الرئيسيةيوميات مواطن

بعد أن تُركوا وحيدين.. أهالي “الرقة” يخترعون آلة لمساعدتهم في إعادة إعمار مدينتهم

الآلة المخترعة توفر مئات الآلاف من الليرات في الوقت الذي يبحث أبناء المدينة عن أي بارقة أمل تعينهم لبناء منازلهم من جديد

سناك سوري-متابعات

ابتكر أهالي “الرقة” آلة جديدة تساعدهم في عملية إعادة إعمار منازلهم المهدمة بفعل المعارك والحروب وغارات التحالف الدولي خلال فترة سيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي.

الآلة تساعد على تقويم أسياخ الحديد التي يجلبها الأهالي من الأبنية المهدمة بفعل غارات التحالف الجوية سابقاً، ويقومونها عبر الآلة المُخترعة لتصبح جاهزة من جديد لاستخدامها في البناء.

يتجاوز الرقاويون آلامهم مُجبرين، فمدينتهم تحتاج إلى سواعد وأفكار مبتكرة من أجل المساعدة في إعادة إعمارها، بعد انفضاض الدول التي وعدتهم بالمساعدة بعد أن تاجرت بهم خلال فترة سيطرة “داعش” على المدينة المنكوبة، يقول “أحمد عبد الحافظ” في لقاء نقلته وكالة “هاوار” متحدثاً عن الآلة الجديدة: «نحضر أسياخ الحديد من الأبنية المهدمة، ونقوم بتقويمها عبر الآلة فالأسياخ المعوجة غير صالحة للاستخدام إلا إذا تم تقويمها من جديد».

تتألف الآلة بحسب “عبد الحافظ” من «شنجمان محرك سيارة، محرك ثلاثي الطور، تيار كهربائي ، أميال متعاكسة من الحديد الصلب، لوحات تحكم يتم من خلالها تمرير القضبان الحديدية من 6مم-8مم-12مم-16مم».

اقرأ أيضاً: الرفاق يعيدون إعمار ماتهدم بالشعر والدبكة !!!

وأطلق الرقاويون على الآلة اسم “سوق الحديد”، وتتواجد في “شارع الماكف” شرقي المدينة، وقد ساهمت بتأمين عشرات فرص العمل للشبان، الذين يقومون بجمع أسياخ الحديد بهدف إحضارها وتقويمها من جديد قبل أن يتم بيعها بأسعار أقل من أسياخ الحديد الجديدة، وبحسب الوكالة فإن أكثر من 900 مواطن يعملون في مجال جمع الأسياخ الحديدة من الأبنية المهدمة.

وتلقى إقبالاً واسعاً من قبل الأهالي الذين لا طاقة لهم بشراء الحديد الجديد، وقد ساهمت هذه الآلة بتوفير آلاف الليرات لهم، سيستفيدون منها في أدوات البناء الأخرى.

ويبلغ سعر كغ من أسياخ الحديد الجديدة 270 ليرة سورية، في حين يبلغ سعر كغ واحد من الأسياخ الحديدة التي تم تقويمها عبر الآلة 160 ليرة سورية فقط.

ورغم محاسن الآلة وما وفرت من فرص عمل لشبان المنطقة من جهة، وتأمينها الحديد اللازم للبناء بأسعار قليلة من جهة أخرى، إلا أن بعض المواطنين يخشون من أن تكون تلك الأسياخ التي تعرضت للحروب والغارات والتفجيرات قد فقدت قوتها ما ينذر بالمزيد من الكوارث مستقبلاً، بحسب ما قالت مصادر محلية لـ”سناك سوري”.

ومنذ دحر تنظيم “داعش” من المدينة أواخر شهر تشرين الأول من العام الفائت، ورغم الوعود الكثيرة التي قُدمت لأهالي “الرقة” بتمويل إعادة إعمار مدينتهم، إلا أن أياً من الدول الغربية أو التحالف الدولي بقيادة “واشنطن” لم يفو بوعودهم في حين يعاني سكان المدينة الأمرين في حياتهم اليومية التي تؤرقها ألغام “داعش” والأبنية المهدمة، وركام المعارك الذي يملأ الشوارع.

اقرأ أيضاً: “موسكو” تحاول إحراج “واشنطن” في مجلس الأمن: الرقة في حالة خراب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى