تم العثور على الفتى غارقاً في البئر ولكنه كان قد توفي حيث تم انتشال الجثة وتسليمها لذويه.

اقرأ أيضاً: بأدوات بدائية عناصر الإطفاء يخمدون نيران الغابات السورية

فوج الإطفاء والإنقاذ بحاجة إنقاذ

فوهة البئر ويظهر فيها بوضوح غياب أي عامل من عوامل الأمان

يبدو أن فوج الإطفاء والإنقاذ في حلب يحتاج من ينقذه من أزمتي نقص المعدات والعناصر حيث يقول بيانه أن الفوج لا يملك سوى 5 غطاسين لهكذا حالات طارئة، وهؤلاء الوحيدون لديه الذين يمتلكون الخبرة ولديهم القدرة على الغطس إلى هكذا أعماق وكلهم تجاوزوا الخمسين من العمر ومازالوا قيد العمل.

يذكر أن هذه الحادثة وحادثة الطفل في المغرب تفتحان الباب واسعاً على أمرين رئيسين هما توفير عوامل أمان لهذه الآبار منعاً لوقوع ضحايا، وفي حالة سوريا توفير المعدات اللوجستية والبشرية اللازمة لفوج الإطفاء.

زر الذهاب إلى الأعلى