غموض حول إلغاء شركة تكامل وحقيقة أرباحها ومالكيها
سناك سوري _ دمشق
فاجأ وزير “التجارة الداخلية وحماية المستهلك” “عاطف النداف” قبل أيام السوريين بإعلانه إلغاء مسؤولية شركة “تكامل” عن مشروع البطاقة الذكية.
وكما هبطت “تكامل” على السوريين فجأة فإنها اختفت فجأة بتصريح مباغت من الوزير “النداف”، وبما أن المعلومات عن تسلّمها مشروع “البطاقة الذكية” عبر عقد مع شركة “محروقات” قبل نحو عامين كانت غائبة، فإن المعلومات عن نهاية ارتباطها بالمشروع غابت أيضاً.
هذا الغموض دفع عدداً من السوريين عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتساؤل عمّا حدث بين “تكامل” والحكومة في ملف يمسّ الخدمات الأساسية للمواطنين وعانى كثيرون من سوء إدارته، حيث كتب “عقبة الناعم” قائلاً إن العقد بين “تكامل” والحكومة لا يلغيه تصريح على الإعلام ومن حقنا أن نطّلع على هذه العقود وتعديلاتها وملحقاتها بكل شفافية.
وربما كان “الناعم” محقاً في تساؤلاته خاصة أن الحكومة السورية لا يكاد يفوتها تصريح إلا وتمرّر فيه مصطلح “الشفافية” وأهميتها، فيما وصف “معن صالح” طريقة إنهاء عمل “تكامل” بأنها تشبه شطب سمّان الحارة حساب أحد زبائنه و يا دار ما دخلك شر.
واعتبر “صالح” أنه في حالة مماثلة يجب أن توضّح الحكومة موجبات إلغاء العقد وما هي القوانين والصيغ العقدية بين الحكومة والشركة والتي تم الاستناد عليها لفسخ العقد وما تبعات هذا الفسخ على الطرفين والغرامات التي يمكن أن يتحملها أحدهما.
وأضاف “صالح” أن هذا الغموض يضع عشرات علامات الاستفهام بانتظار إجابات من الحكومة لاسيما عن الأرباح التي حصل عليها أصحاب الشركة مقابل تقديم خدمات سيئة على حد وصفه.
اقرأ أيضاً:وزير التجارة الداخلية يعلن نهاية تكامل ويوضح طريقة توزيع الخبز
بدوره تساءل “ضياء إسكندر” ما إذا كانت الحكومة ستفرج عن العقد المبرم بينها وبين “تكامل” لإطلاع المواطنين على حقيقة ما يشاع عن تحقيق الشركة أرباحاً خيالية بموجب هذا العقد أم أن ذلك سيوهن نفسية الأمة؟
وسط هذا الغموض والالتباس حول الشركة وأرباحها ومالكيها، حاول سناك سوري البحث عن المعلومات المتاحة عن طبيعة “تكامل” وتعاقدها مع الحكومة، إلا أن وسائل الإعلام الرسمية لم تنشر عن تفاصيل العقد وطبيعته ومدته، كما أن الموقع الرسمي لشركة “تكامل” لا يتيح أيضاً أياً من هذه المعلومات، حيث لا يبيّن أي معلومة عن هوية مالكي الشركة.
عدنا بالبحث إلى مطلع العام الماضي في منشور لصفحة الشركة على فايسبوك، ذكرت فيه ما قالت أنه “توضيح” رداً على معلومات متداولة مغلوطة، ووصفت فيه الشركة نفسها بأنها “وطنية” وتعمل بكوادر “وطنية” 100% وليست شركة خارجية كما يقال بحسب منشورها، وأضافت أن شركة “محروقات” أعلنت استدراج عروض لتنفيذ مشروع “البطاقة الذكية” وفازت “تكامل” بالعرض فنياً ومالياً، وذكرت أنها تتقاضى بدل خدمة شهري ثابت عن الخدمات التشغيلية والفنية.
أحد المعلّقين على منشور “تكامل” سأل عن قيمة هذا البدل الشهري، ليجيبه القائمون على الصفحة أن بإمكانه التواصل مع الجهات الحكومية المعنية لمعرفة هذه المعلومة.
من يملك شركة “تكامل”؟
تغيب المعلومات الرسمية الصادرة من الشركة عن هوية مالكيها، فيما عثر سناك سوري أثناء البحث عن اسمين مرتبطين بالشركة، فبحسب موقع “الاقتصادي” المحلي فإن “محيي الدين مهند دباغ” شريك مؤسس في “تكامل” ويمتلك 30 حصة في الشركة بنسبة 30% قيمتها 3 ملايين ليرة سورية وهو رقم مستغرب لأن معناه أن قيمة كامل حصص الشركة لا تتجاوز 10 مليون ليرة سورية!
الاسم الآخر بحسب “الاقتصادي” هو “جول إليان” المدير التنفيذي للشركة والذي شغل سابقاً منصب معاون المدير التنفيذي وفق الموقع الذي لم يورد تفاصيل أكثر عنه.
في المقابل، يرد اسم “مهند دباغ” عبر عدد من مواقع المعارضة بوصفه المالك الفعلي لشركة “تكامل” نقلاً عن “مصادر” دون أن تكشف هذه المواقع عن هوية مصادرها، لكنها تتحدث عن أن “دباغ” يمتلك نفوذاً واسعاً وصلات قرابة بشخصيات نافذة في الحكومة ساعدت في تلزيم شركته مشروع “البطاقة الذكية” الذي درَّ أرباحاً هائلة بحسب تلك المواقع دون أن يتم عرض أي وثائق رسمية تثبت وتوضّح هذه المعلومات.
يفتح الغموض باب الشائعات والمعلومات المتضاربة بشكل عام، ويفقِد غياب الشفافية ثقة المواطن بالجهات العامة ويجعله أكثر تقبّلاً لما يتم نشره من أحاديث عن صفقات سرية وفساد ومحسوبيات، حيث يعزّز ذلك تكتّم الجهات الحكومية عن المعلومات وعدم إتاحتها للمواطنين لإطلاعهم عليها، فربما تكون معلومة بسيطة اليوم كفيلة بالإجابة على كل الأسئلة وتوضيح كل مايحتاج المواطن معرفته.
اقرأ أيضاً:“تكامل” تتهرب من الصحافة.. (معقول ما بيحبوا الأضواء؟)