الرئيسيةيوميات مواطن

المرأة ليست كالرجل.. لاتستطيع أن “تفعلها” بنص الشارع-رحاب تامر

في خضم كل ويلات حياتنا ماتزال “ثياب الفتاة” “الويلة” الأكبر!

سناك سوري-رحاب تامر

في خضم كل الويلات التي يعانيها مجتمعنا، بدءاً من الفقر وليس انتهاءاً بهوس “الكورونا”، ماتزال المرأة “التي ترتدي ثياباً تكشف أجزاء من جسدها” وسط الشارع “الويلة” الأشد فتكاً في ظل إصرار عقل بعض الرجال على التواجد في عضوهم الذكري فحسب.

«إي طبعاً بيأذيني شوف مرأة “تكشف أجزاء من جسدها” بنص الشارع»، قالها في خضم نقاش، ساعد التقنين الكهربائي المفروض على البلاد في اشتعاله وتشعبه أكثر، لا بديل عن تبادل الأفكار في هذه اللحظات المظلمة من عمرنا.

-لا يا عمو، معقول الرجل يلي بتقولوا إنو المرأة تمتلك نصف عقله يتأثر برؤية أي جزء من جسدها؟

قلتها له، مدفوعة بفطرتي في الدفاع عن زميلات نوعيّ الاجتماعي، ألا أرتدي ملابس مكشوفة، لا يعني أن أهاجم كل من يرتديها، إنها مجرد تعبير بسيط عن حرية مسلوبة منهنّ، حرية لم يدركنّ معناها إلا في لفافة تبغ، وفستان مكشوف، ولحظات رغبة مليئة بالقبل، الحرية في مفهومها العام تعني أن أعيش كما أرغب، مع نقاب، أو فستان لانجري، أن أقول لزوجي الجاحد طلقني دون خوف من عاقبة، أن أكون مطلقة أو أرملة أفعل ما يحلو لي كما لو كنت متزوجة أو عزباء.

لم يردّ على سؤالي، اكتفى برسم ابتسامته المعهودة، متبعاً إياها بعبارة: إنتوا الصحفيين ما فينا عليكم.

اقرأ أيضاً: في اليوم العالمي للرجل.. يا ليتني رجلاً – رحاب تامر

لم ينتهِ النقاش هنا، ومثله التقنين، ما فتح المجال أكثر إلى تشعب جديد، هل المرأة مثل الرجل؟، السؤال المحوري الجدلي في الشرق الأوسط الذي يغص بمختلف أنواع الأزمات الأخرى، لم يجد أي إجابة حتى الآن، فكيف سنحله في سهرة عائلية؟، لا بأس من المحاولة، خصوصاً أن لا شيء آخر نفعله.

-ليش يا عمو شو الفرق بين الرجل والمرأة، أنا ما بشوف رجل أحسن مني فقط لأنو رجل.

-عدم المؤاخذة يا بنتي، الرجل فيه “يعملها” عالواقف بنص الشارع، المرة بتقدر؟

-أها، ليش إنو الرجل يعملها بهالطريقة بنص الشارع، صح يعني؟

يصمت مجدداً، يضيف بلهجة المستسلم للموقف لا للفكرة: متل ما قلتلك من شوي مافينا عليكم.

وبينما كانت نظرات زوجي تلمع في وجهي، كعيني ذئب مفترس تقولان لي، أغلقي هذا الحديث عيب، كنت أنظر لهما ببرود شديد، متجاهلة كل شراراتهما التي ربما أدفع ثمنها لاحقاً، لكن لا بأس طالما أني قد عبرت عن نفسي دون أي قيد، ياله من انتصار عظيم، التعبير عن النفس بحرية!.

لم يكن زوجي الوحيد المغتاظ من حديثي، كانت إحدى السيدات المتواجدات في السهرة العائلية، تتحين الفرصة للانقضاض على طروحاتي “غير العاقلة”، توجهت لي وقالت: «كيف يعني الرجل متل المرأة، لا مو متل المرأة، إذا الله ميز الرجل عن المرأة، صحي إنت ما بتآمني بالله؟».

في تلك اللحظة المصيرية، لمعت الكهرباء، الكهرباء الجميلة سرت في عروق كابلات المنزل المتعطشة للحياة، أنارت الغرفة بكل بهاء، نسي الحاضرون الحديث والسؤال وربما وجودي، وصاحوا: «اعطونا الشدة “ورق اللعب”»، أحضرتها لهم بكل سرور، مددتُ لهم الطاولة، وكان لزاماً عليّ أن أجلس بينهم كالمزهرية وهم يخوضون “برتيبة الـ41″، (قال الرجل متل المرأة قال).

اقرأ أيضاً: الكفاح المسلح كما يعرفه المنسيون في “اللاذقية” – رحاب تامر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى