
بتصريح تنقاله سوريون بحماس بالغ، قال رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، “عمر الحصري”، إنهم بصدد إطلاق خطة طموحة لتطوير قطاع الطيران السوري، تشمل توسيع الطاقة التشغيلية بما يتجاوز 5 ملايين مسافر، وتوفير نحو مليون فرصة عمل في مجالات التعليم والتدريب والسياحة المرتبطة بالنقل الجوي.
سناك سوري-دمشق
في الحقيقة، ورغم كثرة التعليقات الحماسية التي وجدَت في تصريح “الحصري” لقناة الإخبارية فرصة للإبحار نحو “سوريا الوردية”، حيث بالإمكان إيجاد فرصة عمل براتب جيد بسهولة، إلا أن تعليقات لسوريين آخرين تبدو واقعية بددت تلك الأحلام لدرجة تنفيس بالون أحلام المتحمسين!
مدير المركز السوري للعدالة والمساءلة، “محمد العبد الله”، طرح مثال الولايات المتحدة، التي يبلغ عدد سكانها 340 مليون نسمة، وعدد مطاراتها 485، وبلغ عدد موظفي المطارات فيها عام 2025 الجاري مليون و200 ألف موظف، مضيفاً أن «قطاع الطيران السوري راح يوظف ذات العدد يلي موظفه 485 مطار بأميركا، ببلد فيها تقريباً مليارَي مسافر سنوياً بالطيران الداخلي (نعم ملياري مسافر)، و 72 مليون مسافر دولي».
وتحدث عن وعود تحويل مطار دمشق لتصبح قدرته الاستيعابية 30 مليون مسافر سنوياً، وقال إن هذا «يتطلب تحويل سوريا لعقدة ترازيت إقليمي، ويتطلب منافسة حادة مع الخطوط التركية، القطرية، الإماراتية، السعودية، والأردنية. وطبعاً يتطلب أمن وبنى تحتية وغيرها. وطبعاً جودة الخدمة للمسافر يلي بده يترك كل هي الخطوط الدولية ويختار السورية للطيران، يلي بدها تكاسر بالسعر على كل هي الخطوط لتستقطب مسافرين. طبعاً عدا عن عدد الطائرات المطلوبة لهيك مهمة، مثلاً أسطول التركية للطيران فيه 407 طائرات. بسوريا في 13 طيارة، نصهم بدهن تنسيق أو صيانة شاملة».
وختم: «قد ما الواحد ممكن يكون سعيد ومتحمس لأي إنتعاش بالبلد، راح ينصدم بسهولة إطلاق الوعود، ورمي الأرقام جزافاً راح يحبط الناس ويحطم آمالاها لما تلاقي أنه هي الوعود الخلبية ما عم يتحقق منها إلا القليل».
بدوره الصحفي المقيم في اسطنبول التركية، “ثائر حاج حمدان”، طرح مقارنة وقال إن عدد العاملين في الخطوط الجوية التركية البالغ 33450 عاملاً وعاملة، وهي تحتل المرتبة الثالثة عالمياً والأولى أوروبياً، واعتبر أن تصريح “الحصري” «مثال عن تصريح من عشرات التصريحات الأخيرة التي صدرت عن أفراد الحكومة السورية الجديدة التي تفتقد للمصداقية والخطة السياسية الواضحة والأمثلة كثيرة “ليس لدينا نية لإبادة الدروز، نحن سوريين، الخطة: 3-3-1..” فضلا عن الخطاب الطائفي في بعض التصريحات».
وتوالت المقارنات، ليقارن الصحفي “ياسين السويحة” الخطة الطموحة لحكومة بلاده مع واقع الحال في ألمانيا، التي وكما قال ورغم أن عدد سكانها أكثر بثلاثة أضعاف من سوريا، توظف 120 ألف موظف في قطاع الطيران المدني والعسكري والفضائي.
وأضاف: «دعنا نقول أن سوريا قادرة على توظيف هذا العدد، وفوقه ضعفيه عمال بناء وموظفي شركات إعمار للمطارات العرمرمية التي ستُبنى حتى في حويجة السوافي في الرقة. ليس هناك ولا حتى نصف الرقم. طبعاً لا تفاصيل حول التمويل ولا الجدوى الاقتصادية ولا الدراسات العمرانية والبيئية ووو».
في سوريا التي بالكاد تقلع فيها الطائرات، يبدو أن “خطة الإقلاع الكبرى” لا تزال على المدرج، بانتظار طائرات ليست في الخدمة، وتمويل بلا وضوح، وركاب قد لا يجدون مطاراً صالحاً للانتظار، فحين تفوق الأرقام الخيال، تصبح المقارنة مع الواقع ضرورة، لا شيئاً ثانوياً.