تمكنت صورة قديمة لبرنامج “الحصن” الشهير الذي عاصره جيل الثمانينيات والتسعينيات السوري، من إثارة الشغب بذهني كمواطنة سوريّة. أنه تحول من نطاق الترفيه إلى واقع نعيشه بالحقيقة.
سناك سوري _ دمشق
برنامج “الحصن” الترفيهي الياباني، الذي بثّ من 1986 إلى عام 1990، لازال يشكّل جزءاً من ذاكرة السوريين ممن كانوا يجلسون أمام شاشة التلفزيون في كل يوم جمعة لمتابعته. مثلي يعني.
ولأن الواقع امتلأ بما هو غير متوقع عند السوريين، يأتي “الحصن” بفكرته مشابهاً لساعات حياة المواطن اليومية. بما تحمله من محاولات وقفز وركض واصطدام بالعوائق وصولاً للقلعة. (يلي هي عنا ننام آخر الليل بلا هم وغم).
اقرأ ايضاً:بذكرى انطلاقته الأولى.. أبرز برامج التلفزيون السوري القديمة
تقوم فكرة “الحصن” على فريقين “مهاجمين” (يعني نحن العامة)، و”المدافعين” والذي يتألف فريقهم من عدد من المصارعين والملاكمين. والمتقنين لكافة الفنون القتالية. (هدول بتعرفوا مين هني عالأرجح).
ويكون الامتحان الأول لفريق المدافعين المؤلف من مختلف الأعمار والطبقات الإجتماعية، هو التسلق على الجدار الإسمنتي العالي. ليتمكنوا من دخول الحصن وبدء المغامرات. (نحن كلنا اتسلقناه وصرنا جوا).
اقرأ أيضاً:هل تشيخ المقاهي أيضا.. نظرة على المقاهي الثقافية السورية
وتكمن المفاجأة بعد القفز منه ببركة من الوحل (نعيماً بس مافي حمام بمي سخنة مافي كهربا ومازوت اتحملوا). وفقرات المشي عالحبل. القفز على الصخور بنهر، الدخول في دهاليز وغيرها، والخاسر يخرج من اللعبة. (نيالو الخاسر عالقليلة كان يخرج ويرتاح).
صور نوعاً ما تشبه يوميات الشارع السوري، إلا أنه ليس بلعبة وتمضية وقت، بل حقيقة فالنهار فيه ما فيه من مطبات وصدمات. متوجة بنوع من الكوميديا السوداء.(نحن أهلا).
اقرأ أيضاً:جريمة في الذاكرة والجوارح ومرايا.. ماذا تذكرون من دراما التسعينات؟
وخلال عرض البرنامج والذي تبلغ مدة حلقته قرابة 40 دقيقة، يتم عرض لقطات للمسؤول عن الحصن ومساعديه. أثناء ضحكهم ونقاشاتهم حول وضع المشاركين.
وتنتهي رحلة “الحصن” ليلاً مع الناجين، ممن تمكّنوا من تجاوز كل عقبات يومهم ببال طويل ليظفر بالنصر نهايةً. ليبدو أن تعلقنا الطفولي بذاك البرنامج، غرس في أذهاننا الرغبة في أن نعيش تلك التجربة بحياتنا لاحقاً.
إلا أننا الآن دون “جونجي” المراسل بين الفريقين، ولا معلومات متبادلة بين الطرفين.