المعهد العالي للفنون المسرحية رفض قبول “تيم حسن”، ما اضطر الفنان للعمل ككومبارس مدة عام كامل!
سناك سوري-متابعات
كشف الفنان السوري، “تيم حسن” عن بداياته مع التمثيل والصعوبات التي عانى منها، في بداية مشواره الفني، وكيف تم رفضه أول مرة من قبل لجنة القبول في المعهد العالي للفنون المسرحية.
“حسن”، ومن خلال مقالة له نشرتها شبكة CNN، قال إن المرة الأولى التي دخل فيها المسرح كانت عام 1995، بصفته كومبارس غير ناطق، في مسرحية “الطيب الشرير والجميلة”، على مسرح “القباني”، وكان حينها خائف جداً، «ليُربت جمال العلي على كتفي وقد كان واحدا من أبطال المسرحية وقتها، إلى جانب أندريه سكاف ونضال سيجري رحمه الله وآخرين قائلا: “يا زلمة خايف ومتلبك وما عندك كلمة وحدة، أنا صارلي 16 سنة داخل طالع على خشبة هالمسرح، خدها مني لا تحملها كثير استمتع بتمشي الأمور”، ثم دخلنا عمق المسرح ليكون مشهدي الأول أمام جمهور».
بعد ذلك وخلال ذلك العام قدّم “حسن”، 3 عروض أخرى، تراوحت مشاهده فيها بين كومبارس غير ناطق، أو كومبارس بجملة صغيرة، وفي أحد العروض كان مسؤول إكسسوارات فقط، وأضاف أنه تعلم الكثير من هذه المرحلة في حياته.
صدفة مع ممدوح عدوان
يتابع الفنان السوري، الذي يعرض حالياً مسلسله “الهيبة” على القنوات العربية، راوياً تفاصيل بداياته، وقال إنه في ربيع عام 1995، كان يبحث عن رقم صديقه “زياد عدوان”، وحين رنّ الهاتف الأرضي ردّ عليه والد صديقه الكاتب الراحل “ممدوح عدوان”، وأضاف أنه سأل صديقه لاحقاً، إن كان المعهد العالي للفنون المسرحية يحتاج إلى دوام، «لكم أن تتخيلوا كم ضحك زياد ووالده رحمه الله!!».
في الحقيقة يبدو تساؤل “حسن” هذا مشروعاً، فعدد كبير من الكليات والجامعات، لم يكن الطالب فيها يحضر سوى خلال الامتحانات فقط.
اقرأ أيضاً: مسلسل الهيبة يتحول إلى عمل سينمائي
لجنة القبول رفضت تيم حسن!
“حسن” الذي تحول اليوم بحسب رأي كثير من الجمهور إلى نجم، كشف أنه حين تقدم للمعهد العالي للفنون المسرحية أول مرة، رُفض من قبل لجنة القبول، وأضاف: «قررت أن أصارع حتى أدخله، وواحدة من ضرائبه كانت عملي الاختياري بصفة “كومبارس” عاماً كاملاً، لأتجهز عملياً وليس نظرياً فقط، حتى يحين موعد تقديمي لامتحان العام المقبل أمام لجنته».
يتابع “حسن” قصّ حكايته مع المعهد العالي، وكيف اختاره المخرج “حاتم علي”، واصفاً إياه بالمخرج الكبير، ليمثل أدوار كثيرة، ويضيف: «مهمتنا بوصفنا ممثلين ليست منفصلة عما يحيط بها، ولهذا سُقت البدايات متحدثا عن نفسي، وأنا أجزم أنّ لكثيرين قصصهم على اختلاف التفاصيل، لأن الرحلة بين إعداد الممثل وجهوزيته في مرحلة ما/ ليس لها نتيجة تُذكر بمعزل عما حولها، بدءاً بالإنتاج وقراراته هل نكلف المخرج الفلاني أم لا؟ هل يوّكل الكاتب الفلاني أم لا؟ هل نستثمر في الموضوع هذا أو لا؟ أم نركز على مواضيع أخرى؛ تتداخل في هذا كله رقابة عامة، وذاتية، وظرف عام طبعاً».
الظروف
“حسن”، اعتبر أن الظروف تحتم على الجميع، إيجاد سبل للعمل، بدافع العيش والوجود والمنافسة، متسائلاً ما الحل مع تغيرات كبرى، أخذت بلداً كاملاً، ومنطقة بأسرها بعيداً، فأصبح الفن بشكله هذا، وربما برمته أمراً صعب المنال.
