أخر الأخبارالرئيسية

بالصور .. متحف لآلاف القطع التراثية والأثرية في مضافة

قطع نادرة حواها المتحف لا تقدر بثمن

سناك سوري – ضياء الصحناوي

بعد ثماني سنوات من العمل المتواصل، في الجمع والبحث والتنقيب، حوّل الشاب “عصمت أبو زين الدين” مضافة أجداده البازلتية القديمة في مدينة “شهبا” التابعة لمحافظة “السويداء”، إلى متحف متكامل للتراث والآثار الموغلة في القدم، مطلقاً عليها اسم “مضافة أهلنا” كناية على أنها مفتوحة للزيارة في أي وقت، حيث تضم آلاف القطع المختلفة العائدة لحقب وحضارات قديمة، وصولاً إلى منتصف القرن العشرين.

كانت المضافة بقناطرها الجميلة وتقسيماتها الفريدة عاملاً مساعداً في وضع الأدوات التراثية التي تعد بالآلاف. حيث حرص أصحابها على أن يوضع في صدرها أكثر الأدوات الملفتة للنظر، وهي الأسلحة القديمة التي كانت بيد الثوار السوريين أثناء الاحتلالين العثماني والفرنسي، ومنها ما هو نادر جداً كما هي بندقية “أم صوان”. وكذلك كان وجود السلاح الأبيض الذي يرجع إلى مئات السنين عاملاً آخر في الجذب، وخاصة السيوف والبلطات التي كان منها بلطة رومانية، بالإضافة إلى بعض المقتنيات الحربية التي غنمها الثوار من أعدائهم أيام “فرنسا”، والاحتلال العثماني.

تحتضن المضافة ايضاً أدوات استخدمها الإنسان منذ قديم الزمان يصفها القائمون عليها بأنها غارقة في القدم مثل أدوات الخيول، والطبخ والإنارة، والخياطة وصنع الصوف، والأدوات الزراعية.

يقول “ريان أبو زين الدين” وهو من أحد أفراد العائلة المؤسسة للمضافة خلال حديثه مع سناك سوري:«حرصنا على اقتناء هذه القطع التراثية من أجل دراسة عملية التطور الحضاري وصولاً إلى هنا».

المرأة وخصوصيتها كان لها ركن خاص في المتحف الذي يأتيه زوار من مناطق مختلفة، حيث يضم ركن المرأة الأدوات الصغيرة والدقيقة للزينة التي يعود بعضها لأيام الفراعنة، و”زنوبيا”، مثل الحلق، والأساور، وأدوات الشعر والأمشاط، وبعض منتجات المرأة الريفية، إضافة لأغراض المنزل من منتجات القش، والمكواة القديمة المخصصة لكوي الثياب بأنواعها.

أما أكثر المعروضات جذباً للمواطنين الذين توافدوا بكثرة لرؤية المحتويات، فكان مكانها الطبيعي وسط المضافة، حيث تفاعل الجميع مع مجموعة كبيرة من القطع النقدية التي لا يقدر بعضها بثمن، وكذلك الأختام والطوابع، يقول “عصمت زين” عن جمع هذه الأدوات: «عملية جمعها استهلكت جهداً وبحثاً مضنياً، هنا تجد غالبية القطع التي كانت تستخدم في “سورية”، والتي يعود بعضها للعصور البيزنطية والرومانية، وهناك قطع نادرة لا تقدر بثمن، وقد حاولنا أن نعرف تاريخها عن طريق الخبراء، والمهتمين بالآثار، وبات لدينا خبرة جيدة بالشرح والمعرفة عنها. وجمعنا أختام تعود لمئات السنين، ومنها ما هو تابع لشخصيات قديمة كان لها شأن في المنطقة. وحصلنا من خلال البحث عن الوثائق النادرة والمفكرات وعلى مجموعة نادرة من الطوابع، ومنها عائد لبداية ما سمي دولة “جبل الدروز” في العشرينات من القرن الماضي».

من بين الأدوات التي لفتت الانتباه والتي اكتشفت في قبور قديمة، تلك المتعلقة بالأدوات الطبية الدقيقة، وكذلك أدوات غير معروفة من الصوان الدقيق المشغول بحرفية عالية. وهناك تماثيل صغيرة غاية في الجمال والتقنية.

ويصر “أبو زين الدين” على أن هذا المتحف مفتوح للطلاب والراغبين في دراسة الآثار والتراث، وكان لزيارة عميدة كلية الآثار في “دمشق” مع عدد من الطلاب بداية لحالة من التواصل الدائم.

اقرأ أيضاً البرتغال تحتفي بالعمارة الدمشقية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى