الرئيسيةفن

اليوتيوبرز السوريون في الداخل.. بين الأزمات والأجر المادي

هل فكرت في إنشاء قناة على موقع اليوتيوب؟ وماهي الأرباح المادية المنتظرة؟

سناك سوري – عمرو مجدح

اتجهت العديد من المواهب الشابة في العالم خلال السنوات الماضية إلى المنصات الرقمية وحقق الكثير منهم نجاحاً لافتاً لاسيما أصحاب القنوات على “اليوتيوب” الذين يعرفون بـ”اليوتيوبرز”، وقدمت لبعضهم عروض إعلانية ضخمة كما اتجه آخرون لتقديم برامج تلفزيونية، إلا أن أصحاب المحتوى من السوريين الناجحين والمؤثرين كانوا قلة وأبرز تلك الأسماء المتابعة بالملايين كانت من نصيب السوريين في الخارج، وهو ما دفعنا للسؤال عن فرص انتشار ونجاح اليوتيوبرز السوريين في الداخل وما العقبات التي يلاقوها فماذا قالوا؟.

يقول “فيصل أشرفية” ابن مدينة “حلب”، وطالب هندسة الطاقة الكهربائية في جامعة “تشرين” لـ”سناك سوري” عن بداية فكرة إنشائه قناة يوتيوب متخصصة بعالم السينما والأفلام: «كنت ومازلت شغوفاً بالمجال الإعلامي ودائماً كانت فكرة اليوتيوب تراودني وترددت عدة مرات قبل القيام بهذه الخطوة خوفاً من الفشل، إلى أن تعرفت في الجامعة على زميلي “شادي أحمد” الذي يمتلك هو الأخر شغفاٍ بالتصوير وبرامج المونتاج، وبدأنا نلاحظ بالصدفة أن لدينا ذات الإهتمامات ونتابع نفس الأشخاص والقنوات على اليوتيوب كما أننا نعلق على الأخطاء التي يقع فيها “اليوتيوبر” ولم نبدأ بالمشروع الا بعد سنة كاملة من التفكير والتحضير».

يعد انقطاع التيار الكهربائي أحد أبرز المشاكل التي واجهها “أشرفية” أثناء تصوير الحلقات ويوضح: «حالياً تأتي الكهرباء ساعة ونصف وتقطع 4 ساعات وهذا يؤثر بشكل أو بآخر على التصوير والمونتاج لأننا لا نستطيع التصوير إلا بوجود الكهرباء كما أن التصوير في بعض الأماكن العامة، ما يزال صعباً ويخاف الكثير من الناس من وجود الكاميرا ومواد التصوير الإحترافية مرتفعة الثمن في “سوريا” وفوق قدرة الموطن العادي وصورنا الحلقات الأولى بكاميرا موبايل، كنا بحاجة إلى كاميرا جيدة ومايك بجودة عالية عازل للصوت فكثيراً ما يعيق الضجيج الخارجي التصوير الذي يحتاج إلى بيئة هادئة وهو ما استطعنا توفيره لاحقاً».

اقرأ أيضاً: الاحتيال الفيسبوكي مهنة جديدة قد تكسبك

يرى “أشرفية” أن ضعف الإنترنت أحد أهم أسباب عدم تحقق شروط اليوتيوب، من ناحية عدد الإشتراكات والمشاهدات وهو ما يحبط بعض “اليوتيوبرز” ويدفع البعض الأخر لهجر قنواتهم بسبب قلة التفاعل ويضيف: «الجمهور السوري في الداخل محدود جداً على منصة اليوتيوب بسبب ضعف الإنترنت وباقات النت أيضاً محدودة وهذا ما يبعد الكثيرين عن متابعة اليوتيوب وحتى الذين يتابعون يشاهدون الحلقات بدقة ضعيفة».

https://youtu.be/rS6DEJV67Gg

وتشاركه “سِما أتماز السباعي” ابنة مدينة “حمص”، الرأي حول مشاكل الإنترنت التي تعيق انتشار القنوات السورية على موقع اليوتيوب، موضحة أنها تغلبت على أزمة انقطاع الكهرباء بتصوير الحلقات خارج المنزل في وقت النهار عبر كاميرا الموبايل كما أنها تتدرب على برنامج “Adobe premiere” لتعلم المونتاج.

