يوميات مواطن

بعد الزلزال.. أبحث عن منزل للإيجار ولا أجد

الهزات الارتدادية والزلزال جعلونا نبحث عن منزل آخر لنسكنه

لم أعتقد أنا التي ماتزال تعيش تحت تأثير صدمة زلزال 6 شباط، أني لن أجد متسعاً من الوقت للتفكير بالخوف، وها أنا أنشغل مع عائلتي بالبحث عن منزل للاستئجار.

سناك سوري – فتاة تبحث عن منزل للإيجار

في ليلة الزلزال الذي ضرب محافظة “اللاذقية” بداية شهر شباط الجاري. نزلنا أنا وعائلتي إلى الشارع ككل الناس الذين هربوا من منازلهم التي لم تنهدم خوفاً من أن تقع في أي لحظة في حال هزّت الأرض من تحتهم مرة أخرى.

بعد قضاء أكثر من ساعتين في المطر والبرد وبملابس المنزل دون دفء أو أمان في تلك الليلة. قررنا بعد أن جاء الصباح العودة للمنزل لكن بقينا في استعداد تام وقمنا بتجميع بعض الملابس بقرب الباب كي نهرب في حال عادت تلك الهزة القوية والطويلة.

لكن المنزل قبل الزلزال ليس كما بعده! فعند دخولنا للمنزل شعرناه بارداً مخيفاً غير آمن. قدماي كانت ترتجفان وأشعر بالبرد رغم ارتدائي لملابس عديدة فوق بعضها. وأثناء جلوسنا بالمنزل هزّت الأرض مرتين بشكل أخف من المرة الأولى. حملنا أغراضنا وركضنا بشكل سريع من المنزل. لنبقى عدة أيام خارجه خائفين أن نعود إليه.

اقرأ أيضاً: التعبير بأي طريقة بدون الإيذاء.. وسيلة ناجحة لتجاوز صدمة الزلزال

قررنا العودة للمنزل بعد مضي عدة أيام. واعتقدنا بأن الخطر قد زال. والأرض لن تهتز بشكل كبير بعد الآن. عدنا لكن لم أستطع النوم في غرفتي، وأصبح سريري مكان رعب بالنسبة لي. ففضلت النوم في غرفة والداي بجانبهما رغم يقيني بأنه لو حدث زلزال فسيصيب المنزل بأكمله ولن تنجو غرفة معينة. إلا أن شعوري بالحاجة للأمان جعلني أبقى بجانب والداي لأحصل على ساعة نوم في الليل.

وفي يوم استيقظت أكثر راحة من الأيام السابقة واعتقدت بأن الزلزال فعلاً قد مضى وذهب. لكنه كان غادراً وأرسل هزة ارتدادية كانت قوية بعض الشيء أعادتني لنقطة الصفر لنفس الخوف والرعب. حاولت أن أكمل يومي بهدوء وأنا أقنع نفسي بأنها هزة بسيطة ومضت. حتى أتى الليل وجاءت هزة ارتدادية أقوى من الأولى بقليل. هنا عدنا لنقطة البداية أنا وأهلي للخروج من المنزل لكن هذه المرة دون عودة إليه!.

قضينا ليلتنا خارج المنزل. وعند قرارنا بالعودة تفاجأنا بأن البناء السكني الذي نقطن فيه قد تعرضت عواميده للتصدع قليلاً وسقف منزلنا بدأ بالتفسخ. هنا أدركنا أننا بحاجة البحث عن منزل آخر للإيجار. لكن الموضوع ليس بالسهل فبعد أكثر من 4 أيام على البحث لم نجد أي منزل مناسب للسكن. إضافة إلى غلاء أسعار أجارات البيوت بشكل كبير. فكان أرخصها بـ 400 ألف ليرة سورية وأغلاها فوق المليون ليرة!.

وما زلت أبحث برفقة أهلي عن منزل للإيجار. بعد أن أصبحت العودة للمنزل الذي كنا نسكنه شبه مستحيلة وفيها مخاطرة لأننا لا نعلم في حال حدوث هزة ارتدادية جديدة بأنه سيبقى البناء مكانه أم يصبح ركاماً.

اقرأ أيضاً: عائلة محمد أمضت ليلة الزلزال تحت المطر .. لم نملك إلا رحمة الله
زر الذهاب إلى الأعلى