اليوم العالمي للسعادة.. شهادتنا نحن السوريون مجروحة
هل تشعرون برغبة البكاء في هذا اليوم.. تعالوا "أفتح لكم الحنفية"
على طول الطريق بين منزلي وعملي، تصطف الأبنية المتهدمة فوق رؤوس أصحابها، لم تعد رحلة العمل الصباحية حماسية كما السابق. ولا تنجح الموسيقا بانتشالي من ركام أيامنا هنا في هذا البلد المنكوب منذ ما قبل الزلزال بـ12 عاماً.
سناك سوري-رحاب تامر
يقولون إنه اليوم العالمي للسعادة، لكني لا أشعر بها، أنا فقط ماأزال أسمع صراخ العالقين تحت الأنقاض، في كل مرة أمرّ بها من هذا الطريق البائس.
“ماما خايفة”، “بابا شوفيه”، “ابني”، “ابنتي”، “أنقذونا نحن هون”، ماذا قال الضحايا في لحظاتهم الأخيرة، بمن استنجدوا. ماذا شعروا، هل للموت رائحة كما يقولون لنا، لماذا لا أشتمها دون أن أشعر بثقله في روحي.
الطريق طويل طويل، والركام أبلغ تعبير عن حقد الأرض على فقرائها، متنمرة وقحة لا تجرؤ سوى عليهم، كما كل شيء آخر في هذه البلاد. بعرضها وطولها.
أين قد نجد السعادة في هذا المشهد، هل في كيلو “بصل معفن”، نجحت السورية للتجارة بمنحه لنا نحن الفقراء. أو توقفوا قليلاً، ربما نجدها في كرتونة مساعدات إغاثية، تحوي قائمة من المرتديلا والفول والحمص.
هل السعادة في السعي وتحقيق بعض المال أو الشهرة، أو الكسب الحلال، وعلى سيرة هذا الأخير، تعالوا أخبركم قصتي. قبل 4 أعوام تقريباً، نجحت بإدخار بعض المال بتكثيف ساعات العمل و”السعي”، لم أسرق أو أحصل على أي قرش “بالمرتاح”. وكان الخيار أن أشتري عقاراً صغيراً للمستقبل، حين أتى الزلزال أودى به.
لم أتذكره إلا بعد عدة أيام، ومنذ ذاك الوقت والسعادة لا تجد طريقها إلى روحي، الفكرة هنا ليست بالخسارة المادية. بطبعي أحب فلسفة الأمور كنوعٍ من جلدِ الذات ربما، ما أشعر به يجاوز حتى حدود التعبير عنه، أين القدر والحياة ومقولة “رزق الحرام ما بيدوم بس رزق الحلال بيدوم”. وكان هذا زلزالي الشخصي، الذي لا ينفك عن اهتزازات ارتدادية عميقة جداً في روحي. لدرجة أحسد أصحاب الرزق الحرام لقد أثبتوا أنه يدوم ويدوم ويدوم، كما بعض التفاصيل في هذا البلد.
اليوم العالمي للسعادة، في الحقيقة شهادتنا نحن السوريون مجروحة جداً، فكيف نكتب عن شيءٍ لم نجربه، أو ربما لا نذكر متى آخر مرة جربناه. على الأقل أنا، وأنا هذه ليست مقياساً كما أنها ليست متضخمة كثيراً ولا يعدو وزنها أكثر من وزن طفلٍ جائع. يبيع البسكوت في الشارع.