محتوى قناة “السباعي” مختلف عن السائد فهي تنشر حلقات حول النباتات وهو يصب ضمن تخصصها في الهندسة الزراعية، وقد أطلقت مشروعها الخاص على منصات السوشال ميديا تحت اسم “Small Plant” وعن سبب دخولها المجال تقول: «بدأت فكرتي بإنشاء قناة على اليوتيوب لحبي بنشر المعرفة وتبادل خبرتي مع الناس فنحن ليس لدينا فكرة التعلم والتدريب “اونلاين” وحسب رأيي كمختصة بمجال الزراعة لابد أن نستمر بتقديم محتوى فيه قدر من التوعية والنصح حتى لو كان المستفيد منها شخص واحد فقط لأن الغاية هي نشر الثقافة الزراعية والتوعية حول النباتات وأهميتها وليس عدد المشاهدين والأمور الاخرى».

“نغم درباع” ابنة مدينة “يبرود” بريف “دمشق” وخريجة الأدب الإنكليزي، شجعها زوجها على إنشاء قناة لإعادة تدوير المستلزمات المنزلية، تقول وتضيف: «بدأت الفكرة من موقف مزعج بالنسبة لي وهو احتفاظ زوجي بأشياء كثيرة من صغره “كراكيب”، كما نسميها ويرفض التخلص عنها بأي شكل، كما أن الفراغ ساهم بشكل كبير في بداية محاولتي لتحويل الأوراق المتكدسة والأكياس الورقية وأشياء البيت الزائدة إلى ديكورات وتحف ومواد ذات قيمة ولأعيد تدويرها وأزين بيتي وأستخدمها فيه خاصة أن الديكورات كما كل شيء تتقافز أسعاره بشكل كبير والمواطن أصبح يكتفي بأساسيات الحياة في بيته ويستغني عن الكماليات وكلما عاد زوجي ليجد شيئاً صنعته كان يصوره ويُبهر، وعرض علي فكرة إنشاء قناة وعرض أفكاري والإفادة والاستفادة لم يكن لدي الجرأة والحماس اللتان لديه حتى صور لي أول فيديو وأنشأ القناة بنفسه ونشره».

اقرأ أيضاً: في سوريا: سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يهدد أسراً بأكملها

بعد مرور 5 أشهر ما زالت “نغم” تواجه كغيرها من اليوتيوبرز السوريين العديد من المشاكل، أبرزها الكهرباء المقطوعة شبه الدائم والانترنت الضعيف وارتفاع أسعار مواد التصوير، تضيف: «أعتمد على كاميرا الهاتف وعدم امتلاكي لجهاز لابتوب يجعلني أستعمل هاتفي أيضاً لمونتاج الفيديوهات، ولكم أن تتخيلوا مدى صعوبة استعمال الموبايل ومع انتهاء الشحن السريع أستغرق أحياناً أسبوعاً كاملاً لإنهاء تصوير فيديو واحد ومنتجته، وغالباً ما يتزامن رفع الفيديو على القناة أو أثناء عملية المونتاج مع انقطاع الكهرباء والنت أو فصل شحن الموبايل لأخسر كل جهدي وأضطر لإعادة المنتجة والنشر».

تعتبر “درباع” أن المعاناة الأكبر هي في قلة المشتركين والمتابعين للمحتوى الهادف وعدم دعم اليوتيوب للمحتوى التعليمي كما صعوبة تحقيق شروط اليوتيوب، فخلال 5 أشهر هناك 190 مشترك فقط أما عن الدخل المادي الذي يتلقاه اليوتيوبرز، تقول: «لم يصلني أي أجر مادي الى الآن، وسمعت من زملاء يوتيوبرز أن اليوتيوب العربي بشكل عام ظالم جداً من حيث المردود مقارنة مع الغرب “ما بالك بالسوري” بشكل خاص فلديه صعوبة كبيرة في استلام الحوالات».

يذكر أن خاصية تفعيل الإعلانات المرتبطة بالربح المادي متوقفه حالياً في “سوريا” ولا يستطيع اليوتيوبر السوري التربح من قناته إلا من خلال حيله يلجأ إليها البعض من خلال الإستعانه بقريب أو صديق في الخارج لتفعيل الخاصية على اسمه والبلد الذي يقيم به كما ينصح أن يكون المحتوى يستهدف السوريين بالخارج حتى يلاقي نسبة تفاعل مرتفعة.

اقرأ أيضاً: تحدي التفاهة… على عرش المنصات الافتراضية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى