الرئيسيةتقاريرشباب ومجتمع

ثمنك رصاصة.. لفلي حشيش.. عبارات قد تنتهي بشجار وسكين!

مرشدة نفسية: للإعلام والدراما دور في نشر الألفاظ السيئة التي يتبادلها المراهقون والمراهقات

سناك سوري – رهان حبيب

“بطخك، ثمنك رصاصة، حشاش، ديلر (موزع حشيش)”، إلى جانب قائمة طويلة من الشتائم الجديدة التي بتنا نسمعها في الشوارع وباحات المدرسة في “السويداء” وربما في غالبية المحافظات الأخرى، تُضاف طبعاً إلى منظومة لفظية سابقة تطال الأم والأخت وغيرها من الألفاظ النابية.

يقول “داني ن” طالب في الصف التاسع لـ”سناك سوري”، إن هناك العديد من الألفاظ الغريبة يتم تداولها بين الطلاب اليوم، مثل “حريمة”، (والمقصد هنا أكثر خطورة حيث يعتبر المرأة “شتيمة”!)، ويضيف: «شتائم الأم سرت على الألسنة إضافة إلى كلمات مثل “محشش” “لوطي” “شمام” وغيرها يتم إطلاقها بشكل عادي أحياناً، و بيننا كثير من الطلاب تعلموا التدخين، وقد يكون هناك عادات أكثر من التدخين»، في إشارة منه إلى تعاطي المخدرات.

لا تقف حدود الخطر على الشتائم، وبحسب “داني”: «أحيانا ينفعل الشباب بسبب شتائم معينة، فيتوعد المتعرض للشتم شاتمه بالقتل، ويزيد الثاني بكلمة “بقوسك” ويرد الأول “ثمنك رصاصة” وغيرها من المفردات وتستمر المناظرة بكلمات أكثر حدة قد تتطور إلى الضرب».

تلصق “نينار م” ثاني ثانوي أدبي صفة “الديلر” على زميلتها لأنها توزع بعض حبات الملبس عليهن، وحين سألتها عن المعنى ضحكت وقالت إنها مجرد كلمة.

شتائم تتطور إلى عراك

“فرات س” من الصف العاشر يسكن في “السويداء”، يجد أن من الطبيعي التعامل بهذه الألفاظ، وحمّل المسؤولية للتلفزيون ولوسائل الإعلام وشبكات التواصل، لكنه لا ينفي أنه التقى بمن سماه حشاش بالفعل “ومحبحب” أي متعاطي، وأيضاً فالمعارك في الشارع تظهر شبانا يحملون أنواعاً من السكاكين، وأحيانا أسلحة، مايزيد من مخاطر التصعيد بعد الشتائم، يضيف: «إذا كانت هذه الألفاظ تطلق سابقاً دون وجود دليل، اليوم تطلق على أشخاص يحملونها بالفعل نشعر بها لكننا أيضا نحاول تجنبهم في الشارع والنادي وحتى المدرسة فالبيئة لم تعد آمنة».

هي فكرة أكدتها “إيناس ص” عاشر تجارة، وتقول إن عائلتها تستغرب تلفظها ببعض الكلمات، وتضيف: «بالنسبة لي يجب أن نعرف معانيها لأننا نسمعها بشكل شبه يومي، في الشارع وباحة المدرسة لكن ليس من المريح إعادة التحدث بالمسيء منها لأن فيها صفات مؤذية».

اقرأ أيضاً: سوريا: وصلة غنائية بنكهة “الشتائم” في حفلة لمغني لبناني والجمهور يتفاعل!

من طلاب الثانوية الذين التقيناهم في أحد النوادي الرياضية، “فادي” صف حادي عشر يقول: «قد نعيد ترديد أغان مختلفة ومنها “لفلي حشيش” وبعض أغاني الراب التي تضاف لها مفردات سلاح أو مفردات أخرى نتابعها على اليوتيوب، لكننا لا نعني أبداً أننا نطبقها، بالمقابل لا ننفي أن هناك شباب كُثر يعرفون “الحشيش” و”المارجوانا” وغيرها، ولا أجزم إذا كان اختبرها أو شاهدها».

الحوار هو الحل

المرشدة النفسية “هيا أبو حدور” ترى أن المنظومة اللفظية لا تصدر من فراغ، وبحوار مع طلابها بمختلف المراحل داخل المدرسة التي تعمل بها في “قنوات”، أظهرت تفاصيل إضافية تقرن اللفظ بالمعرفة التي بناها الطلاب، وتضيف أن «البيئة بعد الحرب جعلت الطلاب على تماس مع ألفاظ تسللت عبر أقنية مختلفة أبرزها الشارع الذي لا ننسى أثره كذلك واقع الأسرة والحالة الانفعالية للشباب التي تظهر هذا المخزون ونحاول قدر الإمكان استيعابه و التعرف على مصادره ومن ثم المعالجة وفق تقنيات نطبقها بما يخدم تهذيب اللفظ وأيضاً نقل رسائل لمضمون ما يقال».

رأي المرشدة النفسية وموجهة الاختصاص “خالدة أبو شميس”، لا يبتعد عن أن الأزمة أفرزت سلوكيات، أدت لتبني بعض الشباب ألفاظ تعبر عن العنف أو التنمر وشيء عن الإدمان أو التعاطي، معتبرة أن مستوى العنف يتصاعد وللإعلام وعالم الانترنت أثر واضح في نشر ألفاظ معينة، «وشهدنا جميعاً ما نشر من ألفاظ البئية الشامية العكيد وحريمة وغيرها ومؤخراً مسلسل الهيبة».

“أبو شميس” تعول على قدرة الأهل والمدرسة والمجتمع الأهلي للحد من الظواهر السلبية وإيجاد أقنية تواصل، تبدأ بالحوار والمتابعة واستمرار العمل كي لا تتطور الحالة اللفظية إلى سلوك فهي مهمة غير مستحيلة، لكنها أيضاً تخشى من الصعوبات التي تعترض الأهل للحصول على لقمة العيش التي تمنعهم من إعطاء الوقت اللازم للأولاد وكذلك المعلم وقد تكون هذه المرحلة الأخطر لأن ما نفقده من اتصال مع أولادنا قد ندفع ثمنه في مرحلة قادمة.

اقرأ أيضاً: الشتائم وتشخيص الأمراض الإنسانية- أيهم محمود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى