بين مريم السورية وعزيز اللبناني حوار النار بالنار يتصدر المشهد
من التدخل السوري في لبنان إلى العنصرية ضد اللاجئين .. مواجهة بدون أقنعة
حظي مقطع من إحدى حلقات مسلسل “النار بالنار” جمع الممثلة السورية “كاريس بشار” بدور “مريم” مع نظيرها اللبناني “جورج خباز” بدور “عزيز”. بانتشار واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
سناك سوري _ دمشق
المقطع الذي لاقى أصداءً واسعة شكّل دافعاً لكثيرين من أجل متابعة أحداث المسلسل. في ظل ازدحام الأعمال الدرامية خلال الموسم الرمضاني.
يصوّر المقطع حواراً بين “كاريس” التي تجسّد شخصية “مريم” في العمل. وهي شابة سورية تلجأ إلى “بيروت” هرباً من الحرب في بلادها. بهدف تقديم طلب إلى مكاتب “الأمم المتحدة” من أجل الحصول على لجوء في الخارج. وذلك بعد أن فقدت زوجها في ظروف غامضة وتبيّن لها لاحقاً أنه مختطف لدى إحدى الفصائل المسلحة.
وبين “عزيز” وهو مدرّس موسيقا لبناني. يحمل أفكاراً معاديةً للسوريين ككل بما فيهم اللاجئون إلى “لبنان”. بسبب قناعاته التي ترسخّت خلال فترة الحرب الأهلية اللبنانية بما تضمّنته من تدخل سوري مباشر فيها.
هذه الإشكالية في العلاقة بين السوريين وبعض اللبنانيين الذي يعتنقون أفكاراً جسّدها “عزيز”. كانت موضع الحوار الذي أحدث الضجة. إذ تبدأ الملاسنة بين “مريم” و”عزيز” إثر تعليق لافتةٍ كتب عليها أن من الممنوع تجوّل السوريين في المنطقة بعد الساعة الثامنة مساءً. وهو إجراء ليس من وحي خيال الكاتب بل تكرّر مراراً في عدة مناطق لبنانية على فترات متفرقة.
اقرأ أيضاً:النار بالنار.. ستشتعل بين كاريس بشار وعابد فهد
الخطوة العنصرية تشعل الخلاف بين “مريم” و”عزيز” الذي يكرّر خلال الحوار سردية جزء من اللبنانيين. في النظر إلى التدخل السوري في حربهم الأهلية واعتباره “وصاية” دفعوا ثمنها، مع إشارته إلى انتهاكات كانت تحدث بحق المارّة على الحواجز السورية.
لتردّ “مريم” عليه بالسردية السورية التي تقول أن التدخل العسكري في الحرب اللبنانية. جاء بطلب رسمي من “لبنان”. وهو أمر يستند إلى وثائق وحقائق تاريخية، مع إشارتها إلى الدور السوري في إنهاء الحرب بعبارة «لولانا كنتو هبّرتو بعض».
ورداً على اتهامات “عزيز”. تدعوه “مريم” للتوجه إلى “الشام” والانتقام ممّن آذاه، وهي عبارة تختزل شرحاً طويلاً من التفريق بين من قام بممارسة خاطئة قبل عقود وبين لاجئ هرب من الحرب، وعدم محاسبة الثاني على ما فعله الأول، لمجرد أن كليهما يقتسمان الجنسية ذاتها.
نال المشهد إعجاباً واسعاً من المتابعين. ليس لإتقان إدائه من قبل “كاريس” و”خباز” فحسب. بل لأنه طرح إشكالية قديمة لم يسبق تناولها بعمل درامي بهذا الوضوح والمباشرة ودون تجميل ومحاولات تعتيم على تناقض طرفيها في نظرتهم للأمور. ورغم أن مسلسلاً لن يحلّ المشكلة لكن جرأته في وضع اليد عليها مباشرةً تعدّ بوابة للحديث عنها بوضوح وصولاً إلى احتمال معالجتها بين شعبين لا يمكنهما إنكار أنهما يقتسمان الجغرافيا والتاريخ والمصير.