إقرأ أيضاالرئيسيةحرية التعتيرسناك ساخن

جمعة عصيبة على دمشق … الضحايا بالعشرات

سكان دمشق مؤمنون أن القذيفة التي لم تقتلهم اليوم قد تقتلهم غداً.

سناك سوري-دمشق

حتى أولئك المنتظرون للموت في غرف العناية المشددة بالعاصمة السورية دمشق ليسوا بمأمن من القذائف الصاروخية القادمة من فصائل مسلحة وكتائب إسلامية متمركزة في الغوطة الشرقية بحسب ماتقول وزارة الداخلية السوررية، حيث أدى سقوط قذيفة صاروخية على غرفة العناية المشددة في مستشفى الطب الجراحي في العاصمة السورية لأضرار جسيمة طالت المرضى والمعدات الطبية.

وبينما كان مرضى العناية المشددة يعانون من القذائف، سقط صاروخ قالت قيادة الشرطة في ريف دمشق إنه محلي الصنع السكان في حي ركن الدين، الصاروخ الذي يمتلك قدرة تدميرية عالية تسبب بأضرار جسيمة طالت البشر والحجر وروعت الأهالي كما يظهر فيديو تم تصويره من قبل سكان الحي حالة الهلع التي انتابتهم فور سقوط الصاروخ وانفجاره داخل الحي.

قذيفة صاروخية شهدتها أحياء مدينة دمشق يوم أمس الجمعة 23-2-2018، أودت بحياة طفلة وطبيب وإصابة 60 آخرين، حالات بعضهم حرجة، بينما فقد كثير منهم يداً أو قدماً أو حتى القدرة على المشي من جديد جراء تضرر العمود الفقري بسبب الشظايا، بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية السورية، بينما أكد نشطاء محليون مصرع طفلة صغيرة هي “دارين الملا” بسبب القذائف على حي المزة 86، وطبيب التخدير “حسان حاج حسن” والذي ذهب ضحية القذائف على حي ركن الدين.

اقرأ أيضاً: دمشق تفتقد صباحها الهادئ … وجوه حزينة وشوارع خالية

نصيب حي الضاحية من القذائف كان الأكبر حيث شهدت سقوط 36 قذيفة، بينما سقطت 10 قذائف في حي جرمانا، وباقي القذائف توزعت على أحياء باب السلام ومخيم الوافدين ومحيط ساحة التحرير وركن الدين والتجارة وعش الورور وباب توما الذي أدى انفجار قذيفة بالقرب من أحد الأفران لإصابة 7 أشخاص بجروح متفاوتة بعضها خطيرة.

حالات غضب عارمة تسود أوساط الأهالي ليس من القذائف الصاروخية فحسب، وإنما من الإعلام الحكومي الذي يحرص على إظهار صورة مغايرة عن تلك التي تسود العاصمة السورية اليوم، معتبرين أنه لم ينجح في توصيف الواقع كما هو متهمينه بتجاهل أعداد الضحايا وحالة الهلع التي أدت لإفراغ شوارع العاصمة السورية من سكانها، تقول السيدة الدمشقية “آمال ابراهيم” لـ “سناك سوري”: «لا أريد مفارقة عائلتي فإن كان الموت محتماً فلنمت سوياً أو لنعش سوياً إنه القدر الجديد الذي نعيشه هنا في دمشق الموت».

حال السيدة “ابراهيم” كحال المئات من الدمشقيين الذين وصلوا لمرحلة اليأس متهمين الأمم المتحدة بالتقصير في السعي نحو الحل السياسي في البلاد، ولم يسلم حتى الحلفاء في روسيا وإيران من انتقادات الدمشقيين الذين باتوا يرون في أنفسهم مجرد أرقام وضحايا مفترضين فالقذيفة التي نجوا منها اليوم ربما لن ينجون منها غداً، هذا واقع الحال لكثير منهم إن لم يكن كلهم.

اقرأ أيضاً: ديميستورا: يجب وقف القصف العشوائي على دمشق

ولعل أبلغ الصور التي توصف حالة الهلع التي يعيشها سكان دمشق هو ماجسده فيديو منتشر يوثق لحظة سقوط قذيفة صاروخية في محيط مدرسة دار السلام أثناء قراءة طفل لقصيدة عن دمشق، بتاريخ 20-2-2018 والتي أدت لإزهاق أرواح ثلاثة أطفال وإصابة عدد آخر، ناهيك عن الحالة النفسية التي يعانيها أطفال المدرسة جراء الخوف من القذيفة ورؤية أصدقائهم بين جرحى وقتلى.

وتصاعد العنف في العاصمة السورية عقب إطلاق حركة أحرار الشام الإسلامية معركة بأنهم ظلموا  بتاريخ 16/11/2017 التي استهدفت إدارة المركبات الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، ما أسفر عن معارك ضارية وقصف متبادل، ويبدو أن المعركة لفتت نظر الحكومة السورية لخطر تواجد فصائل المعارضة بالغوطة فتم الإعلان عن حشد كبير لقواتها بهدف إطلاق معركة الغوطة وهو مالم يرق لفصائل الغوطة التي أمطرت العاصمة دمشق بالقذائف حتى قبل إطلاق المعركة من قبل القوات الحكومية، بالتزامن مع قصف مكثف على مناطق الغوطة الشرقية مترافق مع غارات جوية.

اقرأ أيضاً: القذائف على العاصمة تودي بحياة عشرات الأبرياء

بالمقابل يتحدث النشطاء السوريون المعارضون عن قصف روسي سوري غير مسبوق على الغوطة الشرقية، ويتفوقون على الإعلام الحكومي بعرض الصور التي تظهر حجم الدمار والاستهدافات والتي يقولون إن القوات الحكومية هي من تتسبب بها بحق المدنيين في الغوطة الشرقية، بينما تتهم القوات الحكومية فصائل المعارضة بمنع المدنيين من مغادرة الغوطة رغم تأكيد الحكومة بفتحها ممراً إنسانياً لمن يود الخروج من داخل الغوطة.

في هذه الأثناء تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي بعض المحاولات لناشطين سوريين للتخفيف من خطاب الكراهية بين السوريين، والتعاطف مع الضحايا المدنيين بكل مكان، وهي محاولات تشهد تأييداً تارةً ومعارضةً تارة أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى