الرئيسيةيوميات مواطن

المطلوب عودة الوزير الذي قال: إذا مو عاجبتكم رواتبكم استقيلوا

طب مو عاجبتنا رواتبنا ليش ماعم تقبلوا الاستقالة؟

وصلتُ إلى عملي الحكومي هذا اليوم بعد أن دفعت 4 آلاف ليرة أجرة تكسي سرفيس، سأحتاج لدفع مثلها في طريق العودة الميمونة للمنزل. خصوصاً أن خط القرية التي أعيش بها يندر أن تجد فيه مكاناً فارغاً ضمن السرفيس لقلّتها.

سناك سوري-مستقيلة

8000 آلاف يومياً لـ20 يوماً في الشهر تعني 160 ألف ليرة. أقولها لراتبي الذي تجسّد أمامي وسرعان ما فرط من الضحك، وكأني أخبرته نكتة. (بهالأيام ماحدا عم يلقى مزح حتى الراتب كلو صاير نكدي ودمو تقيل).

سرعان ما استدركت عتبي على “الراتب المسكين” الذي لا يتجاوز الـ102000 ليرة ويقتطع منه شهرياً 22 ألف ليرة لقرض “ذوي الدخل المحدود”.

مدفوعة بالسردية السابقة، حسمت أمري وتوجهت لغرفة المدير الذي كان قد أخبرنا أن الدوام بات إلزامياً ولا سبيل للتساهل به بأي شكل من الأشكال. قدمت له ورقة إجازة بلا راتب وفي يقيني أنه إن رفضها سأقدم استقالة فوراً. (إي ما بتوفي بنوب ما بتوفي يعتبروني تاجر ويسايروني شوي).

لكن المدير رد على حديثي بقهقهة لئيمة تشبه قهقهة راتبي المسكين بفارق المنصب والقوة بين كليهما. وأخبرني أن الإجازات ممنوعة والاستقالات أيضاً. ولكوني أعمل في وسيلة إعلامية أعدت إلى ذهنه حديثاً سابقاً قاله وزير سابق لنا مفاده: “يلي حاسس إنو ما عمتوفي معو يترك أو يستقيل”. ليقول لي تلك الأيام ولّت والوزير “طار” ومعه طارت العبارة.

في عز الحاجة لأولئك الوزراء تراهم يرحلون، رغم أننا في فترة “حكمهم” كنا نحلم بمجيء يوم مغادرتهم. (الدنيا بسوريا دوارة دوارة كتير، لدرجة مابقا الواحد يعرف راتبو من خرجية المدرسة).

ليس “وزيرنا السابق” الوحيد الذي قال تلك العبارة، حتى وزير التربية الأسبق “هزوان الوز” قالها للمعلمين في “حلب” عام 2017 وبالفم الملآن. لماذا تغيّر الواقع اليوم، (يا جماعة راتبنا مو عاجبنا وبدنا نستقيل، اقبلوا الاستقالة وجيبوا موظفين جدد. خلونا نريحكم ونريح خزينة الدولة من رواتبنا).

اقرأ أيضاً: وزير التربية للمدرسين: “إذا مو عاجبكم استقيلوا”!

زر الذهاب إلى الأعلى