تحتل ذكريات تقديمنا للشهادة الثانوية، مساحة لا بأس بها من ذاكرتنا، وتتجدد كل عام مع بداية فترة الامتحانات. وما يرافقها من ضغط وتوتر وقلق وخوف من هذه المرحلة المحورية في حياة كل طالب وطالبة.
سناك سوري-دمشق
بالحقيقة لم أكن من الطلاب المتوترين كثيراً حين تقدمت للامتحانات نهاية الألفية الماضية. (يعني عام 2000)، بعكس أمي وأبي اللذين استفاقا قبلي فجراً، لتبدأ التوصيات، “انتبهي، ركزي، راجعي الورقة..الخ”. بينما كان عقلي “شبه صاحي”، يحاول أن يدرك أن الصباح قد بدأ.
بخلاف “حسام” الذي يصف حظه “بالعاثر” دائماً، حيث داهمه المرض قبل الامتحانات. إلا أنه نجح في النهاية ورغم الصعوبات تمكّن من دراسة الإعلام الفرع الذي يريده.
أما “ناديا” وهي خريجة جامعية اليوم، فحسمت أمرها بأنها لن تتوتر. خصوصاً أن النجاح كان يعني بالنسبة لها، التخلي عن الحياة مع عائلتها والانتقال للدراسة في “دمشق”. وهذا بحد ذاته كان هدفاً ونجحت في مسعاها.
عموماً، المرحلة الزمنية للامتحانات، هي نفسها أي مرحلة زمنية أخرى ستمرّ في حياتنا. ولا ينبغي زيادة التوتر، خصوصاً لكل الطلاب الذين درسوا وتعبوا طيلة العام.
الثانوية بالأرقام
وبدأ طلاب الشهادات في “سوريا” تقديم امتحاناتهم اعتباراً من اليوم الثلاثاء، وهو موعد امتحانات الإعدادية الشرعية. والأربعاء دور الثانوية العامة. بينما تبدأ امتحانات الشهادة الإعدادية يوم الخميس.
وبلغ عدد المتقدمين للشهادة الثانوية بكل فروعها هذا العام 258 ألف و361 طالباً وطالبة. مقارنة بـ251 ألف و169 طالباً وطالبة عام 2022. و227 ألف و83 طالباً وطالبة عام 2021، بينما بلغ عددهم عام 2020 234 ألف و905 طالباً وطالبة.
وتظهر الأرقام انخفاضاً واضحاً خلال عام 2021 مقارنة بعام 2020. ليبدأ العدد بالارتفاع مجدداً عام 2022 الفائت.
وتعتبر الشهادة الثانوية في سوريا مرحلة مفصلية في حياة الطلاب. حيث يتوقف عليها تقرير مستقبلهم والفرع الجامعي الذي يحلمون بدراسته. وهو ما يفرض حالة كبيرة من التوتر خوفاً من أي طارئ قد يعيقهم عن تحقيق حلمهم.