تقنين حكومي: رغيف وربع لكل مواطن في “صوران” يومياً
الأهالي عادوا لكن خبز الحكومة لم يعد كما كان قبل الحرب
سناك سوري – متابعات
تضطر “حليمة” من سكان قرية “صوران” بريف “حماة” لتقنين مايتبقى لديها من ربطة الخبز الواحدة التي تحصل عليها خلال اليوم وتوزيعه بشكل عادل على أبنائها الخمسة على وجبة العشاء حيث تقوم بتقسيم كل رغيف إلى طبقتين ولفها وتقديمها لأحد الأولاد على أنها رغيف وبهذا تضمن العشاء لهم جميعاً، في حين تضطر في مرات كثيرة لطبخ أكلات لاتحتاج للخبز على العشاء حتى لايناموا بلا طعام نظراً لعدم توفر الخبز في قريتها والذي لايحصل عليه السكان بالكميات الكافية لكامل النهار بالرغم من وعود الحكومة بتأمينه للسكان العائدين بعد أن عادت تحت سيطرة الحكومة السورية.
معاناة أسرة “حليمة” وباقي سكان القرية تزداد كل يوم بازدياد عدد السكان العائدين إليها والذين يضطر البعض منهم لقطع مسافة لاتقل عن 20 كيلومتر للحصول على ربطة خبز من مدينة “حماة” ومن الباعة الجوالين وبأسعار أحياناً تصل إلى مايقارب 250 ليرة للربطة الواحدة، حسب مانقله الزميل”ياسر العمر” مراسل صحيفة الفداء المحلية، مشيراً إلى وجود فرن نصف آلي ولكن يبدو أن إنتاجه لايكفي حاجة المنطقة.
عدد المسجلين على ربطات الخبز أكبر بكثير من عدد الربطات التي تصل إلى أحد مراكز الخبز حيث يقول صاحبه إن مركزه يشهد مشاحنات يومية مع المواطنين.
أصل المشكلة يعود وفقاً لما أكده مدير المخبز “ابراهيم الخالد” لقلة كميات الدقيق المخصصة للفرن والتي لاتتناسب مع عدد السكان الحاليين، إضافة لنقص في عدد العمال الأمر الذي يجعل إنتاج المخبز يتراجع يومياً كون الأجرة المحددة لكل عامل مياوم وبساعات عمل تصل إلى أكثر من 12 ساعة عمل متواصلة هي 500 ليرة سورية.
إنتاج الفرن انطلق بـ 3753 ربطة مفردة بطاقة 4 طن من الدقيق وزاد مع ازدياد عدد السكان العائدين إلى مايعادل 5630 ربطة يومياً بطاقة 6 طن يومياً توزع على مراكز البيع المنتشرة في أرجاء المدينة حسب ما أكده مدير فرع المخابز “ابراهيم سعيد”، مشيراً إلى أن كمية الدقيق المخصصة للإنتاج لاتكفي الازدياد العددي للسكان العائدين وقد تم مراسلة الشركة العامة للمخابز وإعلامها بكمية الدقيق المخصصة حالياً وأنها لاتكفي حاجة المواطنين الموجودين والعائدين إلى المدينة، كان الرد مباشرة أنه سيتم تحديد مخصصات محافظة “حماة” والكتلة الحقيقية من قبل وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك وبعدها يتم توزيعها على المخابز حسب حاجة الناس، (لكن يبدو أن الرد بقي مجرد حبر على ورق وتنفيذه عالموجة الطويلة).
إحصائيات مجلس المدينة تؤكد أنه وفقاً لعدد السكان البالغ عددهم 32 ألف و 700 نسمة فإن إنتاج الخبز يعني أنه لكل مواطن رغيف وربع يومياً وهي كمية قليلة جداً ولاتسد جوع المواطن حسب ما أكده رئيس المجلس “غازي زيدان”، في حين وعد مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك “زياد كوسا” بحل المشكلة في المنطقة خلال أيام معدودة، “انشالله خير”.
سكان “صوران” العائدين إلى منازلهم سبق لهم أن اشتكوا من سوء وضع المدارس التي يدرس فيها الطلاب بلا نوافذ ولا أبواب ومن سوء وضع الخبز الذي لايكفيهم قوت يومهم إضافة للمطالبة بالتعويضات لمن تهدمت منازلهم والتي لم تصل حتى اليوم إلى أي منهم.
اقرأ أيضاً: 10000 مواطن بلا ماء ولاكهرباء ولاخبز يلعنون الحرب وساعتها