بعد أن كان طريقاً للموت أوتستراد “حرستا” يعود قريباً إلى الحياة

وكلفة إعادة التأهيل والصيانة تتجاوز 900 مليون ليرة سورية
سناك سوري – متابعات
اعتاد “أحمد الصيادي” سائق شاحنة المرور في رحلة عمله على طريق “حرستا” إلى أن سيطرت عليه الفصائل المسلحة منذ مايقارب ثلاث سنوات ، حيث يقول :«كنا نواجه أخطار الطريق وأخطار الفصائل المسلحة الذين يطلبون الكثير من المال لكي نمر، كان الطريق حينها من دون أمان منذ بدأت عليه عمليات القنص لقد أصبحنا نخاف على أنفسنا وعلى أولادنا والذي يذهب لا يرجع».
ويقول عاصم، وهو سائق سيارة أجرة على الطريق : «أرغب في العودة إلى عملي على طريق “حرستا – دمشق” بعد انقطاعي الإجباري في أعقاب وقوع “حرستا” تحت سيطرة الفصائل المسلحة فالطريق كان غير آمن يستغله المسلحون لقنص المدنيين والعسكريين على حد سواء مؤكداً أن الكثير من سائقي السيارات انقطعوا عن العمل ولزموا بيوتهم بعد قيام مجموعات مسلحة بقطع الطريق وإرغام الركاب على النزول من السيارة بقصد خطفهم أو قتلهم».
ويقول التاجر “أبو علاء” إنه يضطر إلى التسوق من “حمص” أو “حماة” عوضاً عن “دمشق” التي كانت سوق “الحميدية” فيها تزوّد أسواق “سوريا” بما تحتاجه من بضائع بأسعار مناسبة.
هكذا وصف سائقو الشاحنات الطريق البرية بين “دمشق” والمحافظات الأخرى خلال فترة سيطرة المجموعات المسلحة على منطقة “حرستا”، حيث بات طريق مدخل “دمشق” الشمالي البري، شبه متوقف، بسبب متابعة الجيش السوري فلول المجموعات المسلحة، فانخفض عدد الشاحنات المتنقلة عليه وهذا ما دفع الجهات المعنية لتأمين البديل حيث قامت السيارات والشاحنات طوال إغلاق طريق”حرستا” باستخدام طريق “التل” في “ريف دمشق” ، واضطر المواطنون للعبور منها هرباً من رحلتهم المحفوفة بالمخاطر على طريق “حرستا” .
وكان الطريق قد أغلق بعد أن سيطرت المجموعات المسلحة على منطقة “حرستا” ، وبقي مغلقاً أكثر من ثلاث سنوات حفاظاً على أرواح المواطنين الذين تعرض عدد كبير منهم للقنص على أيدي المجموعات المسلحة، إضافة إلى قيامها بتفخيخ الجزء الأكبر من الطريق بالعبوات الناسفة والألغام شديدة الانفجار ، عدا عن إقامة سواتر خفية في أحياء “حرستا” المحاذية للطريق الدولي باتجاه “دمشق” وبالعكس لقطع الطريق وقنص من يسير عليه، حيث عدت مصادر أهلية طريق مدخل مدينة “دمشق” الشمالي من جهة “حرستا” الأخطر على حياة مستخدميه لكثرة وجود المسلحين على جوانبه ما جعله منطقة خطف نموذجية لا يعود من يقع في شباكها إلى بيته غالباً.
المواطنون اليوم يترقبون عودة الحياة إلى شريان الغوطة الرئيسي الذي يمكنهم من الاستخدام الآمن للطريق ، بعد أن أعلنت الحكومة السورية سيطرتها على “الغوطة” وبدء إجراءات صيانة وإعادة تأهيل الطريق والتي تتجاوز كلفتها 900 مليون ليرة سورية.
المهندسة لوسيندا دحدوح معاون المدير العام للمؤسسة العامة للمواصلات الطرقية أشارت إلى أن ورشات المؤسسة عملت على تعبيد وتزفيت الطريق بمواصفات عالية الجودة من جهة “حرستا” بطول 4 كم تبدأ من البانوراما حتى جسر “الضاحية” كمرحلة أولى وقد بلغت نسبة الإنجاز فيها أكثر من 50% ، لافتة إلى وجود مرحلة ثانية لمشروع إعادة تأهيل وصيانة أوتستراد “حرستا” تبدأ من جسر “الضاحية” وحتى جسر” بغداد” بطول 13 كم وسوف يتم المباشرة فيها بعد تأمين الطريق والجسور والأنفاق بشكل كامل والكشف عليه من قبل الجيش وذلك وفقاً لجريدة تشرين المحلية ، مضيفة أنه ليس هناك وقت محدد لوضع الطريق في الخدمة، وأن الورشات العاملة على تأهيله تعمل بكامل طاقتها، ولا يمكن فتحه إلا بعد أن تنتهي هذه الورشات من عملها.
اقرأ أيضاً : النقل تنفي فتح طريق “حرستا” وعودة حركة المرور عبره