بردان يلجأ إلى بطانية الأمم المتحدة بدلاً من جاكيتات الوطن الشتوية
سعر الجاكيت الشتوي يعادل راتب شهرين .. ألف كلمة بطانية ولا اتخورف بالسعر يا خديجة

مع أول لسعة برد، وغيمة خريف ثم مطرة مرتبة دق ناقوس الشتاء جيبتي للبحث عن “جاكيت شتوي لي ولأسرتي”، كوني اعتزلت التفكير بالتدفئة باستخدام الوقود. ورسمتُ المدفأة على الجدار كذكرى لوسائل تدفئة السوري القديم.
سناك سوري_ بردان خليل بردان
ولأن الجو بارد، وملابسي أرق من خاطري القابل للكسر دائماً. قررت الاستعانة بزوجتي القنوعة، ذات الكلمة المسموعة ، ففتحت الفيسبوك واختارت فوراً مجموعة. تباع فيها الملابس وتعرض كتجارة مشروعة، والأمور كانت إلى هنا “مبلوعة”.
لكن سعر جاكيت شتوي نسواني طويل 100 ألف ليرة يا للروعة، وهو ملبوس سابقاً وعلى ذمة البائعة لبسة واحدة فقط، فكرت بغرض هذه اللبسة من صاحبته القنوعة فلم أجد، ففكرت بمن لبسته هل كانت شخصية مخدوعة؟ فربما لبسته شخصية عادية تريد بيعه لشراء حاجات ضرورية، أو تستبدل دفئاً فردياً فتعبئ بـ 100 ألف ليرة دفئاً جماعياً مكبوساً بدابو مدفأة وتحلف يميناً معظّماً ألا تخرج من المنزل إلا والشمس ساطعة والأرض يابسة والسماء صافية والأزهار ندية ولا داعي لتحمل شمسية.
علقتُ خطوتي نحو البحث الواقعي عن جاكيت لزوجتي. لأن رأسي لا يسأل إلا كيف سيكون سعر الجاكيت الجديد المعلق على الواجهة. وسط أسهم ارتفاع وهبوط السعر العالمي للعملة وأنباء المجالس الأسرية وأحاديث التواصل الاجتماعي عن توقعات بتخطي سعر الجاكيت الشتوي 350 ألف ليرة سورية والاستعانة بالبطانية. كيف لا وقد لسعتني أسعار سوق الأطفال قبل عقد العزم على النظر فقط. ومن حب الاطلاع على الفواتير المعروضة علناً، خصوصاً أن طقم ولادي مع جاكيت ضد المطر مبطن فرو وصل إلى 300 ألف ليرة سورية أي راتبين ونصف لموظف (دفيان من دمه المغلي).
ربما يسخر البعض من رمي كلمة بطانية كحل بديل للجاكيت. لكنها كانت حلاً معتمداً للدفء في بعض البيوت في الأعوام الماضية. كون الحكومة (الله يخليلنا ياها) لم تخترع بعد قرض الجاكيت، ليبقى حل البطانية وليست أي واحدة. بل بطانية المساعدات أو المعونة القادمة من الأمم المتحدة. بكل هيبة ووقار تحمل في طياتها الحنان والمساعدة على الدفء، تحتل النكات، و غرف غالبية السوريين ،فيما وصل سعرها العام الماضي وهي (غير مخصصة للبيع عأساس) إلى 13 ألف ليرة واليوم راح سعرها يبدأ من 50 ألف ومنهم من يبيعها ب75 المبطنة .
بطانية دبل ب75 ألف ليرة يمكنها منحي الدفء من فوق لتحت ومع طاقية أيضاً، أما الجاكيت فسيدفئ جذعي وسأحتاج لطاقية .. أعرف أن البطانية سهلة البلل لكن يمكن الاستعانة بالشادر الأممي.. «ألف كلمة بطانية مساعدات ولا اتخورف بسعر الجاكيت يا خديجة!»