الرئيسيةيوميات مواطن

صحافية سوريّة تبيع مقالاتها لمحبي الشهرة

صحفية سوريّة اختارت أن تبقى بالظل لتجد مدخولاً لائقاً

الصحافة مهنة الخيبات الكبيرة هكذا وصفت “هدى” (اسم مستعار) لسناك سوري تجربتها مع الصحافة السورية. هي واحدة من الأسماء المجهولة التي أجبرتها الظروف على التخلي عن أحلامها وطموحها وأن تبيع أفكارها وجهدها لمحبي الشهرة والأضواء الذين نجدهم في الواجهة ولطالما سمعنا عنهم.

سناك سوري – دمشق 

تحكي “هدى” عن تجربتها في الإعلام السوري قائلة: «درست الإعلام وكان حلمي أن أصبح مذيعة لكن يبدو أن ذلك كان يحتاج إلى واسطة وعلاقات وبعد مدة من السعي وجدت أنني أدور في حلقة مفرغة».

وتضيف: «كتبت ضمن صحافة القطاع الخاص وعملت بأحد المواقع الإلكترونية في البداية كان كادر التحرير مميز جدا ومتفهم ومشجع. الا أنه ومنذ أربع سنوات تحديدا  تغيرت سياستهم وحتى المقالات والتقارير أصبحت اجورها بسيطة لا تعادل التعب الذي نبذله».

كتبت “هدى” في عدد من المواقع العربية الشهيرة ومنها اللبنانية والإيرانية والخليجية ومن الأشياء المثيرة للسخرية التي صادفتها مع الصحافة السورية تذكرها قائلة: «في إحدى المرات أرسلت مقال لموقع (…… ) المحلي ولم ينشر أو يهتم أحد وبعد أسبوع أرسلت ذات المقال إلى موقع لبناني. وحين نشر هناك قام نفس الموقع السوري الذي راسلته في البداية بنشر المقال مع الإشارة للنقل من الموقع اللبناني وفي إحدى المرات كتبت مقالاً سياسياً وتواصلت مع عدد من المواقع السورية دون جدوى وعندما نشرته في الخارج تناقله الجميع حتى التلفزيون السوري!».

مقالات ذات صلة

مع الأزمات الاقتصادية المتتالية وغلاء الأسعار وزيادة المسؤوليات والأعباء عليها كأم  وجدت “هدى” نفسها تتجه نحو المواقع التي تمارس دور الوسيط بين الكاتب والزبون الذي يريد شراء مقالة أو بحث يحدد نوعه اذا كان سياسي أم تاريخي أو إجتماعي. وعن شعورها عند تخليها عن اسمها وجهدها لأناس مدّعين تقول لسناك سوري: «في أول مرة يمكن أن تغص وتحزن لكن مع الوقت يصبح الأمر عملي أكثر و”القصة وما فيها” ليست فقط الرواتب فالوضع مزري وليس هناك خيارات، أساسيات الحياة لم نعد قادرين على تأمينها من كهرباء ومواصلات وخلافه. أنا اليوم أعمل عن بعد وأجد الوضع مناسب والمبالغ جيدة وهناك أريحية لا مدير ولا مسؤول فوقي الموضوع فقط بيني وبين الشخص الذي يريد المقالة».

وعن تلك المواقع المعروفة بخدمة الشراء والبيع تقول: «الاجور كانت بسيطة جدا في البداية وتبدأ من 5 دولار وكلما زاد الطلب عليك وأثبت نفسك يزداد الأجر فأخذ اليوم 40 دولار على المقالة. وهناك شباب يقدمون عروضا للمواقع الناشئة مثل ألف مقال بسعر الجملة كمقالات الطب والتجميل وغيرها».

وعندما سألناها اذا كانت تتابع من أخذ مقالاتها وأين تنشر تجيب: «في البداية كنت أتابع بفضول واغلبهم كانوا من جنسيات عربية واذكر منهم دكتور بشري لأنني تعذبت في الحصول على المعلومات الطبية للمقالة والتي من المفترض أنه يعرف تلك المصطلحات والمعلومات! وكان يمكن أن يكتبها بنفسه خاصة وهو مشهور بعلاج حالات طبية محددة».

ما تزال “هدى” تحلم أن تحقق طموحها في مجال الإعلام وأن يصبح لها اسماً ومكانة ككاتبة وصحفية ولكن هل تنصفها الظروف وهل تجدوها مظلومة أم هي من اختارت أن تبقى في الظل؟.

اقرأ أيضاً: أصحاب المهن الفكرية.. ملاحقة شباب وشابات لمقاسمتهم فُتاتهم

زر الذهاب إلى الأعلى