أخر الأخبارالرئيسيةتقارير

بانتظار الأمان.. الخوف يطرد الأطفال من مقاعد الدراسة بالساحل السوري

أكثر من 100 ألف طالب وطالبة لا يذهبون إلى مدارسهم في الساحل السوري

يغيب أكثر من 100 ألف طالب وطالبة عن مدارسهم في الساحل السوري منذ صباح الأحد 9 آذار 2025 في ظل استمرار حالة الخوف والفلتان الأمني في مناطقهم.

سناك سوري-خاص

يقول “أحمد” وهو طالب بكالوريا مهنية أن مدرسته يونس حبيب مغلقة منذ يوم الأحد 9 آذار وقد تعرضت لتخريب كبير نتيجة الأحداث الأمنية التي مرّت بها المنطقة مؤخراً.

المدرسة التي تضم العديد من التخصصات مثل الفنون الجميلة والتجارة والمعلوماتية وتقنيات الحاسوب، تحتاج لصيانة قبل أن تعاود استقبال الطلاب كما يبدو.

والدة “أحمد” تؤكد أنها لا تجرؤ على إرساله للمدرسة حتى ولو عادت للعمل حالياً مشيرة إلى أنها لا ترسله حتى للدروس الخصوصية خارج الحي فالوضع غير آمن والقلق يسيطر على حياة الناس. وتشير إلى أنها تفضل أن يخسر الشهادة الثانوية هذا العام على أن تخسره.

لا يختلف الأمر في معظم المدارس ضمن المناطق التي تعرضت لهجمات ومحيطها والتي يفتقد أهلها الأمان ولا يجرؤون على إرسال أطفالهم إليها منذ يوم الخميس كما تقول معلمة في المدرسة فضلت عدم الكشف عن اسمها.

تقول معلمة في مدرسة على أوتستراد الثورة باللاذقية أنهن يذهبن للعمل كل يوم لكن الأهالي لا يرسلون أبناءهم سواء في مدرستها أو في المدارس الأخرى المحيطة بالمنطقة.

كما ينسحب الأمر على مدارس الأحياء المتضررة في مدينة جبلة مثل الجبيبات والضاحية والرميلة والعسالية..إلخ،.

مدارس بانياس أيضاً تعاني من نفس المشكلة ويمتنع من تبقى من أهالي الأحياء التي شهدت مجازر وانتهاكات مثل حي القصور عن إرسال أطفالهم إلى المدارس نتيجة الخوف.

لا تعليم في الريف منذ أسبوعين

وضع التعليم في الريف يبدو أكثر سوءاً، حيث يتغيب الطلاب عن المدارس بشكل شبه كامل في معظم أرياف اللاذقية والقرداحة وجبلة وبانياس وطرطوس ضمن المناطق التي شهدت أحداثاً ومحيطها.

تقول أم في قرية “الزوبار” التابعة لناحية البهلولية، لـ”سناك سوري”، إنها ترفض إرسال أطفالها إلى المدرسة حالياً بانتظار التأكد من الأمن والأمان بشكل كامل، وتخشى الأم من تكرر المأساة مرة أخرى وتقول أنها لم تستطع أن تلمس أي إجراءات حكومية على أرض الواقع من شأنها بث التطمينات بشكل جدي بين الأهالي.

لا يختلف الحال في قرية “برابشبو” حيث توقف التعليم بشكل كامل أسوة بقرية “الزوبار” أيضاً.

في القرى التي شهدت مجازر كبيرة مثل “المختارية” و”صنوبر جبلة”، لا تعليم إطلاقاً، ومعظم من تبقى على قيد الحياة من الأهالي نزحوا مع عوائلهم إلى القرى القريبة أو منازل أقاربهم، نتيجة إحراق بيوت معظمهم وحالة الفلتان الأمني التي ماتزال تشهدها تلك المناطق خصوصاً صنوبر جبلة.

وفي صنوبر جبلة لقي معلمان حتفهم في المجزرة، مثل المعلم “عنان خير بك”.

في ناحية المزيرعة أكد أهالي أنهم لن يرسلوا أطفالهم حتى يستقر الوضع، وأكدوا أنهم ينتظرون أيضاً إجراءات إغاثية حكومية تؤكد اهتمام دولتهم بهم.

