المرأة صاحبة المهمة الكبرى بحماية نفسها
حماية المرأة تنطلق من العائلة والشراكة بين النساء والرجال
تعرضت السيدة “روز الأسمر” بسبب زواجها من غير دينها، لأنواع عدة من التعنيف، كان أبسطه التعنيف اللفظي، وأشده القانوني، الذي منعها من تسجيل ابنها، إلا أنها لم تستسلم.
سناك سوري – لينا ديوب
تقول “الأسمر” في حديثها مع سناك سوري :«من حقي الزواج من غير ديني، ومن حقي تثبيت اسم ابني، وعندما منع القانون زوجي من تثبيت ابننا على اسمه، عملت أنا على تثبيته وهذا كان تحدي كبير للمجتمع، فلم يسبق أن سجلت أم اسم ابنها، وهذا يعتبر بالعرف الاجتماعي والقانوني زنا، لقد وضعت في هذه الخانة وابني مجهول النسب، قبلت ليحصل ابني على حقوقه في المدرسة والمجتمع، رغم ذلك لم أسلم من التعنيف اللفظي أو النظرة المجتمعية السيئة، إلا أنني لم أتراجع، فالأعراف والقوانين التي تعيق تقدم حياتنا علينا العمل على تغييرها، اليوم أنا عضو في شبكة نسوية في محافظتي “حماة”، وبعد مشاركتي بالعديد من التدريبات القانونية عدت وجددت دعوى تثبيت نسب ابني وكلي ثقة، بحقي وبقوتي الذاتية».
خطوات
لم يكن سهلاً ما قامت به “الأسمر”، لكنه يعلمنا أن الضغط النسوي مطلب حق لتعديل القوانين وتحصين حقوق السيدات في كل المستويات، لتساهم في بناء مجتمعها المؤمن بها كشريك للنهوض، لكن ذلك يحتاج الى تعليم توعية النساء حول مفهوم العنف، لأن طول زمن تهميش النساء جعلهن في مرات كثيرة يعشن العنف على أنه حالة طبيعية، تقول المحامية “نالين عبدو” و التي تعمل مع النساء إن «نسبة كبيرة من اللواتي تعرضن للعنف بمختلف أشكاله، يمتنعن عن التصريح بتعرضهن للعنف أحياناً خوفاً من الجاني وأحياناً خجلاً من دائرتهن المجتمعية».
اقرأ أيضاً: هل لدينا إجراءات رادعة لوقف العنف ضد النساء؟ – لينا ديوب
مجرد التصريح من قبلهن حتى لو لم يتم بشكل رسمي بل كان على سبيل الفضفضة خطوة مهمة، وفقاً للمحامية “عبدو” وهو حافز لهن لاتخاذ خطوات لإيقاف العنف، «هنا يمكننا الحديث عن التوعية بالحقوق فهي عامل مهم، ألاحظ من خلال عملي أن الكثير من النساء بعد تلقيهن توعية قانونية على سبيل الاستشارة يباشرن رفع دعاوي للمطالبة مثلاً بتعديل المهر أو ضم محضون بعد معاناتهن شهور أو سنوات من اضطهاد وابتزاز الزوج».
وتؤكد المحامية أن وقف العنف ضد المرأة يبدأ من المرأة نفسها وعليها المبادرة لتصحيح أي خطأ تربوي سلوكي في شخصيتها ناتج عن موروثات مجتمعية سقيمة كمنح بعض الأمهات ميزات لوجستية للابن في بيت العائلة أكثر من الابنة.
خطوات دون أذى
تقول المحامية إن «العمل مع النساء يبدأ على التوعية بالحقوق والواجبات، وكيف يحصلن على حقوقهن مع ضمان أمنهن وسلامتهن، دون أن تسببن الأذى لأنفسهن كأشخاص ولمجتمعهن، وهذا يتطلب سلسلة طويلة من الجلسات حتى تتفهم النساء ماهي حقوقها، لأنها هي قد تكون معنفة لنفسها أو لشريكها بالحياة ، أو لامرأة ثانية».
“عبدو” تؤكد أن «هذه التوعية مطلوبة لتصبح عندها القدرة للدفاع عن حقها ومن ثم الحصول عليه، على أن تعرف أماكن تقديم الخدمة، خدمة الحصول على الحق، مثلاً مركز الشرطة متى تلجأ إليه ، المحاكم متى تذهب إليها، أيضا الفحص الطبي، والجمعيات التي تفتح مراكز لتقديم الدعم ، يجب أن يكون لديها علم بها وأماكن وجودها وأوقات دوامها ومتى تطلب الخدمة».
الجمعيات
الجمعيات والمنظمات التي تعمل على التوعية لها دور في هذا المجال أيضاً، حسب المحامية “عبدو” حيث يتوجب عليها أن تتبعها بالتدريب على المهارات والخبرات حتى تصبح النساء قادرات على توظيف الوعي لينشرنه، على من حولهن عن طريق الخبرات سواء كان تواصل أم تعامل مع المشكلات وإيصال المعلومات بشكل يضمن سلامتهن مع الوسط المحيط وحتى تكون قادرة على التشبيك مع محيطها، تعرف أين نقاط القوة فتستثمرها ونقاط الضعف تحاول أن تخفف منها لتستطيع العيش بشكل مثالي في وسطها وهذا يوصلها للتمكين لتحصل على حقها.
اقرأ أيضاً: اللجوء للقانون ورفض العنف.. طرق لحماية النساء من التعنيف