حائط سارة يوثق ارتفاع أسعار تذاكر النقل الداخلي في اللاذقية
سائقو باصات النقل الداخلي يستغلون المواطنين..
سناك سوري – خاص
على حائط غرفتها تعلّق “سارة” الطالبة في جامعة “تشرين” بمدينة “اللاذقية” تذاكر باصات النقل الداخلي التي استقلتها، موثقة ارتفاع أجورها في المدينة منذ كانت بـ 24 ليرة سورية ثم 34 وبعدها 40 وأخيراً 50 ليرة سورية علماً أنه من المتوقع أن تزداد التسعيرة في الفترة القادمة.
عقب عودة الحياة العملية بشكلها شبه الطبيعي بعد أكثر من شهرين على الإجراءات الاحترازية وحظر التجوال التي فرضها انتشار فيروس كورونا عادت خدمة النقل الداخلي كما عادت الجامعات تستقبل طلابها تقول “سارة” :«على الرغم من عدم وجود إجراءات وقائية إلا أن عدد الركاب قليل مقارنة بالماضي ومن باب الحرص أختار الجلوس في مكان منعزل وعدم لمس أي شيء من المحيط بي كما أعقم يداي بعد مغادرة الحافلة».
تحكي”سارة” يومياتها خلال الفترات السابقة وما شاهدته من مواقف وحكايا في حافلة النقل الداخلي التي اعتادت أن تستقلها بشكل يومي في طريقها من وإلى الجامعة وتعتبرها من أكثر المواصلات أماناً، موضحة كيف كانت تجد صعوبة في الحصول على تذاكر جديدة بسبب بعض العادات المنتشرة بين سائقي الحافلات ومنها عدم قطع كرت التذكرة للركاب والتحايل في إرجاع المتبقي من الثمن، تقول في حديثها مع سناك سوري:«أغلب الناس “بتنطش” ولا تطالب بحقها عندما يتحجج السائق قائلاً: «مافي فراطة»، والسكوت عن حقهم بالحصول على التذكرة التي هي إثبات أنهم دفعوا في حال حصول أي إشكال أو تفتيش»، وتعلل تجاهل الركاب قائلة :«ربما يعود ذلك لضيق وقتهم وتجنباً للمجادلة والدخول في اشتباك والوصول في أسرع وقت».
اقرأ أيضاً:تجارة رابحة في باصات النقل.. “بسكوتة” بدل الخمسين ليرة (ليش ضل بسكوتة بخمسين)!
عن واحدة من المواقف العديدة التي حدثت معها في الحافلات تقول:«في إحدى المرات استقليت الحافلة صباحاً كعادتي وكان الجو شديد البرودة والبشر مصطفين في إزدحام للذهاب لأعمالهم، وعندما صعدنا الحافلة لاحظت أن أغلب الناس أعطوا السائق 100ليرة بينما هو بقي يتحجج بأن ليس لديه صرف و يقول لهم “بس يصير معي فراطة برجعلكم” ، ولم يقطع لهم التذاكر وعندما حان دوري أعطيته ثمن التذكرة وبقيت واقفة أمامه فنظر السائق نحوي ونطق باستغراب وتذمر “ليش واقفة هون ؟ أجبته، لسه باقي مصاري ولسه التذكرة، لم يجادل مثلما ظننت رغم أن ملامح الضيق بدأت تظهر عليه، ووضعهم “نتر” في يدي، وحدث أن طلبت التذكرة من سائق في حافلة أخرى وسط زحمة صعود ومرور الركاب ليجيبني بشكل حاد “عطيتك ” كررت طلبي وكرر هو جوابه بحزم ماكان مني سوى السكوت والرضى».
تضيف:« تتحمل شركات النقل جزءاً من مسؤولية تَعُوّد السائقين على “الطيلسه” وتَجاهُل حق الراكب بالمتبقي من ثمن التذكرة، عندما كان سعر التذكرة 34 ليرة تكون من المحظوظين إذا أعاد لك السائق ١٥ ليرة، على الرغم من أنه يتبقى ليرة زيادة لايمكن إعادتها لكل راكب، خاصة أنه يحاسب الشركة على أساس أن التذكرة بـ 34 ليرة ويشتري كمية كبيرة من التذاكر، ومع كل اختلاف في أسعار التذاكر تختلف نسبة الربح وعملة الليرة والليرتين غير متداولة في البلد أقل فئة متداولة إن كنا محظوظين هي فئة 5 ليرات كذلك حملات التفتيش على الحافلات تكاد تكون معدومة».
اقرأ أيضاً:أمضيت عمري وأنا انتظر باص النقل الداخلي… جاء ولم يعد
حكاية سارة هي حكاية مئات السوريين الذين رغم استيائهم من ارتفاع سعر التذكرة إلا أنهم مازالو يستقلون حافلات النقل الداخلي وسط الازدحام ويتعرضون للتنمر وتعليقات مسيئة في أحيان كثيرة من السائقين ويضاف إلى ذلك الاستغلال والاحتيال وعدم التفتيش.
يذكر أن قطاع النقل في “سوريا” يعاني من عدة أزمات منها عدم وجود العدد الكافي من حافلات النقل رغم منحة 100 حافلة التي قدمتها الصين لـ”سوريا” لكنها مازالت لا تغطي الكثافة السكانية.
اقرأ أيضاً:بعد نقل سرافيس اللاذقية إلى الكراج الجديد.. رفع تعرفة باصات النقل الداخلي!