تفجير عفرين.. الإطفاء تأخر نصف ساعة والمفخخة وصلت رغم الحواجز؟!
تراشق للاتهامات وموقف أمريكي محايد تجاه التفجير
سناك سوري _ حلب
تدفع “عفرين” الواقعة إلى الشمال من “حلب” منذ سنوات ثمن الحرب من دماء أهلها، ولم يكن انفجار الأمس الذي أودى بحياة 40 مدنياً على الأقل وأصاب أكثر من 30 آخرين، أول انفجار يضرب “عفرين” وربما ليس آخر مأساة يعيشها سكان المدينة الواقعة تحت سيطرة قوات العدوان التركي.
وكالعادة، فإن مآسي الضحايا الذين يخسرون أرواحهم في الحوادث الأمنية والتفجيرات والاشتباكات والقصف، سرعان ما تتحول إلى مادة للتجاذبات السياسية وتبادل الاتهامات وإغفال البحث عن الحقيقة، حيث لم يخرج تفجير الأمس عن هذا المنوال كسائر التفجيرات التي شهدتها المنطقة.
وزارة الدفاع التركية سارعت بعد ساعات من الحادثة إلى إطلاق بيان رسمي اتهمت فيه “وحدات حماية الشعب” الكردية كالعادة بالوقوف وراء التفجير دون أن توضّح الدلائل التي استندت إليها في هذا الاتهام غير موقفها السياسي من الوحدات التركية، فيما أعلنت ولاية “هاتاي” أنها ألقت القبض على شخص يشتبه أنه أدخل صهريج الوقود الذي تمَّ تفجيره إلى “عفرين”، إلا أنها لم توضّح كيف تمّ اكتشاف المشتبه خلال ساعات ولم يتم اكتشاف العملية قبل أن تتم؟
الموقف التركي في اتهام الوحدات الكردية وجد من يكرّره ويتبنّاه انطلاقاً من “الائتلاف المعارض” المقيم في “تركيا” مروراً بما يسمى “رابطة المستقلين السوريين الكرد” وصولاً إلى الفصائل المدعومة تركياً وناشطين من المعارضة يؤيدون السياسات التركية.
اقرأ أيضاً:الحكومة تغيّر خطتها أمام كورونا.. وعشرات الضحايا بتفجير في حلب
فيما كانت علامات الاستفهام تُطرح حول التفجير الذي وقع في منطقة تسيطر عليها قوات العدوان التركي والفصائل المدعومة تركياً بشكل كامل، حيث كتب المعارض “أحمد رحال” عبر تويتر أنه في مناطق “عفرين” عندما يتم إسعاف مريض مصاب بالجلطة أو بالكورونا فإنه لا يصل إلى المشفى إلا متوفياً بسبب كثرة الحواجز، أما صهريج يحمل مواد متفجرة فإنه يصل ويقتل الناس، فهل من تفسير؟
ودعا ما يسمى “اتحاد الإعلاميين السوريين” المعارض قادة فصائل “الجيش الوطني” المدعوم تركياً وقادة أجهزة الفصائل الأمنية في “عفرين” إلى الاستقالة بسبب ارتباط التفجير بما سمّاه فساد الفصائل المقتتلة فيما بينها وتجاوزاتها عبر معابر التهريب وفق البيان الذي طالب قوات العدوان التركي بضبط الوضع في “عفرين” ومناطق سيطرة الفصائل المدعومة تركياً.
من جهته اتّهم مراسل قناة “روناهي” الكردية “فرهاد شامي” أجهزة الإطفاء وفرق الإنقاذ في “عفرين” بأنها لم تصل إلا بعد نصف ساعة من وقوع الانفجار الذي وصفه بـ”المشبوه”.
في المقابل أصدر مجلس “سوريا” الديمقراطية بياناً أدان فيه التفجير وذكر أنه جاء وسط تعرّض المدينة لشتى أشكال الإرهاب من قتل وخطف ومصادرة أملاك المدنيين وتغيير في ديمغرافية المدينة عبر الاستهداف الممنهج لأمن سكانها.
وأضاف البيان أن التفجير تزامن مع خروقات قوات العدوان التركي لاتفاقات وقف إطلاق النار في الشمال السوري، وضمنها استهداف القوات التركية لمقر “الأسايش” في “عين العرب”، إضافة إلى صراعات الفصائل فيما بينها للاستيلاء على ممتلكات وأرزاق المدنيين.
وحمّل البيان قوات العدوان التركي مسؤولية التفجير وقال أن “أنقرة” فتحت الباب على مصراعيه لما سمّاها قوى الإرهاب لممارسة أعمالها الجبانة في ظل الحماية التركية لها بحسب البيان.
الخارجية الأمريكية أصدرت بدورها بيان إدانة للهجوم ودعت إلى الالتزام بوقف إطلاق النار دون أن تتهم خلال البيان أياً من الطرفين التركي أو الكردي بالمسؤولية عن الحادثة.
اقرأ أيضاً:“عفرين” بعد عامين على بدء العدوان ..استمرار التهجير والتتريك