بعد عام على زلزال 6 شباط.. هل نجا الأحياء حقّاً؟!
في السنوية الأولى لكارثة الزلزال.. كيف تمرّ الذكرى على من عايشوه؟!
غيّر زلزال 6 شباط مسار حياة “مايا 30 عاماً”. التي عايشت رعب الركض ليلاً في شوارع مدينة “حلب” بحثاً عن النجاة. إذْ اختارت بعده السفر هرباً من الذكرى التي تلاحقها كيفما توجهت في أحياء مدينتها.
سناك سوري- ميس الريم شحرور
ربّما كان شعور الموت عاديّاً بالنسبة لصبيّةٍ شهدت موت أختها وخطيبها وقبلهما والدتها. لكنّها لم تكنْ مؤهّلة لمواجهة فقد جديد.
تقول “مايا” في حديثها لـ”سناك سوري”: «أوّل ما خطر ببالي حينها هو أهلي أو الباقون من أهلي داخل البلاد وخارجها، كيف سيعيشون الخسارات مرة جديدة».
في الطابق السادس في حيّ الحمدانية كان حلم “مايا” هو أن يكون الموت خفيفاً بحيث تكون أول الموتى لا آخرهم. لكنّ ذلك لم يحدث وبقيت مايا وعائلتها بخير مع حالة نفسية ستدفعها لاحقاً لاتخاذ قرار مصيري. بعيداً عن رائحة الموت المنتشرة في حلب.
السفر هرباً من الذكرى
قرّرت مايا التوجه نحو “هولندا” لتعيش مع أختها وأخيها المستقرّان هناك منذ سنوات خلت. برغم رفضها خطوة السفر سابقاً. لكنها تبرر قرارها بالقول: «الزلزال غيّر كلّ شي، صار بدي أهرب بأي شكل».
لا تختلف “نور” (35 عاماً) كثيراً في دوافع سفرها عن “مايا”. فهي أيضاً حسمت قرارها النهائي بشأن السفر بعد زلزال 6 شباط. الذي أنهى ترددها حيال السفر إلى الإمارات العربية المتحدة نظراً للسواد الذي بات يلفّ المكان.
بعد مضي عام واحد على تلك الذكرى الأليمة لا تعتبر “نور” نفسها من الناجين، وتوضح ذلك لـ”سناك سوري” بالقول: «نحن هاربون لا ناجون، كتبت لنا حياة جديدة نعم. لكن يجب أن يكون هناك تأريخ جديد للسوريين هو ما قبل وما بعد زلزال السادس من شباط».
خوف يتجدد
على المقلب الآخر لا يزال الشتاء باعثاً للألم والخوف لدى “رامي” وزوجته “ندى” وطفليهما. ومع كلّ هدير للرعد وارتجاف في نوافذ بيتهما الريفي تتذكر العائلة _التي بقيت تعاني من متلازمة ما بعد الزلزال لمدة ثلاثة أشهر_ خوف طفلهما وهو يحاول أن يقفز من النافذة في الطابق الخامس. في البيت الذي سكنته الأسرة في مدينة اللاذقية. والذي تخلت عنه بعد الزلزال على حساب الأمان والراحة النفسية.
يقول “رامي” : «بالطبع لا أنسى ولا يمكن أن أنسى صراخ أطفالي وأطفال الجيران». ويضيف: «لم أكن خائفاً سوى أن أرى أطفالي تحت الأنقاض، فكرت للحظة أنها النهاية، لقد نجونا نعم من الموت ولكنّنا لم ننجُ من آثارها».
وعلى مسافة زمنية قدرها عام واحد من تلك الواقعة التي خلفت وراءها 5,951 ضحيّة في سوريا. تمرّ الذكرى على السوريين الذين يرزحون تحت نير القهر من الغلاء المعيشي والأزمات المتواترة. ناهيك عن تشرد من فقدوا بيوتهم دون أن يحظوا بالتعويض الموعود. ذكرى تحمل معها مشاهد الموت والدمار. فماذا ينتظرهم أكثر ؟!