في قريتي “القطرية” و”مزار القطرية” الحال مشابه المدرستين الابتدائية والأخرى إعدادية وثانوية مغلقتان ولا دوام منذ أسبوعين، وعلى الرغم من استقرار الوضع خلال اليومين الفائتين، إلا أن مشاهدة رتل عسكري مؤلف من نحو 20 سيارة اثنان منها عليها دوشكا، مرّ على طريق القرية يوم أمس الأربعاء، كان كافياً لإثارة الهلع والذعر مجدداً بينهم، ما قد يؤخر عملية عودة الطلاب إلى مدارسهم بحال استمرت تلك المظاهر.

في قرى “السامية” على طريق الحفة وكلماخو وعين العروس لم تستقبل المدارس أي طلاب بعد، كذلك الحال في ناحية الفاخورة التي وثق سناك سوري توقف التعليم في 4 مدارس بها، مثل بسيقا الغربية واسطامو وحرف الهوى والشامية.

وقال مدير إحدى تلك المدارس لـ”سناك سوري”، إنه أعاد افتتاح المدرسة منذ يوم الأحد مطلع الأسبوع الجاري، ومع ذلك لم يحضر إليها لا معلمون ولا طلاب، فكان يكتفي بافتتاحها لمدة ساعتين يومياً ثم يعود إلى منزله.

والد أحد الطلاب في مدرسة اسطامو، قال لـ”سناك سوري”، إنه يفضل بقاء ابنته الصغيرة بجانبه خوفاً من أي اضطرار لهروب نحو البراري مجدداً، مشيراً أنه لن يرسلها قبل عودة الأمان بشكل كامل وانتهاء المخاوف من تكرار أي هجوم مشابه مجدداً.

مدارس فارش كعبية والحمام واسقبلة ومعظم القرى الواقعة على طريق بانياس القدموس أيضاً لم يعد الطلاب إليها. ويشير الأهالي إلى استمرار مخاوفهم من تكرار الجرائم والانتهاكات التي وقعت.

مدارس ريف حماة

بدورها مدارس القرى المتضررة في ريف حماة الغربي ماتزال تفتقد طلابها وبعضها مغلق بشكل كامل مثل قرية أرزة أو قرية التون والتين شهدتا مجازر مروعة بحق المدنيين.

جبلة وريفها

يتفاوت الدوام في مدارس مدينة جبلة، ففي مدرسة “العزة” على سبيل المثال الدوام اعتيادي دون أي تغيير، مقابل نسبة دوام 10% في مدرسة الفيض بحسب ما ذكر موجه تربوي لـ”سناك سوري” مفضلاً عدم الكشف عن اسمه، وأضاف أن المدارس مغلقة في حي “الجبيبات” الذي شهد أعمال عنف كبيرة مؤخراً. وأكد أن الدوام متوقف تماماً في المجمع التربوي بمدينة جبلة.

وبحسب أحد الأهالي فإن بعض مدارس الريف افتتحت مع بداية الأسبوع الجاري، ويحضر إليها عدد من المعلمين، لكن الطلاب لا يحضرون نتيجة مخاوف من توترات مفاجئة من جهة، ولأن حالتهم النفسية وحالة أهلهم مدمرة تقريباً من جهة ثانية، كما هو الحال في مدرسة القطيلبية مثلاً.

كما توقف الدوام في مدارس “حريصون” (ريف بانياس)، و”محورته” و”سربيون” و”دوير بعبدة” و”قرفيص” بريف جبلة. وقالت موجهة تربوية لـ”سناك سوري” مفضلة عدم الكشف عن اسمها، إن معظم مدارس ريف جبلة القريبة من الأوتستراد مغلقة تقريباً حالياً، ولا يأتي التلاميذ إليها بينما بدأ الكادر التدريسي الدوام فيها منذ مطلع الأسبوع الجاري، مشيرة أن المخاوف ماتزال كبيرة لدى الأهالي الذين لم تنجح كل دعوات مدراء المدارس في إقناعهم بإرسال أطفالهم.

ويقدر عدد الطلاب الذين لا يشعرون بالأمان ويمتنعون عن الذهاب إلى مدارسهم منذ 9 آذار حتى الآن بأكثر من 100 ألف نسمة.

زر الذهاب إلى الأعلى