نجح المخرج “حسن بشار إسماعيل” في إتمام عمليات تصوير فيلمه “اقتل نملة” رغم ما واجهه من مصاعب العمل عند “جسر الرئيس” وسط “دمشق” بسبب الازدحام وصعوبة السيطرة على جموع المارّة.
سناك سوري _ ناديا المير محمود
وكشف مخرج “اقتل نملة” خلال حديثه لـ سناك سوري أنه لم يستغرق وقتاً طويلاً في كتابة النص. لكن التجهيزات اللوجستية وقلة الموارد بما يخص التنفيذ شكّلت عقبة استغرقت قرابة شهر. قبل التمكن من الوصول إلى مقاربة واقع خيالي وغرائبي يخدم أسلوب “الديستوبيا”.
فكرة اقتل النملة
وبالحديث عن عنوان الفيلم وفكرته غير المألوفة، قال “اسماعيل” أنه كعملية بسيطة يقوم بها أي كائن بشري. «أحياناً من أجل المتعة وفرض السيطرة على الكائنات الصغيرة» ولكن القتل يبقى قتلاً على حد قوله.
ونوّه إلى احتمالية أن يكون الفرد ضمن مجتمعه بمثابة نملة من وجهة نظر الطبقات الأعلى. تماشياً مع الفكرة القائمة على سلطة المال وتأثيرها على أفعال وأفكار المجتمع البشري.
وباعتبار أن الفكرة قائمة على المال والذي يعتبره “اسماعيل” بمثابة الشر المطلق، فقد تم كتابة السيناريو. بأسلوب “الديستوبيا” أي “أدب المدينة الفاسدة” وفق حديثه.
فكرة “اقتل نملة” قائمة على المال والذي هو بمثابة الشر المطلق، فقد تم كتابة السيناريو. بأسلوب “الديستوبيا” أي “أدب المدينة الفاسدة”.
المخرج حسن بشار إسماعيل
يتصدى الممثل “بشار اسماعيل” والد “حسن” إلى جانب “عبد الله شيخ خميس، علي يوسف، محمد غوطاني، إياد أحمد” لبطولة “اقتل نملة”. الذي أنتجته المؤسسة العامة للسينما.
وذكر “اسماعيل” أن الاختيارات سواء للممثلين أم للفنيين تمت بعد عدة اجتماعات وجلسات مفتوحة للنقاش بفكرة الفيلم. «والأهم هو إحساسي بإيمان جميع المشاركين بفكرة العمل».
و أعرب “اسماعيل” عن أمنياته الشخصية بطرح فيلمه ضمن دور العرض، ولكن هذا النوع من الأفلام تكون مخصصة للعرض في المهرجانات كوسيلة تثبت وجود الفكر السوري فنيّاً بشكل عام وسينمائياً على وجه الخصوص.
واقع سيء للسينما السورية
وعن رأيه بواقع الإنتاج السينمائي في البلاد، قال “إسماعيل” إنه يشبه إلى حد كبير الواقع الاجتماعي والمعيشي. «أي أنه ببساطة سيء للغاية».
ولم يغفل عن طرح بعض الحلول المساهمة بتحسينه كاللجوء للنصوص ذات الإنتاج السهل والفكرة العميقة. مشيراً إلى الاستعانة بتقنيات إخراجية بسيطة بعيدة عن البهرجة والاستعراض. أي الاعتناء بالفكرة وجعلها البطلة الأساسية.
واقع الإنتاج السينمائي في البلاد، يشبه إلى حد كبير الواقع الاجتماعي والمعيشي فيها. أي أنه ببساطة سيء للغاية…
المخرج حسن بشار إسماعيل
التجربة وعدم القلق حل النهوض بالسينما
وعن تأثر السينما السورية بالأزمة التي مرّت بها البلاد. قال “إسماعيل” أن تأثرها طبيعي وأن على المعنيين بالسينما الآن إيجاد طريقة للخروج من هذا التأثر.
وتابع قائلاً «لأننا وبحسب مشاهداتي لكثير من الأفلام السورية لم نعد قادرين على الخروج من تأثّرنا “السلبي” بهذه الحرب». مؤكداً أن التجربة هي الحل الوحيد للنهوض بالسينما، وعدم القلق والخوف من النقد، ومحاولة التركيز على الأفكار بعيداً عن الإبهار البصري. وأن تكون الفكرة هي الأساس.
لن أفصل اسمي عن والدي
يتشارك المخرج الشاب عمله الأول مع والده “بشار اسماعيل” الذي يلعب دور البطولة في الفيلم. فيما يقول “حسن” أنه لا يسعى ولن يحاول لفصل اسم والده عنه، معرباً عن رغبته بأن يكون ذاك الاسم رفيقه بالوصول للمكان الذي يطمح له. لكنه أكّد رفضه مساعدة والده على المستوى الفني. أو استخدام اسمه بما يخص حالته المهنية والفنية.
لن أسعى ولن أحاول فصل اسمي عن اسم والدي “بشار”، وأتمنى أن يكون اسمه رفيقي عند الوصول للمكان الذي أطمح إليه.
المخرج حسن بشار إسماعيل
وختم “إسماعيل” حواره بالحديث عن مخططاته القادمة لإثبات جدارته بالطريق الذي اختاره. وذلك من خلال أسلوبه الجديد الذي كان واضحاً في تجربته الأولى عبر “اقتل نملة”. حيث قال «هناك الكثير من الأفكار القادمة منها الجاهز ومنها قيد التنفيذ وأتمنى أن أستطيع حفر أسمي في السينما السورية بجانب الأسماء العظيمة الموجودة».