ويضيف: «هكذا.. تفرق الممثلون والكُتاب والمخرجون وأصبحت فكرة الاستمرار مع أقل الضرر الفكري والفني والمادي هي السائدة وهي الواقع والواقعية… وتشظى الكُتاب فتحولوا ورشاً للكتابة متفاوتة المستوى، وهو أمر له بعض الجوانب الجيدة، خصوصاً إن توفرت مواهب ومهارات، ولكنه في رأيي ليس كروح واحدةٍ جامعة في قلم كاتب جيد، إلا اذا أُديرت هذه الورشات، من قبل كاتب متمرس ينظم الآلية بين الكتاب، وفق مسار محدد، وأهداف محددة ، وعلى أي حال لايزال هذا النظام في خطواته الأولى».
ورأى الممثل السوري، أن العمل في “لبنان” بات البوابة الأوسع للطَعم السوري ممزوجاً مع اللبناني، «بمعايير جديدة فـعَّـلها وأدارها المنتج الكبير صادق الصباح بذكاء، ليبني عليها النوع الجديد هذا».
“حسن”، أكد أن قسم الدراسات المسرحية في المعهد العالي للفنون المسرحية، «منبع مفترض، مليء بتاريخ من المواهب أخص من هم في وقت دراستي، ومن سبقنا مثل د. أسامة غنم، ولكنهم بين معتكف، وبين غير راغب في التلفزيون الحالي، أو حتى السابق كمضمون استهلاكي، وبين غير قادر، أو رافض لخلق المعادلة مع الظرف التسويقي المستجد، والنتيجة أننا ننتظر فقط».
اقرأ أيضاً: بين ديمة قندلفت وتيم حسن من ينير سما الهيبة؟
وأكد أنه لا يضمر أي عتب على أي كيان علمي كالمعهد المسرحي، أو من هو خارجه، فهم يخضعون لظروف وتبدلات شأنهم شأن الفنانين، وأضاف: «الآن ما يجري هو أننا نحن الممثلون أينما كنا خارج، أو داخل سوريا، نقوم بالعمل والاستمرار فيه حكماً لأنها مهنتنا وحرفتنا، ولابد من ذلك، ففي السنوات الأخيرة ، ولأسباب _شخصية وعامة _سعى الجميع ومنهم أنا، لتثبيت الوجود والاسم، كرافد غير مباشر في عين البعض، وأراه أنا مباشراً، لدراما بلدي وأرى هذه المسلسلات على بعض الشوائب التي فيها، والتي ليس لدينا يد فيها كما أسلفت… أراها اجتهاداً ومجهوداً في طريق صحيح».
وطرح مثالاً على حديثه شراكته «مع المخرج الصديق سامر برقاوي، وأرى قيمتها تكمن في الجهد الكبير ضمن ظرفها الذي خُلقت فيه، وكيف استطعنا مع الشركة المنتجة الوصول إلى الجمهور العريض، من خلال درامات محببة، قد لا يراها الناقد على أنها من الوزن الثقيل، ولكن مشاهداتها الكبيرة تستحق التوقف والدراسة النقدية العلمية»، في إشارة منه إلى مسلسل “الهيبة”.
أسئلة كبرى
“حسن”، قال إن الأسئلة الكبرى تكمن «حول غياب النصوص المنشودة عن قطاع من الجمهور لا يستهان فيها؛ أضف إليها وجود دخلاء وجهلة على كل قطاع من المهنة أصابها في مقتل».
وأضاف متسائلاً، «عما ستكون عليه الحال في السنوات المقبلة، مع كل الصعوبات التي تحيط بمهنة لطالما أُلبست لباساً فضفاضاً، وتوقع منها الناسُ الكثير كما ومنا الكثير؟، ونحن حقيقة في مطبخها وداخلها حائرون وقلقون كما تلك اللحظة عام ١٩٩٥ في كواليس مسرح القباني، الخبرة زادت نعم ولكنّ الأسئلةَ في مكانها، وكبرت وزادت عمقاً: ماذا في المستقبل وهل من كُتَّاب ومجددين، فهُم عمودها وروحها وعمادها، هل من فرج.. ومُنجد؟».
يذكر أن الجزء الرابع من مسلسل “الهيبة”، بعنوان “الهيبة الرد”، بدأ عرضه مطلع شهر تشرين الثاني الجاري، وقد أحدث ردود فعل متباينة، بين معجب به، ومنتقد له، بخلاف الأجزاء السابقة التي حققت شهرة واسعة.
اقرأ أيضاً: بعد الهيبة … تيم حسن يبدأ بالـ أنا