يصادف اليوم 10 كانون الأول اليوم العالمي لحقوق الإنسان (ليست نكتة) لذا فإن من يمتلك “مرارة” عليه أن يحذر جيداً على “مرارته” من أن تفقع” من الضحك، وهو يقرأ هذه المادة التي ستورد حقوق الإنسان كما حددتها الأمم المتحدة، حق ينطح حق!.
سناك سوري-وفاء محمد
قال هناك حق اسمه، “الحق بالعمل في ظروف عادلة ومرضية”، وللأمانة فإننا في بلادنا حققنا الظروف المرضية بفارق أن حرف الميم مفتوح، ننتقل إلى حق “العيش بمستوى معيشي لائق”، وللأمانة فإن البطاقة الذكية بالكيلو أرز ومتلو سكر، تحاول أن تمنحنا هذا الحق، بانتظار وصول الرسالة!.
“يامرحومين الوالدين”، هناك أيضاً “الحق في أعلى مستوى يمكن بلوغه من الرفاه الجسدي والعقلي”، وهذا الحق تحديداً يُخشى عليكم من شر التفكير به، والوقوع في البطر، “واصحكم تروحوا بعدين تتبحتروا وتشتروا كيليين بندورة بهديك الحسبة لتترفهوا فيهم مع ملح”.
الحق بالتعليم والتمتع بفوائد الحرية الثقافية والتقدم العلمي، وهو حق “الله العليم” موجود في بلادنا بدليل وجود وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، كذلك هناك “حق حرية التنقل” الذي حرمتنا منه أزمات المحروقات وارتفاع أسعار أجور النقل، بينما مازلنا نستطيع التنقل بحرية مطلقة بين غرف المنزل، (وهذا ما يسمى برؤية النصف المليان من الكاسة).
اقرأ أيضاً: تقرير التنمية المستدامة .. كيف ترى الحكومة الفقر والفساد وحقوق الإنسان؟
حق حظر العبودية والسخرة، وقد كفلته الحكومة للمواطن عن طريق الرواتب الشهرية والمكافآت والحوافز (هي عملياً صار اسمها خرجية مو راتب بس منيحة). بالإضافة إلى حقوق الحياة والحرية والأمن والكرامة، (عفكرة في بسوريا منفذ بيع حكومي للمواد المدعومة اسمو صالة الكرامة لمن لا يعلم).
هناك العيش بلا فساد، وهو حق يدركه جيداً الناشطون والصحفيون وكل مين قال “لا للفساد”، وننتقل إلى حق “التحرر من الفاقة”، والفاقة تعني الفقر، والفقر يعني عدم القدرة على تأمين المسكن والطعام واللباس، وهو أكثر شيء يمتاز فيه السوريين حالياً.
نصل إلى أطرف حق وهو حق كل فرد بتأليف النقابات، وهو أحد الحقوق المحفوظة لدينا شكلياً، حيث يوجد الكثير من النقابات، لا سبيل لذكرها في مادتنا هذه.
كما أن هناك الكثير من الحقوق الأخرى، لكن حفاظاً على حق “العيش بلا نكد” لن نذكرها لكم، وكل يوم حقوق إنسان وأنتم بخير.
هامش “حزايني”: حق الطموح هذا ضايع حقو حتى شكلياً مع باقي الحقوق بالأمم المتحدة، وفي بلادنا لا يحق لك التصريح به وإلا ستفهم أنك واحد/ة طماع/ة مبطر/ة، لذلك اصمت عنه ودعه يمضي بسلام.
هامش حزايني أكتر من يلي قبلو على وزن “ديماً دموع”: بينما كنت أستعد لكتابة هذه المادة أخبرت المديرة أني أشعر بالملل، فقالت لي تحقيقاً لحق التسلية، اتسلي بحقوق الإنسان، فرددت عليها من باب “حق الرد”: من قلة ما عميتسلوا فيها الكل يعني!.
اقرأ أيضاً: في يوم حقوق الإنسان.. أنا “شقفة مواطن” من حقي نال “سقة القيادي” – رحاب تامر