بلدية “القامشلي” تشترط “الفقر” للحصول على الوظيفة!
الكبار يبدؤون الحروب و”الفقراء” معنيون بإزالة أنقاضها .. طبعاً الفقراء الذين حولتهم الحرب لفقراء بعد أن كانوا من ذوي الدخل المحدود سابقاً!
سناك سوري- متابعات
إن كنت مهندساً .. طبيبً أو خريجاً جامعياً، لا يهم، حيث ستتمكن من الحصول على وظيفة “عامل نظافة” طالما أنك “فقير ومحتاج”، بحسب آخر الصيحات الحكومية للتوظيف في “سوريا”، هذه المرة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الذي يتيح بالتعاون مع مجلس مدينة “القامشلي” لأهالي المدينة فرصة الحصول على تلك الوظيفة ضمن مشروع النظافة الجاري تنفيذه حالياً بينهما.
ونقلت صحيفة تشرين عن رئيس مجلس المدينة “سهيل رهاوي”: «البرنامج يتضمن تعيين 150 عاملاً ضمن معايير وشروط محددة أبرزها، ذوو الإعاقة والأسر التي تعيل ذوي إعاقة، والفقراء والمحتاجون من أجل العمل في تنظيف الشوارع والساحات في أنحاء مدينة القامشلي وأحيائها الشعبية وجمع القمامة والأوساخ والأتربة والأنقاض منها»، “يعني عذراً من ثقافتك بس الكبار بيعملو الحرب والفقراء حصراً هني المعنيين بإزالة أنقاضها!”.
وذكر “رهاوي” أن «المجلس يقوم يومياً بترحيل نحو 100 طن من القمامة من شوارع المدينة وجميع الأحياء التابعة لها من دون استثناء، وذلك من خلال مشروع النظافة الجاري تنفيذه بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP بقيمة 70 مليون ليرة ولمدة ستة أشهر».
اقرأ أيضاً: مشفى حكومي يطلب من مراجعيه وثيقة “فقر حال”
وعنونت “تشرين” مادتها عن الموضوع بـ”الفقراء والمحتاجون للعمل بتنظيف الشوارع في القامشلي”، بشكل يُشعر القارئ بأن العنوان والمضمون المفصِّل لشروط مجلس المدينة يكمل كل منهما الآخر في الانتقاص من قيمة العمل الحر الذي يؤمن للإنسان لقمة عيشه ويبعده عن ذلّ الحاجة وسؤال الناس ويدفع للتساؤل إذا لم يقم هؤلاء العمال بعملهم من سينقذ المدينة من قمامتها.
ويعاني عمال النظافة في “سوريا” من نقص في الحقوق ومعاملة لاتليق برجل النظافة الذي ينظف بيئتنا وشوارعنا ويخفف من خطر انتشار الأوبئة والأمراض فيها، في حين تحتفل دول كبرى في العالم بعيد عامل النظافة بعمل نصب تذكاري له في إحدى ساحاتها العامة حيث يشاركه الجميع الاحتفال بيومه، فهل تتنبه الحكومة والمجتمع لأهمية عمل رجل النظافة وتحتفي بالشخص النظيف الذي يُنظف قذاراتنا المتراكمة بفعل إهمالنا وقلة مسؤوليتنا.
اقرأ أيضاً: هل تعلم أن عامل نظافة في سوريا يقبض 16 ألف ليرة شهرياً!!