أخر الأخبارحكي شارع

جدل حول الترحم على شيرين أبو عاقلة … وردٌّ بالشواهد الدينية

لماذا التساؤل عن دين الضحية بدل الدعوة لمحاسبة مرتكبي الجريمة؟

أثار خبر اغتيال الإعلامية الفلسطينية “شيرين أبو عاقلة” أمس على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي موجة غضب واسعة في عدة بلدان عربية بينها “سوريا”.

سناك سوري _ دمشق

لكن عالم السوشال ميديا وإن كان مفيداً لناحية إظهار الموقف الشعبي العام من القضايا المختلفة، إلا أنه وفي بعض الحالات يأخذ النقاش إلى مكان آخر، كما حصل في حالة “أبو عاقلة”.

أجمع متناقلو الخبر تقريباً، على أن “أبو عاقلة” ضحية للاحتلال وأن اغتيالها كان جريمة متعمدة من قبل قوات الاحتلال لا سيما وأنها كانت ترتدي سترة الصحافة ما يظهِر هويتها بوضوح، إلا أن الجدل أثير في مكان آخر، حين ظهرت بعض الأصوات التي تتحدث عن عدم جواز الترحّم على “أبو عاقلة” أو تسميتها “شهيدة” لأنها “غير مسلمة”.

وقد أورد أصحاب هذه الأصوات، شواهد دينية قالوا أنها دليل على عدم جواز الترحّم على غير المسلم شرعاً، وعدم جواز اعتباره “شهيداً” لأن الشهادة مرتبة محصورة في المسلمين وفق حديثهم، الموقف الذي يتكرر بشكل حرفي لدى أصحاب هذه النظرية والذين يقولون أنه أمر فقهي لا جدال فيه رغم أنهم ليسوا أصحاب مواقع فقهية تؤهلهم للإفتاء.

في المقابل قال عضو مجلس الشعب السوري السابق “محمد حبش” والذي يحمل شهادة دكتوراه في الفقه الإسلامي أن هناك عشرات الشواهد من القرآن تشير بوضوح إلى أن المسلم يحب الناس جميعاً مهما كان دينهم وأن الله يقبل العمل الصالح من الناس كلهم مهما كان دينهم، وأن كل ما ورد في الكراهية فالمقصود به المعتدون المحارِبون فقط.

واستعرض “حبش” 10 آيات قرآنية تتحدث عن التعامل الحسن مع غير المسلمين، المسالمين، وعن قبول العمل الصالح من أهل الأديان جميعاً، مبيناً أن كل حديث خالف النصوص الظاهرة فهو مردود وأن كل آية وردت بغير هذا فهي منسوخة أو مخصوصة بالمحاربين والمعتدين.

بينما اعتبرت الناشطة السورية “ريم تركماني” أن عدد منشورات ردود الفعل على دعاة عدم جواز الرحمة على “أبو عاقلة” أكبر بما لا يقاس من منشوراتهم ودعواتهم، متسائلة عن سبب مساعدة هؤلاء بنشر أفكارهم وجعلها جزءاً من الحدث، مضيفة أن بعض الأفكار تموت بتجاهلها.

ليست مسألة الجدل الذي لا طائل منه حول جواز الترحم على غير المسلم أو عدمه بجديدة، لكن إثارتها في حالة “أبو عاقلة” وفي يوم اغتيالها مباشرة لا تبدو بريئة، حيث كان الاحتلال ينشر روايته لتبرئة جنوده من الاغتيال وإلصاق التهمة بالفلسطينيين، بينما حاول البعض التعمية عن القضية بفتح الجدل حول دين الضحية ومصيرها بعد الموت، رغم أن الأجدى رفع الصوت لمحاسبة مرتكبي الجريمة بدل الانشغال بالتساؤل هل الضحية “شهيدة” أم لا.

اقرأ أيضاً:صحفيو سوريا ينعون شيرين أبو عاقلة … الكاميرا أرعبت الاحتلال

زر الذهاب إلى الأعلى