إقرأ أيضاالرئيسية

أطفال يشكلون كتائب ومجموعات مسلحة صبيحة عيد الفطر (السعيد)

في لعبة العسكر والإرهابيين الجديدة تتحول ساحات الصغار إلى معارك غير (دامية) حالياً لكن من يدري عندما يكبرون هل ستبقى غير دامية؟

سناك سوري –  آزاد عيسى

رفض الطفل “عامر” 11 عاماً، الخروج إلى ساحات وحدائق حيه في مدينة “القامشلي” للاحتفال بالعيد، وممارسة طقوسه الجميلة ما لم يحصل على لعبته المفضلة كما حصل عليها ابن جيرانهم، وهو ما دفع والده للخروج مجدداً إلى السوق، وشراء أكبر بندقية لعب لطفله حتى يتخلص من بكائه، وينخرط مع الأولاد في لعبة الموت، والعسكر والإرهابية (بدل العسكر والحرامية) التي ضمت كل أنواع الأسلحة البلاستيكية المتوافرة فوق الأراضي السورية.

ومع نهاية الصوم الطويل انطلق مئات الأطفال نحو المحال التي تهتم ببيع الألعاب، وانهالوا على شراء كل ما يتعلق بألعاب الأسلحة الجديدة غير المألوفة والتنافس للحصول على القطعة الأضخم والشكل المرعب، لكي يتجهوا نحو المساحات المفتوحة للتباهي بما حصلوا عليه، وبدء المعارك التي تتميز بالخشونة والشجارات وتمزيق ملابس العيد، وقلع العيون، بعيداً عن أعين الأهل الذين انشغلوا بتبادل الزيارات والمعايدات.

وطوال سبع سنوات كاملة من المعارك الدائرة في “سوريا”، وعشرات الآلاف من الضحايا، وكل أنواع الأسلحة الحقيقية التي ابتكرها العقل الغربي ووجد في هذه الأرض مكاناً خصباً لتجريبها على البشر والحجر، لم يكن الأطفال بعيدين عن معرفة أنواعها وقوتها وكيفية عملها بعد انخراط الأهالي حتى آذانهم بها، ومحاولة اقتنائها وتجريبها أمام أطفالهم الذين مات بعضهم بسبب حب الاطلاع والتجريب، دون أن يلتفت أحد لبراءتهم وطفولتهم التي تقتل كل يوم.

الحاج “خضر سيد هادي” دهش لمشهد المعركة الطفوليّة التي تشبه معارك الكبار غير المصطنعة، وقال لـ سناك سوري: «عمري 66 عاماً، لأوّل مرة أجد الحي الذي أعيش فيه في “قدوربك” بمدينة “القامشلي” بهذه الحالة، أكثر من 20 طفلاً، وكل واحد منهم يحمل سلاحاً، بدأوا في توزع المهام والأدوار لتنفيذ حرب طفولية تشبه حرب الكبار التي حفظوها عن ظهر قلب.

كم هو حزين ومؤلم أن يكون أبناؤنا بهذا الفكر، دون حذر الكبار وإدراك خطورته، والأمر سيتطور أكثر، أطفالنا في خطر كبير، فهل يُعقل أن يحول الطفل فرحه وهدية عيده من قطعة الحلوى إلى قطعة سلاح»؟.

يقول الشاعر “أيمن أبو شعر” افتحوا الأجفان كرمى للصغار .. إنهم حبل الإغاثة ..

صدقوني إن بقيتم مغمضين .. سوف يأتي الجيل أعمى بالوراثة.

مشهد الأطفال في الصور أعلاه ليس بعيداً نهائياً عن مشهد الكتائب والفصائل المسلحة المنتشرة في البلاد، يشعرونك وكأنهم يقومون بتقليدها، وهم بالفعل كذلك، يشكلون كتيبة ويوزعون المهام فيها ويتبادلون إطلاق الخرز والسيطرة على مكان، والانسحاب والتقدم .. إلخ، ومن يدري ربما عندما يكبر هؤلاء يستبدلون الخرز بالرصاص مالم يكن هناك حل جذري يوقف هذه الحرب ويكافح ثقافة العنف والرصاص التي باتت راسخة جداً بين السوريين.

اقرأ أيضاً مشاجرة بين أطفال تودي بحياة شيخ العشيرة وتشرد 20 عائلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى