تصريحات الحكومة لوحدها لا تمنع انتشار كورونا… نحن ماذا نفعل؟
هل نقف متفرجين ماذا يمكننا ان نفعل؟
سناك سوري – لينا ديوب
بدأ الإعلام مع تعطيل المدارس، بنشر التوعية حول ضرورة البقاء بالمنزل، كأهم خطوة في منع انتشار فيروس كورونا، واستضافت القنوات الحكومية وغيرها أطباء ليتحدثوا عن كيف يمكن للعزل أن يمنع انتشار الفيروس، كما امتلأت صفحات التواصل بمواد توعية، منها مثلاً أن سبب تفشي الوباء في “إيطاليا“ ليس استهتار الناس وإنما عدم تصديقهم بقرب الفيروس منهم طالما أنهم لم يقعوا بالمرض.
التوعية والتحذير من خطر الخروج مستمر منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، ونرى في الشارع أطفال، وفي الأسواق ناس تشتري من محلات الخضار ومن الصيدليات دون أن تتخذ لنفسها مسافة الأمان المطلوبة.
في الشارع لا زلنا نرى سلوكيات مرفوضة قبل كورونا، لكن مع احتمال أنها قد تكون أحد أسباب نقل العدوى تصبح مستهجنة أياً كان من يقوم بها، رجل في مقتبل العمر يبصق وسط الشارع، علماً أن من بين تعليمات الحذر تعقيم الحذاء قبل الدخول إلى المنزل بسبب احتمال العدوى من بصاق مريض بالشارع، نرى أيضاً أم تنظف منخر ابنها الصغير بأصابع يدها ثم تمسح بطرف ردائها، أو بخشبة مقعد الحديقة القريب إليها، نرى أطفال يحملون أكياس البطاطا ويأكلونها في طريقهم إلى البيت.
تربية الطفل تحتاج لحزم ينبع من وعي أهمية تنشئة إنسان سليم ومسؤول، حتى يتحقق ذلك لابد من عدم تراخي الأم والأب أيضاً في منع الابن والابنة عن التصرفات الخاطئة والمضرة، فكيف الحال مع أمر يتعلق ليس بصحتهم وإنما بحياتهم وحياة الأسرة والمجتمع برمته.(لمس الوجه والأنف دون غسل أو تعقيم اليدين من أكثر عوامل نقل الفيروس عالمياً).
اقرأ أيضاً:مع كل المخاطر.. أطفال يعملون في تعقيم مدينة التل من كورونا
إن الاستمرار حتى اليوم بالسماح للأبناء بالخروج إلى الشارع، والاستمرار بتلك السلوكيات المرفوضة وعدم الحرص على اعتماد مسافة أمان، تدفع للمطالبة بتسيير لجان من المتطوعين مهمتها تنبيه من لا يلتزم بالتعليمات، وخاصة وجود الأطفال بالشارع.
تجربة من سبقونا من الدول مع وباء كورونا تؤكد أن الحجر المنزلي هو الأساس، الحكومة وضعت إجراءاتها، وعلينا كأفراد أن نبادر لحماية أنفسنا ونساهم بتنفيذ الإجراءات ومراقبة تنفيذها، ربما يحق لنا جميعا عدم الثقة بالحكومة أو التشكيك بما تقوم به في الكثير من القضايا، وأولها التحكم بالسوق والأسعار، لكن هذا الوباء خارج عن إرادتها ولن تستطيع منعه بالتصريحات الخلبية، لكن علينا أن نبادر لوقاية أنفسنا وأولادنا.