أخر الأخبارالرئيسيةتقارير

جسور البلاد الهشّة تنهار على مشاتها .. لا محاسبة بعد الكوارث

من الحوادث إلى السيول .. جسر السومرية ينضمّ لقائمة الجسور المنهارة

استفاق السوريون اليوم على مأساة جديدة مع خبر سقوط جسر المشاة في منطقة “السومرية” بـ”دمشق” ما أودى بحياة شخص وأصاب اثنين آخرين بجروح.

سناك سوري _ دمشق

الرواية الرسمية للحادث قالت أن شاحنة تحمل “باغر” ارتطمت بالجسر ما أدى لسقوط الجسر على سيارة من نوع “فان”. الأمر الذي فتح باب التساؤلات عن معايير السلامة المتبعة في بناء الجسور ومدى قدرتها على التحمّل مع انهيار الجسر بسبب شاحنة.

إلا أن الحادثة لم تكن فريدة من نوعها في “سوريا” التي جرّب أهلها خلال السنوات الماضية سائر أنواع الحوادث والكوارث. حيث سبق وأن شهد المتحلق الجنوبي ذاته سقوط جسر للمشاة عام 2018. وذلك بعد حادث مشابه إذ ارتطمت به شاحنة كبيرة وألحقت به أضراراً واسعة فيما لم يتكبّد المعنيون حينها عناء صيانته وترميمه ما أسفر في نهاية المطاف عن انهياره بعد شهرين من الحادث إلا أن القدر تدخّل آنذاك ولم تقع إصابات بشرية.

انهيار جسر بسبب قلّاب مرفوع

حادثة أخرى وقعت عام 2020 عند مفرق “القبو” على الأوتوستراد الواصل بين “اللاذقية” و”جبلة”. حيث انهار جسر المشاة المعدني جراء اصطدام شاحنة تسير بسرعة مع بقاء قلّابها مرفوعاً. رغم أن ارتفاع الجسر بحسب مدير المواصلات حينها “مطيع سلهب” يبلغ 5.20 متراً وهو أعلى من الحد المسموح. مبيناً أن سرعة الشاحنة وإبقاء قلابها مرفوعاً أدى لسقوط الجسر ما أوقع أضراراً مادية في المركبة والجسر دون إصابات بشرية.

جسور انهارت بسبب السيول

أسباب انهيار جسور البلاد تعدّدت ولم تقتصر على حوادث ارتطام الشاحنات. فقد شهد عام 2022 انهيار جسر “الشريدة” في “الرقة” على وقع الأمطار الغزيرة. ولم تكن تلك المرة الأولى التي ينهار فيها الجسر فقد سبق أن كان هدفاً لطائرات التحالف الدولي بقيادة “الولايات المتحدة”.

بينما أعيد للعمل بعد إعادة تأهيله بشكل مؤقت. وقد صرّح محافظ “الرقة” حينها “عبد الرزاق خليفة” أن الجسر يعتبر ضعيف البنية الإنشائية ولم يصمد أمام السيول المتشكّلة من غزارة الأمطار. مؤكداً وضع الجسر ضمن خطة الطرق المركزية لإعادة تأهيله بشكل كامل.

السيول كانت أيضاً سبباً في انهيار جسر “سيمالكا” على الحدود السورية العراقية في آذار من العام الجاري. ما أدى لتوقف الحركة التجارية وتنقّل المسافرين عبر الممر الحدودي إلى حين انخفاض منسوب المياه وإصلاح الأضرار بحسب ما أعلنت إدارة المعبر حينها.

تخلخل دون سقوط

وفي حادثة لافتة وقعت في شباط من العام الجاري فقد اصطدمت مركبة “لودر” تحمل “بلدوزر” بحمولة مرتفعة بجسر المشاة البيتوني عند مفرق قرية “طيرو” على أوتوستراد “اللاذقية- طرطوس”.

إلا أن الجسر لم يسقط كما حدث في أماكن أخرى بل انزاح عن ركائزه وفقاً لتصريح مدير مواصلات “طرطوس” “حسين ناصر” الذي أشار إلى أنه تم إصلاح الجسر وإعادته للعمل وفتح الطريق أمام المارّة. لكن ذلك يظهر أن الجسور عموماً وفي حال مراعاة شروط السلامة في تشييدها لا تسقط لمجرد ارتطام شاحنة بها بل يختلّ استقرارها فحسب ما يمكّن من إصلاحها قبل أن تنهار بشكل كليّ وتوقع كوارث لا تعرف حدودها.

الزلزال هدّد جسور حلب

لم تكن الجسور في مدينة “حلب” بمنأىً عن خطر زلزال 6 شباط 2023 الذي ضرب شمال البلاد. حيث ظهرت شقوق واضحة عند جسر “الحج” وجسر الكرة الأرضية لكن اللجان الهندسية التي عاينت الجسور قالت أنها سليمة إنشائياً وأن التشققات اقتصرت على طبقة الزفت فحسب.

هل تبقى حوادث الجسور دون محاسبة؟

على الرغم من تعدّد حوادث انهيار الجسور التي تثير الكثير من علامات الاستفهام حول متانتها وجودة بنائها. إلا أنها مضت دون الإعلان بعدها عن أي نوع من أنواع المساءلة والمحاسبة للمسؤولين عنها. بينما يبقى مصير بقية جسور البلاد غامضاً بغياب الكشوفات الدورية على سلامتها الإنشائية لا سيما تلك التي تظهر فيها تشققات واضحة كحال الجسر المقابل لمشفى “تشرين” في “اللاذقية” والذي طالما ناشد الأهالي الجهات المعنية لإصلاحه قبل وقوع الكارثة إذ تبدو تصدعاته واضحة للعين المجردة ولا تحتاج الكثير من الدراسة والبحث لاستكشاف حاجته للإصلاح.

زر الذهاب إلى الأعلى