سناك سوري يتجول في بلدة “حيط” ويستمع إلى شهادات الأهالي
سناك سوري-هيثم العلي
رغم خسارته لمنزله جراء المعارك، فإن ابن بلدة “حيط” بريف “درعا” “أنس المصري” لا يبيع فرحته لأحد ولا بأي ثمن، وأخيراً سيتمكن من العودة إلى البلدة بعد طرد “داعش” منها، وانتهاء سنوات الحصار الذي كان يفرضه التنظيم على البلدة التي كانت خاضعة لسيطرة الفصائل قبل أن يسيطر “داعش” بشكل نهائي عليها قبل عدة أيام، وتدخل القوات الحكومية وتطرده منها بشكل كامل.
يقول “المصري” لـ”سناك سوري”: «تهجرنا من البلدة منذ سنة وتسعة أشهر بسبب المعارك وحصار داعش لها، أقمنا بمنزل في طفس بثلاثين ألفاً في الشهر، نأسف لكل من ساهم بتدمير بلدنا، لكن الهمم قوية وستعيد البلد إلى ماكانت عليه قبل الحرب».
يروي الرجل الأربعيني كيف كانت أيام الحياة في ظل حصار “داعش” فيقول: «أهلنا استعانوا واعتمدوا بأيام الحصار على خضروات القرية من بندورة وبطاطا وخيار، وعلى مواشي البلدة لتأمين الحاجيات من الألبان، بالإضافة لتقنين الاستهلاك ما أمكن».
وأنهت سيطرة القوات الحكومية بعد دخولها بلدة “حيط” معاناة الأهالي الذين مثلت مقاومتهم “داعش” في منطقة “حوض اليرموك”، لعدة سنوات إحدى ملاحم الصمود في وجه التنظيم في ظل الأوضاع الإنسانية السيئة التي عاشتها البلدة بعد أن تحولت إلى ساحة حرب نتيجة الحصار الخانق الذي فرضه عليها التنظيم عقب سيطرته على بلدات “تسيل” و”سحم الجولان” و”جلين” المحيطة بها أواخر شهر شباط 2017.
وبعد ساعات قليلة من انتشار القوات الحكومية على نقاط التماس في “حوض اليرموك” الأسبوع الفائت، شن التنظيم هجوماً واسعاً على بلدة “حيط”، آخر معاقل فصائل المعارضة داخل “حوض اليرموك”، واستطاع السيطرة عليها إلى حين دخلتها القوات الحكومية يوم أمس الجمعة.
“نضام الصفوري” أحد أهالي البلدة يجلس تحت شجرة تين أمام منزله يستعيد تاريخ “حيط” وشبابها الذين صمدوا بوجه تنظيم “داعش” لسنوات، يقول لـ”سناك سوري”: «حطمونا دول الخليج سكروا الحدود علينا “الجريح ما بيطلعوا”، قدمت حيط أكثر من 170 شهيداً دافعوا عن البلد ولولاهم لكنا اليوم سبايا مع أطفالنا ونسائنا بيد داعش، ولولا صمود هذه البلدة لتمدد داعش للقرى الشرقية».
يضيف: «عانينا لسنوات من نقص المواد الغذائية والتموينية الأساسية بسبب انقطاع الطرقات ونقص في المستلزمات والتجهيزات الطبية والأدوية وغياب حليب الأطفال الذي استعنا بحليب المواشي عنه، كنت أعصر 400 تنكة زيت وزيتوني اليوم كلو صار يابس، والحمد لله رح ازرعهن من أول وجديد، نحنا سنحافظ على بلدنا مو الغريب إلي يحافظ عليها».
اقرأ أيضاً: “درعا”.. القوات الحكومية مع المعارضة سيواجهون “داعش” في الجنوب
«سر صمود البلدة هو قضيتنا فهي قضية “أرض وعرض”»، كما يقول “نادر غزاوي”، ويضيف: «وقفنا بوجه تنظيم داعش بعد كشف أهالي حيط للتنظيم منذ بدايته ووقفنا جميعاً إلى جانب الفصائل لما رأيناه من جرائم قام بها التنظيم بحق أبناء القرية التي سيطر عليها، من حرق جثث بعض المدنيين وقطع الرؤوس بالإضافة إلى اتحاد الفصائل في البلدة ومقاتلة التنظيم تحت راية واحدة وهي رد العدو الذي يحرق الأخضر واليابس، ويسبي النساء والأطفال فلا يخلو بيت من بيوت أهل حيط من ضحية أو جريح بفعل التنظيم القاتل، للأسف إعدامات ميدانية عديدة نفذها جيش خالد (يقصد داعش) ضد عشرات المدنيين من أهالي البلدة بحجج مختلفة كالتعاون مع الجيش الحر ومساعدتهم في كشف مواقع التنظيم وقصفها».
الحاجة “حمدى الطعاني” التقاها “سناك سوري” أمام الجامع الذي يحاذي “وادي العلان” قالت بكلمات مفعمة بفرحة التحرر من التنظيم: «اليوم عدنا لبلدنا “للشرش تبعنا” لحضن الوطن أعطونا الخبز بيد والسلاح باليد الأخرى دمرتنا السعودية، ربع الذقون هي من خربت بيتنا ودعمت الدواعش، اليوم قوات الجيش دخلت البلدة وريحتنا من الخنازير “داعش”، ونحنا مبسوطين عدنا لمنازلنا بعد تهجير 4 سنوات».
“الطعاني” تريد كما كل أهالي البلدة عودة الخدمات بسرعة، تضيف: «بدنا إعادة الكهرباء والمياه للبلدة لأننا نعاني من غياب المياه والكهرباء وإعادة البناء، “حق خبز” ما معهم أهلنا شجرنا يبس ومشاريعنا يبست، بلدتنا بلد خير تشتهر بالشجر نزرع الأشجار الباكوريا والحمضيات والكوسا، البلد محطمة صارلنا خمس سنوات نعاني، اليوم سنعود نحصد ونزرع من جديد».
اقرأ أيضاً: داعش يهاجم قرية في الجنوب وأنباء عن ضحايا بين المدنيين